أسعار خيالية لـ"الرنجة" و"الفسيخ" في شم النسيم

كما تسببت هذه الأوضاع في تراجع مبيعات الأطعمة المرتبطة بشم النسيم هذا العام، حيث سجل متوسط سعر كيلو السمك المملح "الفسيخ" 150 جنيهاً والسمك المدخن "الرنجة" بـ 60 جنيهاً، ووصل سعر كيلو السردين البلدي المملح بـ 35 جنيها، والملوحة(نوع آخر من السمك المملح) ما بين 60 و95 جنيه، إضافة لسعر سمك البوري الذي تعدى سعر الكيلو منه 60 جنيها.

كما ارتفعت أسعار بعض الخضروات المرتبطة باليوم، بحيث ارتفع سعر كيلو الليمون إلى 30 جنيها، ووصل سعر كيلو البصل إلى عشرة جنيهات، وحزمة البصل من جنيه ونصف إلى أربعة جنيهات، وسعر كيلو الخيار إلى 6 جنيهات، والطماطم ما بين 10 و12 جنيها للكيلو.

وسجلت أسعار البيض ارتفاعا أيضا حيث وصل سعر الواحدة منها إلى 1.5 جنيه، ويرتبط البيض ببعض تقاليد شم النسيم مثل تلوينه وتناوله في هذا اليوم.

البقاء في البيوت

يقول عبد الحميد محمد (موظف)، إنه لم يشعر بفرحة شم النسيم بسبب ارتفاع الأسعار، مشيرا إلى أنه قضى اليوم في المنزل.

وتقول سامية محمد (ربة منزل) إن تكلفة يوم "شم النسيم" كانت في الماضي تصل إلى 100 جنيه تكفي لفسحة 6 أفراد، بينما لا يكفي هذا المبلغ اليوم سوى شخصين فقط، مما يحرم باقي أفراد أسرتها من الخروج للتنزه.

وتساءلت منى عطية (ربة منزل): كيف أتنزه أنا وأسرتي في هذا الجو المشحون والأسعار التي أصبحت لا تطاق؟

ويقول علي محمد (عامل) إنه من عمال التراحيل الذين يمكثون في الشارع انتظارا لمن يطلبهم لعمل في أي وقت، ومن ثم فهو لا يخرج للتنزه في هذا اليوم.

وتقول ربة منزل تدعى (حنان محمد) بشبرا بالقاهرة، إنها اكتفت بشراء البيض وقامت بتلوينه لإسعاد أطفالها وفضلت التواجد داخل المنزل.

ركود الأسواق

 يؤكد محمد عبد العزيز "البائع بأحد المحلات الشهيرة للأسمال المملحة أن ارتفاع أسعار الأسماك المملحة بأنواعها وأشكالها المختلفة أثر في عملية البيع، كما أن عددا من الأسر يشتري حالياً أنواعا وكميات بسيطة وقليلة جداً على عكس السنوات الماضية.

وقال البائع إن الأسعار تشهد خلال الوقت الراهن ارتفاعاً بنسبة تصل إلى 40% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.

ويضيف البائع أن التجار توقعوا أن يكون موسم بيع الأسماك المملحة هذا العام "مضروب" بسبب ارتفاع أسعار الأسماك، وهو ما دفعهم إلى تخفيض كميات الأسماك والفسيخ والرنجة.

من جهته، يرى رئيس شعبة الأسماك في الغرفة التجارية للقاهرة، أحمد جعفر، أن أسواق الأسماك شهدت هذا العام ارتفاعاً جنونياً على عكس السنوات الماضية، وهو ما أثر سلباً على أسعار الفسيخ والرنجة مع استقبال "شم النسيم"، الذي يستقبله الجميع من المسلمين والأقباط.

وأوضح جعفر أن هناك حالة ركود في شراء "الأسماك المملحة" والتي اشتكى منها التجار بسبب قلة إقبال الأهالي على الشراء، مضيفا أن ارتفاع قيمة الدولار مقابل الجنيه كان له دور في أسعار الأسماك، وهو ما دفع عدداً من التجار لتصدير منتجاتهم من الأسماك إلى الخارج.

ويوم شم النسيم هو احتفال مصري تقليدي بالربيع يرتبط ببعض التقاليد خاصة في تناول الأطعمة، حيث يستهلكون كميات كبيرة من السردين والرنجة والفسيخ والبيض الملون إضافة إلى أنواع من الخضروات.

ويرتبط الاحتفال أيضا بالخروج إلى الحدائق العامة والمتنزهات والمراكب النيلية، حيث يقوم بعضهم بتناول تلك الأطعمة في هذه الأماكن المفتوحة.