ليبيا: نقص الموارد يعطل طباعة الكتب المدرسية

16 سبتمبر 2016
مدرسة في بنغازي (عبدالله دوما/Getty)
+ الخط -
يبدأ العام الدراسي في ليبيا مطلع أكتوبر/تشرين الأول المقبل، دون طباعة الكتاب المدرسي لمختلف الفئات العمرية، بفعل تأخر المخصصات المالية التي من المفترض أن تخصصها حكومة الوفاق الوطني لهكذا غرض، فضلاً عن عدم تحرك الحكومة المؤقتة بشرق البلاد لتزويد المنطقة الغربية والجنوبية بنسخ من الكتب المدرسية المخزّنة لديها من العام الماضي.
وتعاني حكومة الوفاق الوطني أزمة تمويل حادة، مع تراجع إيرادات النفط الذي يمول أكثر من 95% من مصروفاتها، فضلاً عن سيطرة قوات مناهضة للحكومة على موانئ النفط الرئيسية في البلاد، ما يجعل هذه الموارد مهددة، على قلتها.
وقال مدير مركز المناهج التعليمية والبحوث التربوية بطرابلس (حكومي) عبدالقادر بو جلالة، لـ "العربي الجديد": "طباعة الكتاب المدرسي قد تتأخر هذه السنة لنحو ثلاثة أشهر على الأقل، بسبب عدم توفير مخصصات مالية".
وتطبع ليبيا جزءاً من الكتب المدرسية عن طريق الشركة العامة للورق والطباعة، بينما تُطبع كميات أخرى في الخارج خوفاً من تلكؤ المطابع المحلية في توفير المطلوب منها بسبب الديون المتراكمة لصالحها على الحكومة، وهجرة العمالة الأجنبية المشغلة لها.
وأوضح بو جلالة أن الحكومة المؤقتة في شرق ليبيا، قامت بطباعة كتب مدرسية خلال العام الماضي لكنها لم توزعها، بعدما تأخرت الطباعة عن موعد بدء السنة الدراسية، فيما وزّعت وزارة التعليم في طرابلس الكتب المدرسية لمختلف أنحاء البلاد، فنفدت مخازنها. وأكد أن إجمالي الكتب الموجودة في المخازن بالمنطقة الشرقية يقترب من 385 مليون كتاب، تكفي لتغطية احتياجات ليبيا، لكن أسباباً غير معلومة تحول دون الاستفادة منها.
وناشد بو جلالة المسؤولين بحكومة الوفاق الوطني للتدخل، قائلاً: "لا بد أن تخرج الكتب المدرسية عن التجاذبات السياسية الحاصلة في البلاد". وقال الناطق باسم الحكومة المؤقتة، غير المعترف بها دولياً، حاتم العريبي، لـ "العربي الجديد": "الكتاب المدرسي متوفر في المنطقة الشرقية ولا توجد أي مشاكل من تلك التي حدثت العام الماضي، لكن لا أملك تفاصيل حول عدم نقل كميات منه إلى غرب ليبيا".
وعقب سقوط نظام معمر القذافي عام 2011 إثر ثورة شعبية، دخلت ليبيا في مرحلة من الانقسام السياسي تمخض عنها وجود حكومتين وبرلمانين وجيشين متنافسين في طرابلس غرباً، ومدينتي طبرق والبيضاء شرقاً.
ويتراوح إنتاج ليبيا حالياً بين مائتي ألف ومائتين وخمسين ألف برميل يومياً.

المساهمون