مع تنامي خسائر صناعة النفط الصخري في أميركا يتزايد الغضب وسط كبار رجالات النفط في تكساس والولايات النفطية، بسبب الحرب النفطية بين روسيا والسعودية.
ويصب الغضب من رجالات الصناعة النفطية الأميركية، الكبار تحديداً، على السعودية التي يرون أنها السبب في خسائرهم لأنها أغرقت السوق بالنفط.
وحسب وكالة بلومبيرغ، فقد هدد الملياردير هارولد هام، الذي يطلق عليه اسم "أبو النفط الصخري" في أميركا، بتقديم دعوى قضائية ضد السعودية بسبب إغراق الأسواق بالنفط.
وتسعى الإدارة الأميركية لترضية رجال الصناعة النفطية، عبر اتخاذ خطوات، حسب ما ذكرت نشرة "ذا هيل" التي تعنى بشؤون الكونغرس والبيت الأبيض.
ووفق النشرة، فإن من بين الخطوات التي اتخذتها إدارة الرئيس دونالد ترامب شراء النفط لملء خزانات الاحتياط الاستراتيجي من الخامات، ومنح شركات النفط إعفاءات ضريبية وقروض بدون فوائد.
ويخشى مستثمرون من أن يتحول هروب المستثمرين المتواصل من مخاطر شركات الطاقة الأميركية إلى أزمة ديون في سوق المال الأميركية، تكون نتيجتها كارثية وربما تقود إلى انهيار سوق الائتمان.
وحسب تقرير لشركة "رايستاد إنيرجي" النرويجية المتخصصة في الصناعة النفطية، فإن أسعار النفط الحالية المقتربة من 31 دولاراً للبرميل، تعني أن مائة شركة أميركية تعمل في استخراج النفط الصخري ستتكبد خسائر من عملياتها، حيث إن كلفة الاستخراج أصبحت تفوق سعر البيع.
وحسب تقرير الشركة النرويجية، فإن هنالك 5 شركات فقط تعمل في صناعة النفط الصخري تحقق أرباحاً من عملياتها حالياً بعد انهيار أسعار النفط.
وكانت وكالة "بلومبيرغ" الأميركية قد كشفت في تقرير حديث بهذا الشأن، أن انخفاض أسعار النفط بفعل تخفيض السعودية أسعار خاماتها وضخ المزيد من النفط إلى الأسواق، أدى إلى انخفاض أسعار أسهم شركات الطاقة الأميركية خلال الأسبوع الماضي.
وأشارت الوكالة إلى أن أسهم شركات الطاقة المدرجة في البورصة الأميركية انخفضت بنسبة 24% الأسبوع الماضي، ويعتبر ذلك أكبر انخفاض أسبوعي منذ أكتوبر/ تشرين الأول من العام 2008، لافتة إلى أن القيمة السوقية لشركات الطاقة الأميركية خسرت 196 مليار دولار، الأسبوع الماضي حتى الجمعة.
وأوضحت أن قطاع الطاقة بدأ عام 2020 بشكل جيد بالنسبة للمستثمرين، إلا أن القيود المفروضة على السفر والحجر الصحي في مختلف أنحاء العالم بسبب تفشي فيروس كورونا حدت من هذا التحسن.
ويصاحب تداعيات فيروس كورونا على الطلب العالمي على النفط، قرار السعودية إغراق السوق بالخامات النفطية الذي أعلنت عنه شركة أرامكو بداية الأسبوع الماضي.
وعلى الرغم من البداية الجيدة لأسهم الشركات النفطية وسعر الخام في بداية العام، فإن معظم شركات النفط الصخري تقف على حافة الإفلاس وربما لن تكون قادرة على تسديد خدمة ديونها.
وحسب تقرير بلومبيرغ، "شرعت معظم الشركات النفطية الأميركية في تقليص إنفاقها الرأسمالي، ومن المتوقع أن تخفّض توزيع أرباح أسهمها، في محاولة منها للصمود.
وحسب بيانات البورصة السعودية، خسرت أرامكو، الأحد والاثنين الماضي، أكثر من 320 مليار دولار من قيمتها التي باتت تتراوح حول 1.4 تريليون دولار، بعيداً عن مستوى تريليوني دولار الذي أصرّ عليه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قبل إدراج الشركة في السوق في ديسمبر /كانون الأول.
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" في تقرير الأسبوع الماضي، أن الشركة تخلت عن طرح ثانٍ للأسهم كانت تخطط أن يكون للمستثمرين الأجانب وسط تواصل الخسائر.
وتراجعت أرباح أرامكو السعودية 20.6% عام 2019، بحسب أول نتائج سنوية تنشرها الشركة النفطية العملاقة على موقع سوق المال التي دخلتها في ديسمبر/ كانون الأول الماضي ضمن أكبر عملية اكتتاب في التاريخ.