75 ألف عامل بقطاع الرعاية الصحية بأميركا بدأوا إضرابهم عن العمل

05 أكتوبر 2023
عمال "كايزر" في تجمع سابق شهده شهر سبتمبر (Getty)
+ الخط -

أضرب أكثر من 75 ألف عامل في "كايزر بيرمنانت"، مقدم الرعاية الصحية غير الهادف للربح، أمس الأربعاء، في المستشفيات والمكاتب الطبية في خمس ولايات، بعد فشل الشركة والمفاوضين من العمال في حل نزاع حول مستويات التوظيف.

وقال تحالف نقابات "كايزر" الدائم إن التوقف عن العمل الجاري هو أكبر إضراب للعاملين في مجال الرعاية الصحية في تاريخ الولايات المتحدة.

واستهدف الإضراب مستشفيات "كايزر" والمكاتب الطبية في كاليفورنيا وكولورادو وأوريغون وفيرجينيا ومقاطعة كولومبيا، بالإضافة إلى العاصمة واشنطن. وتخدم الشركة ما يقرب من 13 مليون مريض، وتدير 39 مستشفى، وأكثر من 600 مكتب طبي في ثماني ولايات ومقاطعة كولومبيا (واشنطن العاصمة).

وشارك في الإضراب عمال الشركة من الممرضين المهنيين وفنيي أقسام الطوارئ وفنيي الأشعة ومعالجي الجهاز التنفسي والمساعدين الطبيين والصيادلة، ومئات العاملين في وظائف أخرى.

اقتصاد الناس
التحديثات الحية

وتطالب النقابات التي تمثل عمال "كايزر" باستثمارات طويلة الأجل لمعالجة النقص في التوظيف، بالإضافة إلى تحسين الأجور والمزايا. ولا تزال المفاوضات بين المديرين التنفيذيين في "كايزر" والعمال مستمرة.

وقالت كارولين لوكاس، المديرة التنفيذية لتحالف نقابات "كايزر" الدائمة، إن أزمة التوظيف أدت إلى ظروف عمل غير آمنة وتدهور الرعاية للمرضى.

وقالت لوكاس لشبكة "سي أن بي سي" إنه لا يزال هناك عمال في مجال الرعاية الصحية في الخطوط الأمامية يشعرون بالإرهاق إلى أقصى الحدود، ما يدفعهم لترك العمل.

وقالت الشركة إن لديها خطط طوارئ لضمان استمرار المرضى في تلقي الرعاية أثناء الإضراب. وستظل جميع المستشفيات وأقسام الطوارئ مفتوحة، بحسب الشركة.

ويعد إضراب موظفي "كايزر بيرمنانت" آخر إجراء يتخذه العمال المنظمون هذا العام، حيث أدى التضخم ونقص القوى العاملة إلى زيادة التوترات بشأن الأجور والمزايا والتوظيف، بعد وصول العمال إلى نقطة الغليان.

وكافحت المستشفيات منذ فترة طويلة للاحتفاظ بالموظفين لأن العاملين يميلون إلى ترك الأجور المنخفضة والضغوط المهنية في مجال الرعاية الصحية عندما تكون البطالة منخفضة، وفقًا لباتريشيا بيتمان، الخبيرة في كلية معهد ميلكن للصحة العامة.

واعترفت "كايزر بيرمنانت" هذا الأسبوع بالضغط الذي يواجهه العاملون في مجال الرعاية الصحية.

وقالت الشركة في بيان لها، يوم الاثنين، إن أكثر من 5 ملايين شخص تركوا وظائفهم في مجال الرعاية الصحية، إذ وصل الإرهاق والتعب بهم إلى مستوى قياسي، فيما أكدت "كايزر" أنها ملتزمة باتفاق عادل ومنصف لكافة الأطراف.

لكن التحالف النقابي قال إن الإدارة فشلت في معالجة مخاوف العمال بشكل مناسب بشأن مستويات التوظيف غير الآمنة، وأكد بيان له، يوم الثلاثاء، أن الإضراب الذي يستمر ثلاثة أيام هو احتجاج على ما سماه بـ"المساومات سيئة النية" التي يقوم بها المسؤولون التنفيذيون في "كايزر".

وقال ممثل التحالف إن النقص في العمالة، الذي هو مشكلة مستمرة في قطاع الرعاية الصحية بأميركا، أدى إلى انتظار غير آمن للمرضى، وتدهور الرعاية في المنشآت التابعة للشركة.

وقال ديف ريغان، رئيس نقابة عمال الرعاية الصحية المتحدة، قبل نهاية الشهر الماضي: "ترفض إدارة كايزر الاعتراف بمدى تدهور رعاية المرضى، أو مدى معاناة القوى العاملة الصحية في الخطوط الأمامية والمرضى بسبب أزمة نقص العمالة في الشركة".

وأعلنت "كايزر" عن أرباح بلغت ملياري دولار في الربع الثاني من هذا العام، مقارنة بخسائر بلغت 1.2 مليار دولار في الفترة نفسها من عام 2022.

وحققت المؤسسة غير الربحية إيرادات بلغت 25 مليار دولار في الربع الثاني من العام الحالي.

وعلى عكس مقدمي الرعاية الصحية التقليديين في الولايات المتحدة، تعمل "كايزر" كمقدم لخدمة التأمين، ويدفع المرضى، أو أصحاب العمل، رسوم عضوية للشركة للوصول إلى خدماتها. وهذا يعني أنه على الرغم من إضراب آلاف العمال في "كايزر"، فإن الشركة ستستمر في جمع الأموال من رسوم العضوية.

وقال جون أوجست، المدير التنفيذي السابق لتحالف نقابات "كايزر بيرمنانت"، إن الشركة لديها أعضاء مشتركون، ولذا ستستمر في الحصول على مدفوعاتهم الشهرية على الرغم من الإضراب.

وعلى الرغم من أن "كايزر بيرمنانت" تعمل ككيان غير ربحي، فإنها تحقق أرباحًا بمليارات الدولارات. وخلال الأشهر الستة الأولى من العام الحالي، أعلنت الشركة عن دخل إجمالي قدره 3.3 مليارات دولار.

ويُطلب من المنظمات غير الربحية بأميركا عمومًا إعادة استثمار الأصول الفائضة مرة أخرى في العمل، على الرغم من أنه يُسمح لها باحتجاز جزء من الأموال لتغطية النفقات المستقبلية غير المتوقعة.

المساهمون