الصين تتصدر استثمارات الطاقة المتجددة عالمياً

07 يناير 2017
تملك خمساً من أكبر ست محطات للطاقة الشمسية بالعالم(Getty)
+ الخط -
ارتفعت استثمارات الصين الخارجية في مشاريع الطاقة المتجددة العام الفائت بمعدل 60% إلى رقم قياسي قدره 32 مليار دولار لتصبح رائدة في السوق العالمية للطاقة النظيفة، وفق تقرير نشره معهد اقتصاديات الطاقة والتحليل المالي.

وفي عام 2016 وقعت الصين 11 عقدا مع مؤسسات وشركات أجنبية يزيد كل منها على مليار دولار ويتوقع أن تسرع الوتيرة هذه السنة وفق المعهد الذي نشر تقريره الجمعة.
ويوم الخميس، أعلنت الصين أنها ستستثمر 361 مليار دولار على الأقل في مشاريع الطاقة المتجددة بحلول 2020 بهدف الحد من استهلاكها الكثيف للفحم الذي يجعل منها قوة ملوثة.


وفي تصريح نقلته وكالة أنباء الصين الجديدة، قال نائب رئيس إدارة الطاقة الوطنية لي يانغزي إن "الطاقة المتجددة ستكون ركيزة الانتقال البنيوي في مجال الطاقة بالنسبة للصين".

وتراوحت الاستثمارات الخارجية السنة الماضية بين مصانع بطاريات الليثيوم في أستراليا وتشيلي وشبكات توزيع الكهرباء في البرازيل وبناء محطة للطاقة الشمسية في فيتنام.


وتملك الصين خمساً من أكبر ست محطات للطاقة الشمسية في العالم وفق التقرير.
وعلى المستوى الداخلي، بات ثاني اقتصاد في العالم يتفوق على الولايات المتحدة في مشاريع الطاقة المتجددة.

واستثمرت الصين أكثر من 100 مليار دولار في مشاريع الطاقة المتجددة في الداخل سواء لاستغلال طاقة الريح أو الشمس أو الطاقة المائية في 2015، في ما يعتبر ضعف الاستثمارات الأميركية في المجالات ذاتها، وفق وكالة بلومبرغ المالية للطاقة الجديدة.


وقال مدير معهد اقتصاديات الطاقة والتحليل المالي تيم بكلي إن "الولايات المتحدة باتت تتراجع كثيرا عن الصين في السباق لضمان حصة أكبر في سوق الطاقة النظيفة المزدهر".
وأضاف في بيان "مع حديث الإدارة الأميركية الجديدة عن إنعاش الفحم الحجري والغاز، فإن التغييرات المتوقعة في السياسة الداخلية لا تبشر بالخير".


صعوبة المنافسة

توعد الرئيس المنتخب دونالد ترامب بإحياء صناعة الفحم الحجري الأميركية وعيّن في فريقه العديد من الشخصيات المؤيدة لاستخدام الوقود الأحفوري.
وتمتد هيمنة الصين في قطاع الطاقة النظيفة كذلك على استحداث الوظائف.

وتقدر وكالة الطاقة الدولية أن المشاريع التي تمولها الصين توظف 3.5 ملايين من أصل 8.1 ملايين شخص يعملون في مشاريع الطاقة المتجددة على مستوى العالم مقارنة مع أقل من 800 ألف وظيفة في الولايات المتحدة.


وتوقعت إدارة الطاقة الوطنية الصينية أن يخلق قطاع الطاقة المتجددة الصيني 13 مليون وظيفة على الأقل بحلول 2020.

وقال الأستاذ في كلية المال والإدارة في فرانكفورت اولف موسلينر إنه يوافق القول بأن الصين باتت تعد "رائدة عالمياً في مجال الطاقة النظيفة" متقدمة بكثير على منافسيها الأغنياء مثل الولايات المتحدة وألمانيا.


وقال إن "المحطات الشمسية لم تعد تمثل اختراقا علميا. وسيكون من الصعب حقا منافسة الصين في مجال الكلفة. والأمر نفسه ينطبق على طاقة الرياح". ولكن المقاولين الأميركيين والأوروبيين لا يزالون "يتمتعون بمزايا عندما يتعلق الأمر بالتكنولوجيا الفائقة" وفق موسلينر، مشيرا كمثال إلى التكنولوجيا المتطورة لاستخدام رقاقات الخلايا الشمسية وإلى الخدمات الهندسية.


وفي 2016، عززت الصين نفوذها عالميا من خلال إنشاء بنك الاستثمار الآسيوي في البنى التحتية، وهي تقوم بضخ المليارات في بنك التنمية الجديد الذي أنشأته دول مجموعة بريكس التي تضم كذلك البرازيل والهند وروسيا وجنوب أفريقيا، وجميع قروض البنك الأساسية كانت لمشاريع الطاقة المتجددة.


ولدى إضافة بنوك الاستثمار الصينية الخارجية، يتضح أن "الصين تبني قدرة مالية للقيام بعمليات دمج واستحواذ على شركات عالمية" وفق التقرير.

وفي 2015، تفوقت الصين على الولايات المتحدة عندما أصبحت اكبر سوق للسيارات الكهربائية وهناك اليوم شركتان صينيتان هما "بي واي دي اوتو" و"سي اي تي ال" لصناعة البطاريات، تنافسان شركة تسلا الأميركية لتزعم القطاع.


(فرانس برس)


المساهمون