فعالية "ألغريا" في شفشاون

17 يوليو 2016
رامي عياش (العربي الجديد)
+ الخط -
يظلّ مهرجان "ألغريا" للموسيقى، والذي ينظم بمدينة شفشاون المغربية، الباب شبه الوحيد الذي ينفتح على الثقافة الإيبيرية إلى جانب الثقافة الأندلسية وثقافات المتوسط، ويعرض موسيقاها على المنصة سنوياً. لهذا، شهدت شفشاون افتتاح "ألغريا" في دورته العاشرة بمشاركة فنانين وفرق فنية عالمية ومحلية. واستمرت الفعاليات على مدار يومي 15- 16 يوليو/ تموز.

وتعني "ألغريا" السعادة أو الفرحة، فهذا المهرجان محطة فنية سنوية تقدم فعالياتها الفنية والموسيقية أمام الملأ دون مقابل أو تذاكر. فساحة القصبة والساحة الكبيرة كانتا مفتوحتين أمام الملأ والسياح والسكان من أجل خلق التميز الحسي، والإبداع الفني، وخلق التفاعل الإيجابي بين نجوم المهرجان وجمهوره. وقال نائب رئيس مؤسسة "شفشاون: فن وثقافة"، رضا زيطان، لـ"العربي الجديد" بأن "الدورة العاشرة لألغريا تميّزت باستثنائها الذي يرتكز على الجمع بين الموسيقى الأندلسية والإييبرية إضافة إلى موسيقى شفشاون بحكم القرب الجغرافي بين المغرب وإسبانيا، إذ حاولنا أن نحافظ على الطابع الأندلسي الذي نتقاسمه تاريخياً مع إسبانيا، ولأن المدينة قد شهدت موجات هجرة الموريسكيين بعد طردهم أيام سقوط الأندلس. وحاولنا، أيضاً، أن نحافظ على الطابع المتوسطي بدعوة عدة فرق من فلسطين وإسبانيا والمغرب وحتى من أميركا الجنوبية".

وشهد المهرجان فعاليات وأنشطة موازية كما أوضح زيطان، قائلا: "شارك 45 فناناً من دول عدة في معرض فني، وهو فرصة للفنانين الشباب الهواة ليتواصلوا ويختلطوا مع الفنانين، وعُرِضت المنتوجات المجالية من خلال التعاونيات والجمعيات الموجودة بشفشاون، وكانت فرصة للتسويق والتعريف بتراث المدينة الزرقاء، يضاف لذلك الجلسات الشعرية المصاحبَة بموسيقى أندلسية وفلامنكو، ونشاط للتباري بين الموسيقيين الشباب، ومن يتأهل للنهائي يحصل على تسجيل مجاني لألبوم خاص به".


ويُحسب لـ"ألغريا" تميّزه على الصعيد المغربي، كونه محطة فنية وثقافية مندمجة مع طابع مدينة شفشاون العريق، وقد ساهم بتوسيع خصوصية الفن والثقافة الشفشاونية على المستوى المحلي والدولي، كما لعب دوراً كبيراً في الترويج السياحي والاقتصادي للمدينة. و"ألغريا" هو المهرجان الوحيد المتخصص بالموسيقى الإيبيرية واللاتينية، إضافة إلى خليط من المترنمات العربية الأندلسية، مع وصلات من فنّ الفلامنكو. إذ استضافت هذه الدورة فنانين من دول يجمع بينها الموروث اللاتيني والأندلسي. وعلى رأس هؤلاء الفنانين، الفنانة الإسبانية، كارمن باريس، المتميزة بأداء الموسيقى المعروفة بـ"الخوتا" القادمة من منطقة الآراغون الإسبانية.

وتُعرف، كارمن باريس، بتألقها في دمج موسيقى الجاز مع موسيقى الفلامنكو والطرب الأندلسي. كذلك، أدّت الفنانة المغربية، نبيلة معن، إلى جانب السوبرانو المغربية سميرة القادري والمغني الصوفي حميد أجبار مجموعة من الأغاني الطربية الأندلسية والعربية. كما قدم الفنان اللبناني، رامي عياش، على منصة المهرجان الكبرى أفضل أغانيه وألبوماته. وقدمت مؤسسة "شفشاون: فن وثقافة" المنظمة للمهرجان مجموعة من الأنشطة الثقافية إلى جانب أمسيات فنية من قبيل تنظيم معرض للصور الفوتوغرافية ومسابقة للمواهب في الغناء والرقص والمسرح والكوميديا.

المساهمون