قصر بشتاك... بيت الغناء العربي

09 نوفمبر 2016
قصر بشتاك (ويكيبيديا)
+ الخط -
بالرغم مما ألمّ به من إهمال لعقود طويلة، فقد أعيد الاعتبار لقصر الأمير بشتاك بعد ترميمه واختياره بيتاً للغناء العربي منذ 2009، كأحد مراكز الإبداع الفني التابعة لصندوق التنمية الثقافية، حيث يسعى بيت الغناء إلى تدعيم الساحة الغنائية العربية عن طريق تنظيم ورش لتدريب الأصوات والعازفين على مدراس الموسيقى والغناء العربي.
وقصر بشتاك الواقع في قلب شارع المعز لدين الله الفاطمي، يعود تاريخ بنائه إلى سنة (740ه/1339م)، وهو من روائع العمارة المملوكية، تتاخم القصر في منطقة النحاسين العديد من الآثار القديمة، مثل سبيل الأمير عبد الرحمن كتخدا وتجاه المدرسة الكاملية وحمام السلطان أينال. والقصر ينتمي إلى تلك الحقبة التاريخية العجيبة التي حكم فيها المماليك المجلوبين أهل مصر.
في عام 1262 أحال الظاهر بيبرس أجزاء كبيرة من القاهرة الفاطمية إلى ملكية وزارة الخزانة (بيت المال)، ما سمح بإعادة بيع العقارات في المنطقة والأراضي الشاغرة في تلك المنطقة التي كانت تعد مركزا حيويا لمدينة القاهرة. اشترى القصر في البداية الأمير بدر الدين بكتاش، في عام 1334 تملّك الأمير بشتاك القصر، وكان صاحب نفوذ ومكانة مرموقة في الدولة، فضم بشتاك إلى القصر أملاكاً كثيرة وعدداً من المساجد وتوسع فيه.
يتكوّن القصر من ثلاث واجهات إحداها تطل على شارع المعز، وهي من ثلاث طوابق ومغطاة بالمشربيات، وهي نوافذ منمنمة من الخشب كانت تصنع لتسمح للهواء بالمرور وتهوية المباني دون أن تكشف من خلفها وتستطيع النساء النظر من ورائها لرؤية حركة الشارع دون أن يراهن أحد. ومشربيات القصر تحفة في رسومها وأعمال الحفر على الخشب التي تتكون منها.
الواجهة الثانية تطل على درب قرمز، وبها أيضا عدة نوافذ، أما الواجهة الثالثة فتطل على حارة بيت القاضي، وللواجهة باب خشبي منقوشة عليه كتابات عن مؤسس القصر وتاريخه.
القصر من طابقين بعد أن تهدم الطابق الثالث تماما، والذي كان مخصصاً للحريم، أما الطابق الأول فتوجد به مخازن الغلال وإسطبلات الدواب والخيول وتجاورها غرف الخدم والحرس.
القاعة الرئيسية بالدور الثاني كانت لها شرفات تطل عليها من الجهات الأربع وتتدلى من سقفها ثريات الإضاءة الفريدة الشكل، كما توجد مشربيات بالناحية الشرقية من القاعة كانت لجلوس النساء خلفها.
بعد تعرض قصر بشتاك لتلفيات كبيرة إثر زلزال 1992، تقدم معهد الآثار الألماني بمنحة لإعادة إعمار القصر وترميمه بكلفة خمسين مليون جنيه.


المساهمون