9.6 مليارات دولار شحنات يومية تعرقلها السفينة الجانحة بقناة السويس

25 مارس 2021
أرقام توضح حجم الأزمة في قناة السويس (العربي الجديد)
+ الخط -

تباطأت عمليات تعويم سفينة حاويات عملاقة طولها 400 متر توقف حركة المرور في قناة السويس مع ارتفاع المد، اليوم الخميس، حيث عملت خمسة زوارق قطر على جر السفينة إلى مياه أعمق، وفقا لبيانات تتبع السفن.

وبيّن تقييم أجرته مجلة "ليلويدس ليست" البريطانية المتخصصة بأخبار الشحن، ونقلته وكالة "بلومبيرغ" الأميركية، أن هناك حوالي 9.6 مليارات دولار من حركة المرور البحرية اليومية أوقفتها سفينة الحاويات الضخمة التي أغلقت قناة السويس.

وتشير البيانات إلى أن حركة المرور المتجهة غربًا تبلغ قيمتها حوالي 5.1 مليارات دولار في اليوم، وحركة المرور المتجهة شرقاً تبلغ 4.5 مليارات دولار تقريبًا. فيما تظهر البيانات التي جمعتها بلومبيرغ أن هناك حوالي 185 سفينة تنتظر عبور الممر المائي، في حين أن "ليلويدس" تقدر العدد بـ165 سفينة. ما يعني أن الرقم قد يكون أعلى من تقديرات المجلة.

وحتى الآن، فشلت جهود القاطرات والحفارات لإزاحة السفينة إيفر غيفن، التي أغلقت القناة يوم الثلاثاء، وتم تعليق العمل على إعادة تعويم السفينة حتى صباح اليوم الخميس في مصر. 

وتضمنت قائمة الانتظار يوم الأربعاء 40 ناقلة تنقل سلعًا من المحاصيل إلى البضائع الجافة، مثل الإسمنت، وكذلك السفن التي تحمل النفط والوقود والمواد الكيميائية، وفقًا لبيانات "بلومبيرغ". كما كانت هناك ثماني سفن تحمل مواشي، وأكثر من 30 سفينة شحن عامة وصهريج مياه.

وقد لا تأتي أفضل فرصة تحرير سفينة الحاويات قبل الأحد أو الاثنين، عندما يصل المد إلى ذروته. وقال نيك سلون، المسؤول عن إعادة تعويم كوستا كونكورديا، السفينة السياحية التي انقلبت على ساحل إيطاليا في عام 2012، إن المد الربيعي يومي الأحد والاثنين سيضيف 18 بوصة (46 سم) في العمق، ما يسمح بالمزيد من المناورة.

وأدى الحجم الهائل لـEver Given، التي جنحت في الجزء الجنوبي من القناة يوم الثلاثاء، إلى إحباط جهود القاطرات والحفارات البحرية لإعادتها إلى المياه الصالحة للملاحة. وشرح سلون، الذي شارك في ما لا يقل عن مائة عملية إنقاذ لسفن وطائرات ومنصات حفر وخطوط أنابيب، في مقابلة هاتفية مع "بلومبيرغ": "هذه بالتأكيد ليست عملية إعادة تعويم سريعة".

ومن المتوقع أن تحاول سلطة القناة إزاحة إيفر غيفن اليوم الخميس، إذا سمحت الأحوال الجوية بذلك. وقال سلون إنه من أجل ذلك، قد يستخدمون أربع أو خمس قاطرات إضافية بعد فشل محاولة يوم الأربعاء. وتقوم الجرافات بالحفر حول السفينة للسماح لها بالتراجع عن موضعها، وإذا لم تتزحزح، فإن الخطوة التالية هي تصريف مياه الصابورة (التي تحافظ على توازن السفينة) والوقود.

ولكن إذا فشلت الجهود يومي الأحد والاثنين أيضًا، فمن المرجح أن تزداد تأخيرات حركة الشحن سوءًا. وستكون الفرصة التالية على بعد 12 إلى 14 يومًا أخرى، حيث من المتوقع أن تتم الاستفادة من المد والجزر مرة أخرى، وفق سلون.

وتعتبر قناة السويس واحدة من أكثر ممرات شحن السلع والنفط والحبوب والمنتجات الأخرى ازدحاما في العالم، والذي يربط بين آسيا وأوروبا. ويمر نحو 30 في المئة من حاويات الشحن في العالم يوميا عبر قناة السويس البالغ طولها 193 كيلومترا، ونحو 12 في المئة من إجمالي التجارة العالمية لجميع السلع.

وقالت هيئة قناة السويس، في بيان، إن السفينة إيفر غيفن جنحت صباح الثلاثاء، وهو ما "يعود بشكل أساسي إلى انعدام الرؤية الناتجة عن سوء الأحوال الجوية نظرا لمرور البلاد بعاصفة ترابية... ما أدى إلى فقدان القدرة على توجيه السفينة ومن ثم جنوحها".

وأصدرت شركة وكالة الخليج مصر المحدودة للملاحة (جي.إيه.سي)، مذكرة لعملائها، الليلة الماضية، قالت فيها إن جهود تعويم السفينة باستخدام زوارق قطر مستمرة، لكن ظروف الرياح وحجم السفينة الكبير "يعرقلان العملية".

وتظهر برمجيات تتبع السفن خمسة زوارق قطر تحيط بالسفينة وثلاثة أخرى تتجه نحوها. لكن نظام تحديد المواقع (جي.بي.إس) الخاص بالسفينة يظهر أنه لم تطرأ سوى تغيرات طفيفة على وضع إيفر غيفن في الساعات الأربع والعشرين الماضية، وفق رويترز.

وتتجمع عند طرفي القناة عشرات السفن، ومنها حاويات كبيرة أخرى وناقلات نفط وغاز وسفن نقل حبوب، ما خلق واحدة من أسوأ وقائع اختناق حركة الشحن في سنوات.

ويقول خبراء شحن إنه إذا لم يجر التغلب على ذلك التوقف في حركة الملاحة بالقناة خلال 24 إلى 48 ساعة، فقد تضطر بعض شركات الشحن إلى جعل سفنها تسلك طريق رأس الرجاء الصالح عبر حافة أفريقيا الجنوبية، وهو ما يطيل مدة الرحلة أسبوعا تقريبا.

لكن رئيس هيئة قناة السويس أسامة ربيع، أبلغ وسائل الإعلام بأنه على الرغم من ذلك، فإن بعض السفن تمكنت من التحرك جنوبا، وبأن جهود تعويم إيفر غيفن مستمرة.

المساهمون