تتخبط الأسواق الدولية في مجموعة من المتغيرات السياسية والأمنية وبتفاوت السياسات الاقتصادية والنقدية. وتشهد الأسهم وكذا أسعار النفط والعملات والمعادن نوعاً من الارتياح، مدعوماً ببيانات إيجابية من أكبر اقتصادين في العالم: الولايات المتحدة والصين.
وأظهرت البيانات، أمس الإثنين، أن قطاع الصناعات التحويلية الصيني عاد إلى النمو على غير المتوقع في مارس/ آذار للمرة الأولى في أربعة أشهر. وجاءت بيانات الصناعات التحويلية في الولايات المتحدة هي الأخرى أفضل من المتوقع في مارس/ آذار، مما ساعد المستثمرين على تجاوز بيانات مبيعات التجزئة الضعيفة لشهر فبراير/ شباط.
وتراجع الدولار الأسترالي نصف نقطة مئوية اليوم الثلاثاء، مع تركيز المستثمرين على تحذير من البنك المركزي بشأن سلامة الاقتصاد العالمي، في حين ارتفع الدولار الأميركي لأعلى مستوى في ثلاثة أسابيع.
وأبقى بنك الاحتياطي الأسترالي " البنك المركزي" أسعار الفائدة دون تغيير، متفاديا نبرة التيسير النقدي الصريحة التي تبنتها بنوك مركزية أخرى، لكن المتعاملين اعتبروا بيان سياسة البنك في غير صالح العملة. ونزل الدولار الأسترالي 0.6 في المائة إلى 0.7072 دولار.
وتراجع اليورو، المتأثر أيضا بنبرة التيسير للبنك المركزي الأوروبي، 0.2 في المائة إلى 1.1196 دولار في لندن اليوم، وهو أقل مستوى منذ الثامن من مارس/ آذار، مع صعود الدولار.
وزاد مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية أمام سلة من العملات، 0.3 في المائة إلى 97.430، وهو أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع.
من جهة أخرى، لامست عملة بيتكوين الرقمية حاجز الخمسة آلاف دولار لفترة وجيزة اليوم الثلاثاء، مسجلة أعلى مستوياتها منذ أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني.
وفي بورصة بتستامب التي مقرها لوكسمبورغ، زادت بتكوين بما يصل إلى 20 في المائة في المعاملات الآسيوية لتلامس الخمسة آلاف دولار قبل أن تستقر عند 4730 دولارا مرتفعة 14 في المائة؛ في أكبر مكاسبها ليوم واحد منذ إبريل/ نيسان 2018.
أسعار الذهب
ونزلت أسعار الذهب اليوم الثلاثاء لأدنى مستوياتها في أكثر من ثلاثة أسابيع، في وقت ارتفعت الأسهم لذروتها في عدة أشهر بفعل انحسار المخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي، مما يؤثر سلبا على جاذبية المعدن كملاذ آمن.
وتراجع الذهب في المعاملات الفورية 0.1 في المائة إلى 1286.41 دولارا للأوقية (الأونصة)، بعد أن لامس أدنى مستوياته منذ السابع من مارس/ آذار عند 1284.76 دولارا في وقت سابق من الجلسة. وهبط الذهب في العقود الأميركية الآجلة 0.2 في المائة إلى 1291.40 دولارا للأوقية.
وتراجع البلاديوم في التعاملات الفورية 0.1 في المائة إلى 1417.94 دولارا للأوقية، بعد أن ارتفع بأقصى قدر منذ أواخر فبراير/ شباط في الجلسة السابقة. وتراجعت الفضة 0.5 في المائة إلى 15.03 دولارا للأوقية، في حين هبط البلاتين 0.2 في المائة إلى 845.53 دولارا للأوقية.
أسواق الأسهم
وقال دانيال هاينس الخبير الاستراتيجي ببنك ايه.ان.زد: "المخاوف التي رأيناها تطفو في الأسابيع القليلة الأخيرة حيال النمو العالمي انحسرت بالتأكيد، وذلك التحول (في المعنويات) في اليوم أو اليومين الأخيرين تسبب في القليل من البيع في سوق الذهب". وأضاف: "معظم النمو العالمي يأتي من الصين، والبيانات الصينية خلال نهاية الأسبوع بددت تلك المخاوف".
وأطلقت بيانات قوية للتصنيع في الولايات المتحدة والصين موجة بيع ضخمة في سوق السندات الأميركية أمس الإثنين، ما رفع بدوره الأسهم الآسيوية لأعلى مستوياتها في سبعة أشهر.
ويتطلع المتعاملون الآن إلى بيانات الوظائف في القطاعات غير الزراعية الأميركية، المقرر صدورها يوم الجمعة، وذلك بحثا عن تفاصيل بشأن أداء الاقتصاد.
ولامس المؤشر نيكي الياباني أعلى مستوى في شهر، لكنه أغلق مستقرا اليوم الثلاثاء، إذ عادلت مبيعات في الأسهم الدفاعية مكاسب أسهم الشركات المالية المدعومة بعائدات السندات الأميركية. ونزل نيكي 0.02 في المائة ليسجل 21505.31 نقاط، بعد أن فتح المؤشر القياسي على أعلى مستوى في شهر عند 21744.64 نقطة.
وقال المحللون إن المستثمرين دفعوا السوق للصعود في التعاملات المبكرة، بعد أن عزز التفاؤل بشأن الاقتصاد الأميركي الشهية للمخاطرة. وأضافوا أنه مع اقتراب نيكي من مستوى المقاومة عند 21860 نقطة الذي سجله في الخامس من مارس/ آذار، كان من الطبيعي أن تشهد السوق بيعا لجني الأرباح.
ارتفاع الأسهم الصينية
وارتفعت الأسهم الصينية في ظل تفاؤل المستثمرين بعد بيانات قوية عن قطاعي التصنيع في الصين والولايات المتحدة ساعدت في تهدئة المخاوف بشأن أثر الحرب التجارية على البلدين.
وعند الإغلاق، ارتفع مؤشر "شنغهاي المركب" 0.2% عند 3176 نقطة، وصعد "شنتشن المركب" هامشيًا 0.11% إلى 1757 نقطة.
وتراجعت العملة الصينية 0.17% مقابل نظيرتها الأميركية إلى 6.7226 يوان.
ومن المقرر أن يتجه وفد من المفاوضين التجاريين بقيادة رئيس الوزراء الصيني، ليو هي، إلى واشنطن لاستئناف المفاوضات لحل نزاعها مع الولايات المتحدة.
النفط إلى ارتفاع
أيضاً، ارتفعت أسعار النفط إلى أعلى مستوى في نحو خمسة أشهر اليوم الثلاثاء مدعومة ببيانات اقتصادية صينية قوية قلصت المخاوف بشأن الطلب فضلا عن إمكانية فرض عقوبات جديدة على إيران وحدوث تعطل أكبر للإمدادات الفنزويلية.
وزاد خام القياس العالمي برنت 15 سنتا بما يعادل 0.2 في المائة ليصل إلى 69.16 دولارا للبرميل، وذلك بعد أن لامس 69.50 دولارا وهو أعلى مستوى منذ منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني.
وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 14 سنتا أو 0.2 في المائة إلى 61.73 دولارا للبرميل، بعد أن تجاوزت حاجز 62 دولارا للمرة الأولى منذ أوائل نوفمبر/ تشرين الثاني.
في المقابل، أظهرت بيانات من وزارة الطاقة الروسية، اليوم الثلاثاء، أن إنتاج النفط الروسي تراجع إلى 11.298 مليون برميل يوميا الشهر الماضي، بما لا يفي بالهدف المنصوص عليه في اتفاق خفض إنتاج الخام العالمي.
وتراجع إنتاج مارس/ آذار حوالي 112 ألف برميل يوميا عن مستوى أكتوبر/ تشرين الأول 2018، وهو خط الأساس للاتفاق العالمي. وبموجب الاتفاق، تتعهد روسيا بخفض إنتاجها من النفط بواقع 228 ألف برميل يوميا عن ذلك المستوى.
(رويترز، العربي الجديد)