بوتين واستراتيجية الطاقة ..الغاز القطري المنافس الوحيد في أوروبا

20 مارس 2016
تنسيق بوتين وروحاني في الطاقة يقلق الغرب (Getty)
+ الخط -




قالت الخبيرة الروسية في الطاقة البروفسورة تاتيانا رومانوفا إن "الغاز القطري هو الوحيد القادر على منافستنا في أوروبا، وليس الغاز الإيراني أو غاز المنطقة العربية ودول البحر المتوسط".

ونفت رومانوفا، المتخصصة في استراتيجيات الطاقة في جامعة بطرسبيرغ الروسية في لقاء مع نشرة "ناتشرال غاز يوروب" صحة التعليقات الغربية التي قالت إن تدخل روسيا في سورية هدفه السيطرة على الطاقة في المنطقة الغنية بالنفط والغاز الطبيعي، وقالت إن التدخل الروسي يستهدف القضاء على الإرهاب، لأنه يشكل خطراً على الدولة الروسية. ولكنها لم تخض في الأسباب التي دعت الرئيس فلاديمير بوتين للانسحاب الجزئي من روسيا.

وقالت رومانوفا للنشرة الأوروبية المتخصصة في الغاز بالاتحاد الأوروبي، إن "روسيا تنظر للغاز في منطقة البحر المتوسط على أساس أنه قليل ويحتاج إلى فترة طويلة حتى يتمكن من إكمال البنى التحتية التي تؤهله ليكون منافساً للغاز الروسي في أوروبا.

وقالت إن الغاز المكتشف حديثاً في بعض دول المتوسط، لا يعادل سوى واحد في المئة من احتياطات الغاز العالمية.

وقالت بالتالي فإن حجمه ضئيل جداً بالنسبة للاحتياطات الروسية الضخمة".

وأضافت "الغاز الإيراني رغم حجمه الكبير لا يعد حالياً منافساً للغاز الروسي لأن تطويره وإيصاله للأسواق سيحتاج إلى سنوات".


ومعروف أن إيران رغم رفع الحظر الاقتصادي تجد صعوبات في إقناع الشركات الغربية بالاستثمار في مكامن الغاز الضخمة، خاصة مكامن الغاز في حقل بارس الجنوبي.

وكانت الحكومة الإيرانية قد اعترفت بعزوف المصارف الغربية عن دخول السوق الإيراني وسط استمرارية بعض مواد الحظر الأميركي الخاص بالصواريخ البالستية وتصدير الإرهاب.

وقالت البروفسورة رومانوفا، إن روسيا تخطط للحفاظ على حصتها الحالية البالغة 10% من سوق النفط العالمي و20% من سوق الغاز العالمي خلال الخمسة عشر عاماً المقبلة.

وتستخدم روسيا الطاقة أداة استراتيجية في علاقاتها الخارجية.
ويعتبرالغرب أن بوتين "يبتز دول الاتحاد الأوروبي عبر هيمنته على سوق الغاز الأوروبي وتقديم عروض للغاز متباينة من حيث السعر والحسومات".
ويعد السوقان الأوروبي والصيني من أسواق الطاقة الروسية.

وأشارت رومانوفا في حوارها مع نشرة "ناتشرال غاز يوروب"، إلى أنه من أهم استراتيجيات روسيا خلال السنوات المقبلة، هي الاحتفاظ بحصتها في أسواق الطاقة العالمية وتقليل اعتمادها على النفط في الميزانية والدخل الروسي، من مستوياتها البالغة حالياً 30% من الناتج المحلي الإجمالي إلى 18% بحلول عام 2030.

ويقدر احتياطي روسيا من الغاز الطبيعي بحوالى 1.7 تريليون قدم مكعبة. وتعد بهذا الحجم من أكبر الدول من حيث احتياطات الغاز الطبيعي في العالم تليها إيران وقطر.

كما أن روسيا تحتل المرتبة الثامنة من حيث احتياطات النفط بحجم يزيد على 60 مليار برميل.

وحسب تصريحات رسمية صدرت قبل يومين فإن روسيا تستطيع الإنتاج بمعدلاتها الحالية لمدة 28 عاماً.
وقد أهلتها هذه القدرات لتصبح أكبر مصدر للغاز، وثاني مصدر للنفط بعد المملكة العربية السعودية، بل هي بالفعل أكبر مصدر للنفط خارج الدول الأعضاء في منظومة " أوبك".

وتتحكم في إنتاج وتصدير النفط الروسي أربع شركات عملاقة هى "لوك أويل" و"غازبروم" و"ترانس نفت" و"روس نفت"، وذلك بعد أن وجهت الحكومة ضربة قاضية لشركة يوكوس الخاصة التي كانت أكبر شركات النفط في البلاد، حين تم اعتقال رئيسها ميخائيل خودركوفسكي في أكتوبر/تشرين الأول 2003 بتهمة التهرب من تسديد الضرائب، فتمت تصفية الشركة لصالح شركات حكومية. ولكن تواجه صناعة النفط الروسية مشاكل التقنية الحديثة، وسعت خلال العقد الماضي إبرام مجموعة شراكات مع الشركات الغربية لتطوير صناعة النفط والغاز. ولكن هذه الشراكات ارتطمت أخيراً بحائط العقوبات الغربية التي فرضت عليها في أعقاب ضمها جزيرة القرم.

وتواجه صادرات النفط الروسية منافسة كبيرة من قبل السعودية في آسيا وأوروبا.

وسعت الحكومة الروسية خلال العام الجاري للتقارب مع السعودية في مجال الطاقة والتنسيق بشأن التسويق في كل من أوروبا وآسيا.


وحسب تعليقات روسية صدرت في يناير/كانون الثاني الماضي، فإن موسكو ترغب في منح شركة "أرامكو" السعودية مجالاً أكبر للتسويق في آسيا، على أن تتخلى أرامكو عن التسويق في دول أوروبا الشرقية التي كانت سابقاً تابعة للاتحاد السوفييتي. ولكن هذا التنسيق لم يتم حسب قول محللين في صناعة النفط الأوروبية.

وفي ذات الصدد أظهر تقرير حديث لوكالة الطاقة الدولية، صدر قبل أسبوعين أن الصين أصبحت أكبر مستورد للنفط الروسي في العالم بنهاية العام الماضي 2015. ووفقا للتقرير الصادر حديثا فإن بيانات الشحن تشير إلى أن الصين تزيد من استيرادها النفط الخام الروسي، ففي يناير/كانون الثاني الماضي، استوردت بكين نحو 60% من مجموع شحنات ميناء كوزمينو على بحر اليابان، الذي يعدّ بوابة للصادرات الروسية باتجاه الأسواق الآسيوية، في حين أن المصافي الموجودة في شمال البلاد قد بدأت مؤخرا باستيراد النفط الخام من روسيا بواسطة القطارات.

وتشير الإحصاءات إلى أن الطلب من ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم، آخذ في الارتفاع، حيث بلغت واردات الصين من النفط الخام أعلى مستوياتها على الإطلاق في 2015، لتصل إلى 6.7 ملايين برميل يومياً.

المساهمون