تتعاظم المؤشرات على احتمال دخول الاقتصاد الأميركي في ركود حاد، مع بلوغ التضخم أعلى مستوى في 40 عاماً، فيما أسعار الأسهم تهبط بشدة، ويجعل مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي) الاقتراض أكثر تكلفة، وإثر انكماش الاقتصاد فعلاً في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2022.
إليك 6 سيناريوهات تفاقم مخاوف ركود الاقتصاد الأميركي بعد عامين فقط من خروجه من أحدث مراحل الركود، وفقاً لتقرير مفصل أوردته "فرانس برس":
1 - أسعار الفائدة
من المؤكد أن قرار البنك المركزي رفع أسعار الفائدة سيؤدي إلى إبطاء الإنفاق في المجالات التي تتطلب من المستهلكين الاقتراض، ويعد الإسكان هو المثال الأكثر وضوحاً على هذا الصعيد.
فقد قفز متوسط سعر الرهن الثابت لمدة 30 عاماً فعلاً إلى 5.25%، وهو أعلى مستوى منذ عام 2009، علماً أنه قبل عام، كان المتوسط أقل من 3%. ونتيجة لذلك، تراجعت مبيعات المنازل، وكذلك انخفضت طلبات الرهن العقاري، في إشارة إلى استمرار تباطؤ المبيعات.
كما يمكن أن يحدث اتجاه مماثل في بقية الأسواق، كالسيارات والأجهزة والأثاث، على سبيل المثال لا الحصر.
2 - تكاليف التسليفات
تكاليف الاقتراض للشركات آخذة في الارتفاع، على نحو ما ينعكس في زيادة العوائد على سندات الشركات. وفي مرحلة ما، قد تؤدي هذه المعدلات المرتفعة إلى إضعاف الاستثمار التجاري. فإذا تراجعت الشركات عن شراء معدات جديدة أو توسعت في السعة، ستبدأ أيضا في إبطاء دينامية التوظيف.
3 - تدهور مؤشرات الأسهم
قد يؤدي انخفاض أسعار الأسهم إلى تثبيط الأسر الميسورة التي تمتلك مجتمعة الجزء الأكبر من ثروة الأسهم الأميركية، من الإنفاق على السفر في الإجازات أو تجديد المنازل إلى شراء الأجهزة الجديدة.
وقد تراجعت مؤشرات الأسهم على نطاق واسع على مدى 5 أسابيع متتالية، فيما تميل أسعار الأسهم المنخفضة أيضا إلى تقليص قدرة الشركات على التوسع.
4 - مخاوف الإنفاق
زيادة الحذر بين الشركات والمستهلكين بشأن الإنفاق بحرية قد تؤدي إلى زيادة بطء التوظيف أو حتى تسريح العمال. وإذا فقد الاقتصاد الوظائف وزاد خوف الجمهور، فإن المستهلكين سيتراجعون أكثر عن الإنفاق.
5 - آثار التضخم
إن عواقب التضخم المرتفع ستؤدي إلى تفاقم هذا السيناريو. كما سوف يتباطأ نمو الأجور بعد تعديله وفقا للتضخم، ويترك الأميركيين مع قوة شرائية أقل. ورغم أن الاقتصاد الأضعف من شأنه أن يقلل التضخم في نهاية المطاف، إلا أن الأسعار المرتفعة حتى ذلك الحين قد تعيق إنفاق المستهلكين.
6 - تفاقم البطالة
في نهاية المطاف، سوف يتغذى التباطؤ على نفسه، مع تصاعد عمليات التسريح نتيجة تباطؤ النمو الاقتصادي، الأمر الذي من شأنه أن يفاقم معدلات البطالة.
ويقول الاقتصاديون إن أوضح علامة على اقتراب الركود، سيكون الارتفاع المطرد في فقدان الوظائف وارتفاع معدل البطالة. وكقاعدة عامة، فإن الزيادة في معدل البطالة بمقدار 3 أعشار نقطة مئوية، في المتوسط على مدى الأشهر الثلاثة الماضية، تعني أن الركود قادم في النهاية.