صيف حار ينتظر المصريين: أسعار مكيفات الهواء والمراوح تشتعل

15 مايو 2017
ارتفاع أسعار المراوح في مصر (Getty)
+ الخط -

امتدت موجة الغلاء التي تشهدها مصر في الوقت الحالي، إلى سوق مكيفات الهواء والمراوح، والتي قفزت أسعارها هذا العام بمعدلات تفوق الـ 100% مقارنة بالعام الماضي.

وقال تجار " من المعتاد أن تشهد هذه الأجهزة الكهربائية إقبالاً من قبل المواطنين سنوياً خلال هذه الفترة قبل دخول أشهر الصيف، لكن ليس بنفس نسب الارتفاعات الأخيرة في الأسعار خاصة في فترة ما بعد تعويم الجنيه المصري مقابل الدولار".

ورغم حرارة الطقس، واقتراب شهر رمضان وارتفاع الأسعار، إلا أن سوق المراوح ومكيفات الهواء تعاني من ركود حاد في عمليات الشراء، الأمر الذي يهدد لقمة عيش تجار شارع عبدالعزيز وسط القاهرة، أشهر المناطق لبيع الأجهزة الكهربائية.

وتلقت شعبة الأدوات المنزلية بالغرفة التجارية المصرية، العديد من الشكاوى من تجار الأجهزة الكهربائية بشارع عبد العزيز بصفة خاصة، إذ يؤكد التجار وجود حالة من الركود في بيع "المراوح ومكيفات الهواء" بسبب الغلاء الكبير في أسعارها.

وطالب التجار في شكواهم بتدخل الغرفة التجارية لدى شركات الجملة لخفض الأسعار، خاصة في ظل تدني حركة البيع، وأشاروا إلى أنه قبل دخول رمضان من كل عام، ترتفع المبيعات على عكس العام الحالي، وهو ما أثر بشكل واضح على إيراداتهم المالية.

وفي جولة لـ"العربي الجديد" في سوق شارع عبد العزيز، تبين أن سعر مروحة السقف يتراوح ما بين 550 إلى 600 جنيه، ‏بعد أن كانت تباع بنحو 350 جنيها العام الماضي، أما النوع الآخر من المراوح، فقد وصل سعرها إلى 900 جنيه ‏بعد أن كانت تباع بنحو 500 جنيه، بينما يصل سعر المروحة بوكس توشيبا إلى 350 جنيها ‏بعد أن كانت 120 جنيها، فيما يصل سعر المروحة 30 بوصة ذات الحجم الكبير التي ‏يتم وضعها داخل المحال والمقاهي إلى 1500 جنيه بعد أن كانت 750 جنيها في ‏زيادة الضعف عن السنوات السابقة.

ويشير أصحاب المحلات إلى أن الأسعار ارتفعت بنسبة كبيرة في المراوح بنوعيها "العمودي والسقف" بسبب ارتفاع أسعار الدولار.

فيما سجل سعر مكيف الهواء حائط 1.5 حصان بارد 4349 جنيهاً، كما سجل جهاز مكيف الهواء حائط 1.5 حصان بارد بلازما كلاستر 4549 جنيهاً، وسجل مكيف الهواء حائط 2.5 حصان بارد 5749 جنيها، و3 حصان بارد سعر 6399 جنيهاً، ومكيف الهواء 1.5 حصان سبليت بارد 3400 جنيه، ويصل سعر مكيف الهواء شارب 3 حصان إلى 11 ألف جنيه، كما ارتفعت أسعار المراوح الصيني بنسبة تتراوح ما بين 50 إلى 100 جنيه.

أزمة الدولار

يجلس "علي محمد" صاحب محال أدوات كهربائية بداخل أحد المحال بشارع عبد العزيز، محاطاً بعدد من مكيفات الهواء والمراوح استعدادًا لبيعها في موسم الصيف.
ويؤكد محمد أن أسعار المراوح ومكيفات الهواء باتت مرتفعة للغاية، بسبب ارتفاع أسعار الدولار، وقرار تعويم الجنيه المصري، وهو ما أدى إلى وجود حالة من الركود في عمليات البيع، الأمر الذي أثر سلباً على أجور العمال.
وحذر علي محمد من كارثة إفلاس التجار بسبب الديون المتراكمة عليهم من قبل شركات الجملة التي تقوم بتوريد الأجهزة.

وعلى بعد عدة أمتار يقف أيمن محمود صاحب متجر لبيع أدوات منزلية، أمام متجره، آملًا في استقطاب زبائن، ويقول محمود لـ "العربي الجديد": "الحركة شبه معدومة، والخسائر باتت بالملايين"، موضحاً ‏أن أسعار الأجهزة الكهربائية تعتمد على العملة الصعبة لأنه يتم استيراد خامتها من الخارج ‏علاوةً على الجمارك، مما جعل أسعارها تصل إلى ثلاثة أضعاف ما كانت عليه في ‏السابق.

ويلفت ‏إلى أن الوضع يزداد ‏صعوبة بسبب تراكم الديون والأقساط لدى التجار والمستوردين، متوقعاً أن تشهد أسعار المراوح ومكيفات الهواء موجة جديدة من الغلاء خلال الفترة ‏القادمة.

ضعف القدرة الشرائية

يقف مبروك محمد موظف مستغرباً، أمام أحد المحال، فأسعار المراوح ارتفعت بشكل لا يتناسب وقدرته الشرائية، ويشير ‏إلى أن المبلغ الذي معه لن يكفي حتى لشراء مروحة صغيرة لتخفيف عناء حر ‏الصيف في رمضان، لذا فهو يفكر في إصلاح المراوح القديمة التي بحوزته أو شراء مراوح قديمة مستعملة لعجزه عن ‏إيفاء ثمن المروحة الجديدة.
أما عمر سيد "عامل" فيقول إن غلاء أسعار المراوح جعل محدودي الدخل أو الطبقات الوسطى غير قادرة على شرائها لتفادي حرارة الصيف.

من جهته، يقول نائب رئيس شعبة الأدوات المنزلية بغرفة القاهرة التجارية فتحي الطحاوي، إن مصر تعاني أزمة متصاعدة في نقص السيولة الدولارية، وهو ما أدى إلى ارتفاع تكلفة استيراد مستلزمات إنتاج الأجهزة الكهربائية من الخارج، معتبراً أن مكيفات الهواء، والمراوح أصبحت من الأدوات المنزلية الهامة والأساسية لدى المصريين لتقليل ‏حدة الحرارة التي تسود البلاد خلال فترة الصيف.

ويضيف: "إن أسعار المكيفات ارتفعت إلى ما يقرب من ثلاثة أضعاف أسعارها العام الماضي وكذلك المراوح، وهو ما أدى إلى وجود حالة من الركود في بيع تلك الأجهزة".


المساهمون