لقرون بقيت بعض الممارسات حكرا على جنس دون آخر، إلّا أن الماكياج خرج عن هذه القاعدة، إذ صار صناعةً موجهة للمستهلكين من الرجال والنساء على حد سواء، خصوصاً في أحد البلدان الآسيوية. ويتعلق الأمر بكوريا الجنوبية، البلد الذي تحقق فيه صناعة الماكياج ومستحضرات التجميل الرجالية رقم مبيعات سنوي لا يقل عن 10 مليارات دولار، في بلد يتميز بطابعه المحافظ أسوة ببلدان جنوب شرق آسيا.
وكانت صحيفة "واشنطن بوست" قد أفردت لذلك تقريراً أوضح مدى تشبّع هذا البلد بثقافة "الماكياج الرجالي"، حيث يستخدمه الرجال من أعمار مختلفة ولأسباب اجتماعية ومهنية عديدة.
ويحرص رجال في كوريا الجنوبية على ألّا يغادروا البيت دون وضع مستحضرات يجدونها أساسية، على رأسها المرطبات وصباغات العيون وأحمر الشفاه والكريم الأساس والواقيات وكريمات إخفاء عيوب البشرة وغيرها.
ولا يجد الرجال في هذا البلاد تناقضاً بين الماكياج والرجولة، إذ يقول صاحب محل كوري للماكياج للصحيفة إن النساء في كوريا يحببن الرجل كلما بدا أكثر حيوية وشباباً، وهذا ما توفره المستحضرات في نهاية المطاف.
وتوضح الصحيفة أن الطبيعة التنافسية في البلد تجعل من الرجال يسعون إلى رفع حظوظهم في إيجاد وظيفة الأحلام والنجاح في مسارهم المهني، من خلال الظهور بمظهر بالغ الأناقة مهما كلف الأمر.
وتنمو صناعة مستحضرات التجميل في كوريا الجنوبية بنسبة 9 في المائة كل سنة، وأكثر من 10 في المائة من المستحضرات من مداخيل الماكياج تأتي من تلك المخصصة للرجال، وفق الصحيفة.
ولا يقف الأمر عند هذا الحد، إذ أسوة بالنساء، تتعدد المواقع الإلكترونية وقنوات الفيديو على "يوتيوب"، التي تعرض الطرق الأفضل لوضع الماكياج بشكل مثالي ومتناسق على وجه الرجال.
(العربي الجديد)