تأخر الرواتب يفجّر احتجاجات طواقم غزة الطبية

28 يناير 2015
من احتجاج الطواقم الطبية في غزة(خاص/عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -

احتشد العشرات من موظفي المهن الصحية، داخل مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة، احتجاجاً على عدم صرف رواتبهم للشهر الثامن، على التوالي، والتنكر لحقوقهم، وعدم مساواتهم بباقي الموظفين، وطالبوا بحل قضيتهم العادلة على وجه السرعة.

ورفع المشاركون في الاعتصام، الذي دعت إليه النقابات الصحية في قطاع غزة، لافتات طالبت بمساواة موظفي غزة بنظرائهم في الضفة الغربية، واصفة عدم صرف الرواتب بـ"الإعدام البطيء" لنحو 40 ألف أسرة فلسطينية.

وقال نقيب المهن الطبية الفنية، عبد القادر العطل، إنّ الاعتصامات تأتي بعد ثمانية أشهر من تشكيل حكومة الوفاق الوطني التي جاءت لإنهاء معاناة الفلسطينيين، لكنها أصبحت امتداداً لحكومة الانقسام، بعد تجاهلها القضايا الهامة، وعلى رأسها قضية الموظفين.

وأضاف العطل، في كلمة ألقاها خلال الاعتصام: "اعتصمنا أمس في مستشفى شهداء الأقصى، وأول من أمس في مستشفى ناصر بمدينة خانيونس، وسنعتصم غداً في مستشفى كمال عدوان شمال غزة من أجل المطالبة بحقوقنا العادلة، وسنستمر حتى تحقيقها".

وانتقد العطل تصريحات فلسطينية تعتبر "غزة إقليماً متمرداً، وموظفيها غير شرعيين"، مشدداً على ضرورة نيل الموظفين حقوقهم أسوة بباقي الموظفين مع الاعتراف بكافة الموظفين وصرف رواتبهم مع العلاوات والاستحقاقات.

بدوره، أكد نقيب الممرضين في غزة، عيد صباح، في الاعتصام، أنّ أبناء الشعب الفلسطيني لن يقفوا طويلاً هذه الوقفات، بل سيصعدون خطواتهم بشكل أكثر قوة، مشيراً إلى أنّ جيوب الموظفين باتت خاوية، ومنازلهم خاوية من الطعام والمستلزمات.

وشدد على أنّ الموظفين لم يتخلوا عن أبناء شعبهم، وقدموا الخدمات والواجبات المطلوبة منهم، لافتاً إلى أنه الأقسام الرئيسية في المستشفيات لم تتوقف عن العمل خلال الاعتصامات، حرصاً على المصلحة العامة، وعدم تعريض المواطنين للخطر.

وأضاف صباح: "جميع الاتفاقات، بما فيها اتفاق القاهرة واتفاق الشاطئ، أقرت حقوق الموظفين ودعت إلى إنصافهم"، لافتاً إلى أن قطاع غزة بدون حكومة بعد أن تركت الحكومة السابقة العمل، وتخلت عنه حكومة التوافق.

وتابع قائلا: "حكومة الوفاق جاءت لتيسير الحياة في غزة، لكنها لم تقم بدورها المطلوب، وبعد سبعة أشهر من وجودها لم تقدم لهم شيئا"، مؤكداً أن الكوادر الطبية قدمت عشرات الشهداء والجرحى، ولن تتخلى عن خدمة أبناء الشعب الفلسطيني، إنما تطالب بحقها فقط.

من جهته، أكدّ مدير الاستقبال في مجمع الشفاء الطبي، أيمن السحباني، ضرورة وقوف كافة أبناء الشعب الفلسطيني، إلى جانب الموظف المحروم من راتبه، وأن ينتصروا لقضيته، لافتاً إلى أن معاناة الموظفين تتفاقم منذ عام ونصف، حيث بدأت بنصف راتب، وهم الآن بدون رواتب منذ ثمانية أشهر.

وأكد السحباني، لـ"العربي الجديد"، أنّ حكومة الوفاق ما زالت تتنكر لحقوق الموظفين، وهي سابقة تاريخية لم يشهد لها مثيل في أي مكان في العالم، خاصة مع اشتداد الأزمات التي يمر بها قطاع غزة من انقطاع الكهرباء وغلاء المعيشة، وتفاقم تلك الأزمات بعد العدوان الإسرائيلي.

المساهمون