بالنسبة إلى الأعمال الدرامية، تقول "بي بي سي" إن منافسة خدمات البث مثل "نتفليكس" و"أمازون" جعلت المؤسسات التقليدية ترفع مستواها وإيقاعها، كما كان للمنافسة أثر على طريقة كتابة النص نفسه.
ويرى جيد ميركوريو، أحد أكثر الكتّاب المطلوبين في التلفزيون بفضل نجاح أعماله مثل "لاين أوف ديوتي" Line of Duty و"بودي غارد" Bodyguard، أن "أحد الأشياء التي تغيرت هو الطريقة التي يستهلك فيها التلفزيون".
ويوضح ميركوريو: "أتذكر قبل سنوات، كان ينصحك المسؤولون التنفيذيون بإخلاص بعدم تعقيد الأحداث للغاية، لأن الجمهور لن يتذكر ما حدث الأسبوع الماضي"، لكن "حالياً يلحق الناس الآن بالركب، وإذا شاهدوا حلقة وهم مهتمون حقاً بما حدث من قبل، فلن يشاهدوا فقط الحلقات السابقة بل المواسم السابقة، وهذا مكّن الكتّاب من دفع حدود التعقيد".
وتوفر التلفزيونات الآن فرصة الحصول عن إنتاجهم المفضل، مسجلاً بعد البث الأصلي. نتيجةً لذلك، يمكن للمشاهدين تسريع الفيديو إلى الأمام عند الإعلانات، وهو ترف لا يتمتعون به عند مشاهدة المحتوى على الهواء مباشرة.
ويعلّق ميركوريو أن هذا يؤثر على طريقة كتابة النص، وجذب الجمهور قبل وبعد الإعلانات التي تغيرت الآن.
ويوضح: "من الضروري في التلفزيون التجاري إنشاء لحظة مثيرة قبل بث الإعلان"، ويردف: "لكن لأن الكثير من الأشخاص يسرعون الفيديو إلى الأمام الآن، لا أعرف ما إذا كان الأمر مهماً كما يعتقد المسؤولون التنفيذيون"، كما "لا داعي للقلق بشأن أول 30 ثانية بعد الفاصل".
وبعدما كانت "نتفليكس" الاسم الأبرز في بث المسلسلات، شرعت شركات عدة بإغراق السوق بمنصات منافسة مثل "آبل" و"ديزني" وغيرهما، وهو ما سيجعل مشاهدة مسلسل مكلفة للغاية.
وستحتفظ كل منصة بأعمالها الحصرية من دون منحها لمنصة أخرى، ما سيجعل المشاهد مضطراً لدفع الاشتراك لأكثر من منصة حتى يستمتع بما يريد.
وكتب ستيوارت هيريتيغ في صحيفة "ذا غارديان"، الشهر الماضي، أن "التلفزيون سيصبح أكثر نخبوية وتشتتاً مما هو عليه أصلاً".
وأوضح هيرتينغ: "كان نموذج "نتفليكس" سارياً، لكنه لم يستطع أن يستمر، وأصبح منشئو المحتوى خائفين، والآن عازمون على سحب الأشياء إلى الطرق القديمة السيئة. سيضطر الجميع إلى دفع ثمن كل شيء على حدة، وستنقسم قاعدة المشتركين".
وفي عصر مواقع التواصل الاجتماعي، صار الجمهور يريد أن يتدخل في النص نفسه. في وقت سابق من هذا العام، وقّع أكثر من 1.6 مليون مشاهد على عريضة تطالب بإعادة كتابة الموسم الأخير من "صراع العروش" Game of Thrones، لأنهم لم يكونوا راضين عنه.