نازحو ليبيا... صقيع بلا كهرباء ووقود

24 يناير 2017
النازحون يعانون من تردي الظروف المعيشية (محمد تركية/فرانس برس)
+ الخط -
يقضي علي التاورغي، النازح الليبي عامه الخامس بأحد المخيمات في منطقة الفلاح بالعاصمة الليبية طرابلس، بينما تزداد معاناة النازحين في فصل الشتاء لكنه هذا العام يبدو أكثر قسوة مع غياب الكهرباء والوقود.
يقول التاورغي في مقابلة مع "العربي الجديد" :" درجة الحرارة تقترب من الصفر ونعيش في بيوت شبيهة بالأكواخ دون كهرباء أو وقود، أطفالنا لا يذهبون للمدارس لعدم وجود وقود للسيارات". ويبلغ عدد النازحين في ليبيا نحو نصف مليون شخص من إجمالي سكان البلاد البالغ عددهم 6 ملايين نسمة.

وقال مسؤول في الشركة العامة للكهرباء في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن معدلات استهلاك الكهرباء ارتفعت، بسبب انخفاض درجات الحرارة، مشيرا إلى أن نسبة العجز على مستوى الشبكة يصل إلى نحو 1250 ميغاواطاً، بينما إنتاج الشبكة حالياً لا يتعدى 5200 ميغاواط.
ويعاني نحو مليون ومئتي ألف نسمة هم سكان العاصمة من انقطاع متكرر للكهرباء منذ العام 2011، بينما ازدادت حدة الأزمة في الأشهر الأخيرة.
وأنفقت الحكومات المتعاقبة في ليبيا، نحو 20 مليار دينار (14.6 مليار دولار) على توفير الطاقة الكهربائية، خلال الأعوام الثلاثة الماضية، من بينها دعم مباشر في شكل وقود لصالح الشركة العامة للكهرباء بنحو 11.7 مليار دينار، و4.6 مليارات دينار لتطوير الشبكة العامة و2.8 مليار دينار كدعم نقدي، لكنها عادت وطالبت بالمزيد لاستكمال عمليات الصيانة.
ولم تكن أزمة الكهرباء وحدها التي تزيد من معاناة الليبيين في برودة الشتاء، وإنما بسبب نقص الوقود أيضا. وأعلنت شركة البريقة لتسويق النفط مؤخراً، أن سوء الأحوال الجوية تسبب في عدم دخول ناقلات الوقود لمصفاة الزاوية غرب البلاد، بينما ينقطع التيار الكهربائي عن طرابلس لقرابة 12 ساعة يومياً، تزيد إلى 15 ساعة في ضواحي العاصمة.
وأقر ميلاد الهجرسي، رئيس لجنة أزمة الوقود والغاز في شركة البريقة لتسويق النفط، في تصريح لـ"العربي الجديد" بوجود نقص في الوقود بسبب الخطوة الاحترازية التي قام بها مستودع طرابلس بتوزيع كميات متوسطة على محطات الوقود حفاظاً على مخزون المستودع، وذلك لعدم تمكن ناقلات الوقود من الدخول إلى ميناء الزاوية البحري لسوء الأحوال الجوية خلال الأيام الماضية.
وأشار الهجرسي أيضا إلى توقف إمدادات الوقود من مستودع مصراتة إلى مستودع طرابلس النفطي، بسبب غلق الطريق الساحلي بمنطقه قصر الأخيار على البحر المتوسط (شرق).

المساهمون