إيران تتخلى عن الدولار في صفقاتها النفطية

14 فبراير 2016
سفينة تحمل شحنات نفط إيراني (فرانس برس)
+ الخط -


قالت إيران إنها لن تبيع نفطها بالدولار في العقود الجديدة، تأكيداً لما نشرته "العربي الجديد" قبل يومين.

ونسبت وكالة "أنباء فارس" الإيرانية شبه الرسمية، إلى مساعد وزير النفط للشؤون الدولية، مسعود هاشميان أصفهاني، قوله إن: "إيران تتجنب التعامل بالدولار، للحفاظ على عوائدها النفطية من حظر أميركي أحادي جديد".

وذكرت الوكالة أن تصريحات أصفهاني جاءت في حديث لوكالة "سبوتنيك" الروسية، حيث قال إن "طلب إيران استلام العوائد النفطية باليورو واليوان الصيني وباقي العملات المعتبرة دولياً يأتي على خلفية ملاحظات اقتصادية لا سياسية".

وأضاف أنه "للوهلة الأولى يفهم أن قرار الاستغناء عن التعامل بالدولار في الصناعة النفطية، سياسي الطابع وليس اقتصادياً، وأن بعض المحللين ذهب إلى أن القرار الإيراني لا يتعدى كونه محاولة لكسر هيمنة الدولار الأميركي على المدفوعات النفطية في منطقة الشرق الأوسط".

وبيّن أن "القرار الإيراني أكثر تمعناً من كونه دعائياً، حيث إن إيران تضررت في فترة الحظر، وأن جزءاً ملحوظاً من عوائدها النفطية طاولتها إجراءات الحظر، وأن الجانب الأميركي بات يلوح بإجراءات جديدة، على خلفية اختبار طهران صواريخ باليستية".

وأضاف مساعد وزير النفط الإيراني أن "القرار وقائي إزاء إجراءات الحظر الأميركي، بجانب أنه سيكون مفيداً لإيران للاتجار مع الصين والدول الأوروبية بالعملات الوطنية، في الوقت الذي تنشط فيه إيران تجارياً مع تلك الدول في مجال السلع الأخرى".

وكانت "العربي الجديد" قد نسبت، قبل يومين، إلى تجار نفط غربيين، قولهم إن شركة النفط الوطنية الإيرانية، طلبت في عقود مبيعاتها الأوروبية التي صيغت بعد رفع الحظر، أن تسلم قيمة النفط المباع باليورو وليس بالدولار.

كما قالت المصادر إن: "إيران ترغب كذلك في تسلم أموال النفط التي كانت محتجزة في البنوك الأجنبية باليورو وليس بالدولار".

ولدى إيران أموال محتجزة في الخارج تقدر بحوالى 55 مليار دولار، حسب التقديرات الأميركية، تسلمت منها حتى الآن حوالى 33 مليار دولار.

اقرأ أيضاً: إيران تشحن 4 ملايين برميل نفط لأوروبا في يوم

وعلى الرغم من أنه غير المعروف حجم الأموال التي تخص النفط من بين الأموال الإيرانية المحتجزة في الخارج، إلا أن معظم مبيعات النفط قبل رفع الحظر، كانت للهند والصين وباقي دول آسيا.

وحسب ما ذكرت مصادر أميركية، فإن الفقرات التي وردت في تعاقدات مبيعات النفط الإيرانية الجديدة في أوروبا تشير بوضوح إلى أن إيران تخلت عن الدولار في تسديد فواتير مبيعات النفط، حيث تقول إحدى فقرات العقود "لقد ذكرنا في فواتير مبيعات النفط، أننا نرغب في أن يدفع لنا مشترو نفطنا باليورو وليس بالدولار".

وتدعو إيران، منذ سنوات، إلى تحويل تسعير النفط بالدولار إلى عملات أخرى. وكان مندوب طهران لدى منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) قد قدم طلباً بالتخلي عن الدولار في بيع نفط دول المنظمة في عام 2007.

لكن كان ذلك الطلب في وقت كانت العلاقات بين طهران وواشنطن متوترة لدرجة الغليان وفي زمن رئيس متشدد، ألا وهو الرئيس أحمدي نجاد، الذي كان دائماً ما يصف الدولار بأنه "ورقة لا قيمة لها".

وما يستغربه اقتصاديون غربيون أن تتجه إيران إلى تحويل مبيعات نفطها من الدولار إلى اليورو، في وقت تتحسن فيه علاقاتها مع أميركا من جهة ويرتفع فيه الدولار وينخفض فيه سعر اليورو من جهة أخرى.

ويندهش هؤلاء من تحول طهران من الدولار في هذا الوقت الذي يعيش فيه اليورو أضعف حالاته، وهنالك توقعات بأن ينخفض سعر صرف اليورو إلى أقل من دولار، وربما يصبح الدولار يساوي 0.95 يورو.

وكان مدير شركة النفط الإيرانية، ركن الدين جوادي، قد قال، أمس السبت، إن بلاده ستشحن أربعة ملايين برميل من النفط الخام على ناقلات متجهة إلى أوروبا خلال الأربع والعشرين ساعة المقبلة.

ويعتقد أن تكون هذه الشحنات من النفط العائم الذي تخزنه إيران على ظهر حاويات وتدفع عليه أجرة يومية، ومن المعتقد كذلك أن تكون إيران قد منحت خصماً كبيراً على هذه الكميات حتى تتمكن من التخلص منها.

ونقل موقع وزارة النفط الإيرانية على الإنترنت (شانا) عن ركن الدين جوادي، مدير شركة النفط الوطنية الإيرانية، قوله "خلال الأربع والعشرين ساعة المقبلة سيجري تحميل أربعة ملايين برميل من النفط الخام على ثلاث ناقلات متجهة إلى أوروبا".

 

 اقرأ أيضاً:
إيران تحتاج 200 مليار دولار لتطوير صناعة النفط
أول ناقلة نفط إيراني إلى أوروبا بعد رفع العقوبات

المساهمون