نهاية 2016 الفنية: موت وأزمات وإنتاج

31 ديسمبر 2016
رانيا يوسف في "أفراح القبة" (التلفزيون العربي)
+ الخط -
لم يكن عام 2016 وردياً، على صعيد الفنّ العربيّ عموماً. رغم الإنتاجات الفنيّة الكثيرة التي صدرت سواء في السينما أو الدراما التلفزيونية، وحتى الإصدارات الغنائيّة. غلَب على السنة السواد، بعد رحيل 20 فناناً عربيّاً، أغنوا الذاكرة الفنيّة بمجموعةٍ من الأعمال الجيدة، ومنهم ممدوح عبد العليم، وسيد زيّان، ووائل نور، وفيروز الصغيرة، ومُؤخّراً محمود عبد العزيز، وزبيدة ثروت، وأحمد راتب، والفنان سمير يزبك، والموسيقار ملحم بركات، والمغني العالمي جورج مايكل.
على صعيد الإنتاجات الفنية، لا يزال سوق الإنتاج الغنائي الموسيقي العربي، يتأرْجَح بين الإصدارات الفنية على شكل "سي دي"، وبين بلوغ المنصّات الخاصّة بالتحميل والاستماع للأغنيات مساحة كبيرة في الترويج لدى المتابعين. وبات ضرورياً على أي منتج الدخول في اتفاقيات رسمية خاصة بحقوق وعائدات الاستماع على المواقع البديلة، لحفظ الحقوق المادية والمعنوية، ومحاربة القرصنة، وذلك يُسهم في زيادة مداخيل شركات الإنتاج والفنانين. واتَجهَت بعض المحطات التلفزيونيّة الفضائيّة في عام 2016، إلى المواقع البديلة من أجل بثّ برامجها كاملة، بعد عرضها على الشاشات الصغيرة، ومواجهة الظروف المالية التي تعانيها، والتي كانت غير مُشجِّعة على الاستثمار في الإعلام المرئي. لكن المحطات نفسها، لم تبخل في إنتاج وجبات متفاوتة في نوعيتها، من خلال بعض برامج المنوعات، أو المشاركة في إنتاج وعرض مسلسلات موسم الدراما السنوي، في شهر رمضان، كما هو معروف.
تسارعَت أحداث سنة 2016 الفنيَّة. بدايةً فجعت الدراما المصرية والعربية، في يناير/ كانون الثاني، بوفاة الممثل ممدوح عبد العليم إثر أزمةٍ صحيّة مُباغتة. الممثل الستيني، كان يستعدُّ للمشاركة في دور البطولة للجزء السادس من مسلسل "ليالي الحلمية". وبعدها توفّي زميله سيد زيّان، ثم وائل نور في أيار/ مايو. وفقدت الدراما كلا من محمود عبد العزيز وأحمد راتب أواخر السنة.
غياب هؤلاء، لم يمنع المنتجين من تقديم وجبات دسمة. على العكس، تقدم الإنتاج الدرامي المصري كثيراً، عبر مجموعة من الأعمال ومنها "غراند أوتيل" و"ونوّس" و"أفراح القبّة"، و"سبع أرواح". وتراجعت مشاركة المغنين في الدراما التلفزيونية، فخسر محمد منير في "المغني"، وكذلك لطيفة في "كلمة سرّ" أمام خالد سليم. وطوى عمرو دياب صفحة التحضيرات الخاصة بمسلسل كان يستعد له منذ عامين، ويحمل عنوان "الهضبة" لأسباب مجهولة.
قلَّت الإنتاجات الخاصَّة بالبرامج التلفزيونيّة المُكلِفة. ولم يكنْ بالإمكان تقديم موسمٍ جديد من برنامج "ستار أكاديمي" بعد 11 عاماً من عرضه على القنوات العربية، وآخرها كان على قناة CBC المصرية التي لم تُجدّد تعاقدها مع "إندمول". وألغيت الشراكة أيضاً بين "النهار" ومحطة MTV اللبنانية.
لكنّ التقليل من إنتاج وعرض البرامج الخاصة بالمنوعات لم يقتصر على القاهرة. MBC حاولت طوال الفترة السابقة التعالي على أزماتٍ ماليّة داهمتها، لتقديم مجموعة من البرامج التي ميَّزتها في السنوات الأخيرة. لكنها لم تُفلّح، ما اضطرها للاستعانة بالرعاة التجاريين، كما حصل قبل أسابيع في برنامجي "توب شيف" و "بروجكت رونواي"، واعدةً بتقديم أجزاء لاحقة منهما بعد التوأمة التجارية مع مؤسّسات لها ثقلها وحضورها المادي. خرج البرنامجان بنتائج جيدة قياساً بحالة الركود أو الانتظار التي كادت تسيطر على المحطة السعودية.
صدرت في عام 2016 مجموعةٌ جيّدة من الأعمال الغنائيّة. تقدُّم واضح للسوري، ناصيف زيتون، في ألبوم غنائي حمل عنوان "طول اليوم" حقّق نسبةَ استماعٍ عالية بحسب شركات التحميل الإلكترونية. إذ تجاوز 126 مليون استماع لأغنيات العمل بحسب ما ذكرت شركة "أنغامي".
وكذلك قدمت الفنانة أصالة نصري، ألبوماً خليجياً بعنوان "أعلق الدنيا" تميز عن غيره من الألبومات الخليجية بحسن اختيار الكلمات والتوزيع الموسيقي، أما باقي المغنين فأصدروا مجموعة من الأغنيات المنفردة التي تفاوت نجاحها.
وأمامَ النزاعات القائمة في العالم العربي، شهدت العاصمة الفرنسية باريس، مجموعةً من الأحداث الأمنية، ومنها تعرُّض نجمة تلفزيون الواقع، كيم كاردشيان، إلى سرقة بعد تلبيتها لدعوة المشاركة في أسبوع الموضة الباريسي. قُدِّرَت قيمة السرقات بنحو أربعة ملايين يورو، واعتبرت أكبر عملية سرقة منذ عشرين عاماً يتعرض لها الأفراد في فرنسا.
وكذلك، تحدّثَت معلومات عن تعرض الفنانة اللبنانية، هيفا وهبي، لمحاولة خطف في باريس بعد قصة كاردشيان. لكن البعض شكك بكلام هيفا وهبي بهذا الشأن، وقالوا إنّ هيفا وهبي اخترعت عملية اختطافها، لأنّها تريد التشبُّه بنجمة تلفزيون الواقع كيم كاردشيان. ولم تمرّ أيام على ذلك حتى اتهم الفنّان المغربي سعد لمجرد بمحاولة اغتصاب فتاة فرنسية، وجرى توقيفه بهذه التهمة، قبل يوم واحد من حفل كبير كان سيحييه في دار الأوبرا الفرنسية. وكسب لمجرد تعاطفاً فنياً كبيراً من قبل زملائه الفنانين ومنهم أصالة نصري، ومحمد عساف، وسيرين عبد النور. فيما تداعى بعض محبي الفنان الشاب، وقاموا بتظاهرة أمام القنصلية الفرنسية في المغرب من أجل براءة صاحب أغنية "المعلم" من التُهم الموجهة إليه، وعودته إلى المغرب. وذكرت وكالات الأخبار في أكتوبر/ تشرين الثاني الماضي، أن ممثلة بوليوود ماليكا شيراوات وصديقها تعرضا لاعتداء في باريس.
ونقلت الوكالة عن مصدر بالشرطة القول: "لكَمَ مهاجمون ملثمون شيروات في وجهها، ورشوا غازاً مسيلاً للدموع عليها في محاولة لسرقة حقيبة اليد الخاصة بها".


المساهمون