تذبذب أسعار الدواجن بغزة يكبّد أصحاب المزارع خسائر فادحة

08 ابريل 2016
مزرعة دجاج في غزة (العربي الجديد/عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
يخشى مربي الدواجن الفلسطيني نشأت غريب، من تكبد خسائر مالية فادحة جراء عدم استقرار أسعار الدواجن الحية في السوق المحلي، وانخفاضها بشكل كبير مقارنة مع الأعوام الماضية، بفعل انخفاض القدرة الشرائية للمواطنين في قطاع غزة، واستيراد التجار لكميات ضخمة من "بيض التفقيس".
ويحاول غريب تفادي التعرض لخسائر مالية باهظة في ظل تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية التي يعاني منها سكان القطاع بفعل الحصار الإسرائيلي المفروض منذ عشر سنوات، عبر بيع الدواجن بأسعار متدنية أملاً في تحسن الأوضاع خلال الفترة المقبلة.
ويرجع غريب في حديثه لـ "العربي الجديد" أسباب انخفاض أسعار الدواجن في السوق المحلية إلى سماح وزارة الزراعة في غزة باستيراد كميات كبيرة من "بيض التفقيس" تعتبر فائضة عن الاستهلاك الشهري للأسر والمطاعم في القطاع.
ويؤكد التاجر الفلسطيني أن الكثير من أصحاب مزارع الدواجن في القطاع تكبدوا خسائر مالية كبيرة بفعل تراجع أسعار الدواجن في الأسواق المحلية وارتفاع كمياتها، في الوقت الذي يشهد السوق الغزي تراجعا للقدرة الشرائية بفعل تردي الأوضاع الاقتصادية.
ويطالب غريب وزارتي الزراعة والاقتصاد بضرورة العمل على ضبط أسعار الدواجن في القطاع، ووقف إدخال كميات كبيرة من "بيض التفقيس" الخاص بالدواجن، نظراً لوجود كميات كبيرة موجودة لدى أصحاب المزارع والموزعين الذين يعجزون عن بيعها في الأسواق.
ويشير إلى أن تراكم كميات الدواجن الموجودة لدى الكثير من أصحاب المزارع في القطاع المحاصر منذ عام 2006، أدى لتدني أسعارها بشكل كبير بالإضافة إلى نفوق بعضها بفعل وجود كميات الدواجن والبيض بشكل زائد عن حاجة السكان.
ويلفت إلى أن الكثير من أصحاب المزارع والموزعين اضطروا إلى إيقاف عملهم خلال الأسابيع الماضية خشية عدم مقدرتهم على البيع بأسعار متدنية، نظراً لارتفاع تكلفتها وخوفا من تحمل خسائر مالية كبيرة تلحق بهم أضراراً كبيرة.



أما التاجر سمير الكحلوت، والذي يمتلك شركة في مجال توزيع الدواجن، فيؤكد لـ "العربي الجديد" وجود صعوبة في ضبط أسعار الدواجن والبيض الخاصة بها، كونها سوقاً مفتوحاً يصعب احتكارها أو السيطرة عليها من قبل التجار أو المؤسسات الحكومية.
ويلفت الكحلوت، إلى أن وزارة الزراعة أعطت خلال الأشهر الماضية التصريح بإدخال ما يزيد عن ستة ملايين بيضة للتفقيس، في حين أن إجمالي ما يحتاج له القطاع شهرياً لا يتجاوز ثلاثة ملايين، وهو ما انعكس سلباً على المزارعين والموزعين.
ويتهم التاجر الفلسطيني بعضَ التجار والمستوردين بالقيام بمضاربات من خلال إدخال هذه الكميات الكبيرة إلى القطاع رغم معرفتهم بعدم احتياج السوق المحلي لذلك، من أجل احتكار السوق والسيطرة بشكل كبير عليه.

ويشير الكحلوت إلى أن زيادة الكميات بشكل كبير انعكست على أصحاب مزارع الدواجن وعرضتهم لخسائر، نظراً لتدنّي الأسعار ووجود كميات كبيرة من الدواجن والبيض في الأسواق، بالإضافة إلى انخفاض أسعار الحبش.
ويطالب الكحلوت وزارة الزارعة في غزة والجهات الحكومية المسؤولة بضرورة العمل على وقف إدخال كميات كبيرة من بيض التفقيس إلى القطاع وفرض رقابة شديدة حتى لا يتعرض أصحاب المزارع والتجار إلى خسائر مالية باهظة.
بدوره، يقول المدير العام للإدارة والتسويق في وزارة الزراعة بغزة، تحسين السقا، إن وزارته قامت خلال الشهرين الماضيين بتقليل عدد بيض التفقيس المسموح له بالدخول إلى القطاع لمليوني بيضة بدلاً من 7 ملايين شهرياً.
ويؤكد السقا لـ "العربي الجديد" على أن وزارته أوقفت السماح بدخول الدواجن المجمدة إلى القطاع عبر معبر كرم أبو سالم التجاري من أجل التخلص من كميات الدواجن الموجودة في الأسواق المحلية ومراعاة لظروف أصحاب المزارع والموزعين.
ويبين أن الإجراءات التي اتخذتها وزارته بالتعاون مع مختلف الجهات أسهمت في تحسن أسعار الدواجن بشكل طفيف خلال الأيام القليلة الماضية، بما يراعي الظروف التي يتعرض لها أصحاب المزارع وموزعو الدواجن في غزة.
ويرجع المسؤول الحكومي، أسباب وجود كميات كبيرة من بيض التفقيس والدواجن في الأسواق المحلية إلى قرار سابق للسماح للتجار والمستوردين بإدخالها بشكل مفتوح خلال ديسمبر/كانون الأول الماضي، قبل أن يجري تقلصيها.
ويلفت السقا إلى أن وزارة الزراعة رفعت منذ بداية الشهر الجاري كميات "بيض التفقيس" إلى 4 ملايين بدلاً من مليونين استعداداً لشهر رمضان، وللمحافظة على أسعاره بشكل يناسب قدرة المواطنين الشرائية.


المساهمون