استمرار المعارك يزيد الصعوبات المعيشية في ليبيا... ولجنة أزمة حكومية

06 مايو 2019
ارتفاع أسعار السلع (Getty)
+ الخط -

تتأزم الأوضاع المعيشية لسكان جنوب العاصمة الليبية طرابلس، وسط استمرار المعارك منذ شهر، والتي تزيد أعداد النازحين يوما تلو الأخر، وتزيد صعوبات التزود بالطعام والمال، في الوقت الذي تعمل فيه لجنة أزمة تابعة لحكومة الوفاق الوطني على توفير السلع والمساعدات للمتضررين.

وكشف طه الشكشوكي، عضو لجنة الأزمة في بلدية طرابلس في تصريح لـ"العربي الجديد" عن أن نحو 55 ألف شخص نزحوا من منطقة جنوب طرابلس التي يبلغ عدد سكانها نحو 250 ألفاً، مشيرا إلى أن هناك الكثير من الأسر لا ترغب في المغادرة خوفا على ممتلكاتها.

ولفت إلى أن الكثير من النازحين ذهبوا إلى أقاربهم في مناطق متفرقة، بينما توجه نحو 4 آلاف شخص إلي أماكن الإيواء في المدارس، مضيفا أن 213 ألف طالب حرموا من التعليم، بالإضافة لخسائر كبيرة تقدر بمئات ملايين الدنانير في المحاصيل الزراعية.

ورفض سالم غيث، أحد سكان منطقة وادي الربيع، الخروج من منزله، قائلا لـ"العربي الجديد": "جيوبنا فارغة ولا توجد سيولة بالمصارف، بينما يحل شهر رمضان، ولا نعرف إلى أين نذهب فأسرتي مكونة من تسعة أشخاص، ونفضل البقاء هنا رغم هذه الظروف".

ويتعقّد الوضع المعيشي لليبيين، بينما تسود المخاوف من إطالة أمد المعارك، منذ بدء هجمات مليشيات اللواء المتقاعد خليفة حفتر على طرابلس منذ مطلع إبريل/نيسان الماضي، بينما تصدّها قوات حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً.

وقال المواطن صلاح بن سالم، النازح من جنوب طرابلس في منطقة حي الأندلس لـ"العربي الجديد" إن "الوضع المعيشي صعب، ولأول مرة يصادف شهر رمضان وأنا خارج منزلي، خرجت خالي الوفاض والنزوح يحتاج لبعض المستلزمات والمصاريف".

وتسبب النزوح في ارتفاع أسعار الإيجارات في المناطق الآمنة، ولا سيما وسط طرابلس، بأكثر من النصف، الأمر الذي أرجعه وسطاء عقاريون إلى زيادة الطلب على السكن في هذه المناطق في ظل الظروف الحالية.

وأضحت الخدمات الرئيسية في مرمى هجمات حفتر، الأمر الذي دفع حكومة الوفاق الوطني فائز السراج إلى الإعلان خلال الأيام الأولى من اندلاع المعارك، أن بعض المدن الليبية تشهد، بجانب الهجمات المسلحة "عدواناً على الجانب الاقتصادي والمالي".

وقفزت أسعار السلع الغذائية، رغم تأكيد حكومة الوفاق توفرها في الأسواق. وقالت وزارة الاقتصاد والصناعة في بيان، مساء السبت، إن السلع الأساسية من دقيق وزيت وطماطم وحليب، متوفرة بكميات كبيرة تكفي لأكثر من ثلاثة أشهر، اضافة إلى وجود كميات اخرى في طور التصنيع بالداخل وكميات في الطريق مستوردة من الخارج، فضلا عن توفر الخضروات والفواكه.

ولفتت الوزارة إلى أنه قد تم تشكيل لجنة طوارئ في الوزارة تعمل على تواصل دائم مع البلديات والموردين من أجل ضمان توفر السلع بشكل دائم ومتابعة اسعارها.

وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر مؤخراً، إن الوضع الإنساني يتدهور بشدة في أنحاء العاصمة طرابلس، والمناطق المكتظة بالسكان تتحول تدريجياً إلى ساحات قتال.

وقال بشير صالح، الخبير الاقتصادي، إن المعارك الدائرة ترفع معدلات الفقر، بينما يعاني الاقتصاد بالأساس مند سبع سنوات مع ارتفاع معدلات البطالة والفقر، مشيرا إلى أن هناك إجراءات اتخذتها حكومة الوفاق في سبتمبر/أيلول الماضي للإصلاح الاقتصادي لكنها تحتاج إلى الاستقرار.

وخصص المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق ملياري دينار (1.43 مليار دولار) لتغطية تكاليف طارئة للحرب المستمرة، مثل علاج المصابين وتوفير السلع.

كما أعلنت وزارة المالية نهاية الشهر الماضي، عن صرف مرتبات شهري مارس/آذار وإبريل/نيسان، لكافة الجهات قبل حلول شهر رمضان، في خطوة من شأنها الحد من الصعوبات المعيشية، لا سيما في طرابلس. وكشف مسؤول بارز في الوزارة لـ"العربي الجديد" آنذاك، عن أن قيمة صرف مرتبات الشهرين تقدر بنحو 4.2 مليارات دينار (ثلاثة مليارات دولار) لصالح نحو 1.85 مليون موظف حكومي في مختلف أنحاء البلاد.

وارتفعت أسعار السلع الرئيسية في الأسواق الليبية بشكل كبير خلال الأيام الماضية، الأمر الذي أرجعه مواطنون ومسؤولون في جمعيات حماية المستهلك، إلى سماسرة الحروب، الذين يستغلون المناسبات في رفع الأسعار لتحقيق مكاسب مالية أكبر، في ظل تراجع الرقابة الحكومية والقدرة على ضبط الأسواق.

وزادت أسعار اللحوم الحمراء بنسبة 20 في المائة خلال الأيام الأولى من مايو/أيار الجاري، و25 في المائة الحوم البيضاء (الدواجن). كما شهدت أسعار الخضروات والفواكه والبيض والألبان ارتفاعات ملحوظة تراوحت نسبتها بين 15 و44 في المائة.

المساهمون