كيف ضرب حصار قطر موقع دبي التجاري والبحري؟

21 أكتوبر 2017
الحصار يُدخل دبي في نفق مظلم (Getty)
+ الخط -
كشفت تقارير صحافية كيف ضربت أزمة الخليج مصالح دول الحصار، تحديداً إمارة دبي التي تعتمد في الثراء على مركزها في تقديم الخدمات لدول المنطقة. وقالت صحيفة "ذستريتس تايمز"، في مقال اليوم، إن الحظر اللامعقول وغير المبرر الذي تفرضه دول الحصار على الدوحة فشل في النيل من استقلالية القرار القطري، وإن الشعب القطري دعم بقوة قيادته وكسر الحصار على الرغم من الكلفة المالية، كما أن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني كان "شامخاً" في التعامل مع المحيط العالمي طوال الأزمة. 

في هذا الصدد، قال الكاتب جوناثان إيال، في مقال حول زيارة الشيخ تميم إلى جنوب شرقي  آسيا بصحيفة "ذا ستريتس تايمز" السنغافورية، الصادرة بالإنكليزية، أمس "يحق لأمير قطر الذي أنهى زيارة لبعض دول جنوب شرقي آسيا، من بينها سنغافورة، أن يمشي شامخاً ومعتزاً  في المحيط الدولي"، إذ إنه على الرغم من أنه يحكم دولة صغيرة لا يتجاوز عدد سكانها 2.2 مليون نسمة "إلا أنه صمد أمام الحصار وقاوم الضغوط السياسية والاقتصادية التي استهدفت النيل من سيادة قطر واستقلالية قرار علاقاتها الخارجية". 

من جهتها، قالت مجلة "إيكونومست" البريطانية، في تقرير حول الحصار اللا أخلاقي اللا قانوني على قطر من قبل كل من السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر، إنه "على الرغم من الخسائر التي تكبّدتها قطر في سبيل الحفاظ على استقلالية قرارها السياسي، إلا أن خسائر دول الحصار تتراكم يوماً بعد يوم وأن تحوّلاً جذرياً في العلاقات التجارية والاقتصادية يحدث في منطقة الخليج"، مشيرة إلى أن إمارة دبي تبقى أكبر الخاسرين من هذا الحصار واستمراريته.

وقال تقرير مجلة "إيكونومست" إن إمارة دبي بدأت تخسر الشركات والأعمال التجارية والاستثمارات القطرية التي كانت تُنعشها. ونسبت إلى سيدة تدير شركة علاقات عامة في دبي قولها إن "شركتها تخطط لخفض الموظفين في أعقاب فقدانها العقود القطرية بعد الأزمة". كذلك نسبت مجلة "إيكونومست" إلى مسؤولين بوكالات عقارية في دبي قولهم إن "الأزمة ستضرب سوق العقارات بدبي، إذ إن المستثمرين القطريين كانوا من كبار المستثمرين في العقارات بالإمارة، وإنهم اشتروا عقارات قيمتها 500 مليون دولار في العام الماضي 2016".

وعلى صعيد الأضرار التي لحقت بموانئ دبي، قال تقرير المجلة المالية البريطانية إن ميناء جبل علي كان أكبر المتضررين من أزمة الحصار على قطر. وأضاف أن ميناء جبل علي كان يقوم بمناولة أكثر من 30% من شحنات النقل البحري في دول مجلس التعاون الخليجي وأن 85% من هذه الشحنات كانت تشحن إلى قطر. ولكن منذ الأزمة حوّلت قطر شحناتها إلى موانئ سلطنة عُمان، إلى كل من ميناءي صلالة وصحار.

وأشارت في هذا الصدد إلى أن دول الجوار لدبي كانت منذ مدة تأمل في الحصول على حصة من الشحنات البحرية التي تتدفق على ميناء جبل علي، وجاءت أزمة حصار قطر لتحقق لها هذا الغرض، إذ استفادت حالياً موانئ سلطنة عُمان على حساب دبي. وقالت إن حجم التجارة بين سلطنة عُمان وقطر ارتفع بنسبة 2000% منذ الصيف الماضي، كذلك ارتفعت حركة الشحن بميناء صلالة بنسبة 29% منذ بداية الأزمة. 

وأشارت في هذا الصدد إلى أن قطر افتتحت في سبتمبر/ أيلول الماضي ميناء حمد البحري الدولي بكلفة 7.4 مليارات دولار، وهو ميناء يسمح للسفن التجارية بتخطي ميناء جبل علي وبقية موانئ الإمارات والإبحار مباشرة إلى قطر. كما أن السعودية تخطط لبناء ميناء جديد في الساحل الغربي للبحر الأحمر، وهذا الميناء سيقلل كذلك من حركة الشحن في الموانئ الإماراتية. وبالتالي، فإن الحظر أسس لوضع تجاري جديد وزاد من عجلة سرعة التحول عن دبي كمركز للتجارة والشحن والخدمات. ويذكر أن صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية كانت قد ذكرت أن المصارف العالمية التي تتخذ من دبي مقراً لها وتخدم منها باقي دول المنطقة بدأت في نقل بعض عملياتها من دبي. كما أن أثرياء قطر ومؤسساتها المالية باتوا غير مرتاحين للتعامل مع بنوك عالمية يوجد مقرها في دولة من دول الحصار. 

وعلى صعيد إيران التي تتهم دول الحصار قطر بمحابتها، سخرت "ذا إيكونومست" من الدول الأربع، وقالت إن الحصار خدم المصالح التجارية والاقتصادية لإيران، إذ رفع من صادرات إيران لقطر بنسبة 60% منذ الصيف الماضي، إذ كان حجم التجارة قبل الحصار ضئيلاً لا يتجاوز 98 مليون دولار. ويذكر في هذا الصدد أن الميزان التجاري بين الإمارات العربية المتحدة وإيران يتجاوز أكثر من أربعة مليارات دولار، في الوقت الذي تتهم فيه قطر بعلاقاتها مع إيران. 

وذكر التقرير أن حظر المجال الجوي السعودي على الخطوط الجوية القطرية اضطرها لاستخدام المجال الجوي الإيراني، وهو ما يعني أنها تدفع رسوماً كبيرة على كل رحلة. ونسبت إلى اقتصادي قوله إن "إيران ستحصد مئات ملايين الدولارات من رسوم الطيران القطري في حال طول أمد الأزمة".
كذلك كشف التقرير المتاعب والصعوبات التي سببتها الأزمة لحركة تنقل مواطني الخليج والبضائع بين دول مجلس التعاون.
المساهمون