مصر. الكساد يضرب أسواق اللحوم بعد ارتفاع أسعارها

24 أكتوبر 2016
كيلو اللحم ارتفع إلى 110 جنيهات(محمد الشاهد/فرانس برس)
+ الخط -


ارتفعت أسعار اللحوم البلدية بالسوق المصري بقيمة تراوحت بين 20 و25 جنيها في الكيلو، نتيجة لارتفاع أسعار الماشية بنسبة تزيد عن 65% تأثرا بزيادة أسعار الأعلاف والدولار.

وتستورد مصر نحو 60% من احتياجاتها من اللحوم الحمراء من الخارج، وتنتج نحو 40% من الاستهلاك محليا.

وقال نائب رئيس شعبة القصابين بالغرفة التجارية بالقاهرة، محمد شرف، في تصريحات خاصة، إن أسعار اللحوم ارتفعت تأثرا بارتفاع أسعار الدولار، موضحا أن القفزات الكبيرة التي شهدتها أسعار الصرف انعكست على أسعار اللحوم.

وأوضح أن سعر طن العلف تجاوز الـ 6 آلاف جنيه، كما أن اللحوم المستوردة ارتفعت هي الأخرى بنسبة 40% بعد الزيادات الأخيرة للدولار وعدم توافره، خاصة أن البنوك المصرية لا تمول صفقات الاستيراد الا بنسبة 25% فقط، والباقي يتم تدبيره من السوق السوداء، التي قفز سعر الصرف بها إلى أكثر من 15 جنيها للدولار.

وأشار إلى أن الأسعار المرتفعة للحوم تسببت في حالة كساد للتجار، موضحا أن الزبائن قللت كميات الشراء إلى أكثر من النصف، وبعضهم يشتري اللحوم بالأجل "على النوتة"، وأن هذا الكساد تسبب في غلق أكثر من 15% من محلات الجزارة الموجودة في مصر، وفي حالة استمرار هذه االأوضاع قد يضطر أكثر من 50% من الجزارين للغلق نتيجة لعدم وجود مبيعات.

وأوضح أن كيلو اللحم الكندوز "الأكثر طلبا" ارتفع من 85 و90 جنيها إلى 110 جنيهات، وفي بعض المناطق يصل إلى 115 جنيها، وارتفع كيلو البتلو لأكثر من 170 جنيها بزيادة أكثر من 20 جنيها في الكيلو الواحد.

وارتفع معدل التضخم إلى 14.8% على أساس سنوي في عموم المحافظات، وهو المستوى الأعلى له خلال السنوات السبع الماضية. وشهدت أسعار مجموعة الطعام والشراب، وهي الأكثر تأثيرا في معدل التضخم، زيادة بأكثر من 19% في يوليو/تموز الماضي على أساس سنوي، وسجلت مجموعة اللحوم الحمراء الطازجة ارتفاعا بنسبة 10.4% في هذا الشهر، وذلك وفقا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.

وقال صابر سيد، تاجر ماشية بمحافظة المنيا جنوب مصر، في تصريحات خاصة، إن أسعار الماشية ارتفعت بنسبة 75% نتيجة لارتفاع أسعار الأعلاف والأمصال والأدوية، موضحا أن سعر رأس الماشية ارتفع من 12 و13 ألف جنيه إلى 19 و20 ألف جنيه، وبالتالي انعكس ذلك علي سعر كيلو اللحوم.

لحوم فاسدة

كانت الإدارة العامة للتفتيش بالهيئة العامة للخدمات البيطرية بوزارة الزراعة المصرية، قد أصدرت تقريرا أمس أشارت فيه إلى ضبط 11 طن لحوم غير صالحة للاستهلاك الآدمي خلال شهري سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول من العام الجاري، وهو ما أثار حالة من الهلع والخوف بين المستهلكين.

فيما أكد مسؤول بهيئة الطب البيطري أن ما تم الإعلان عنه لا يمثل سوى 10% فقط، مؤكداً أن اللحوم غير الصالحة للاستخدام الآدمي انتشرت بطريقة غير عادية خلال الأيام الماضية بعدد كبير من المحافظات، بسبب غلاء الأسعار وانعدام الضمير، وعدم وجود أي رقابة شديدة على الأسواق من قبل الحكومة المصرية بسبب انشغالها بالأمن السياسي، ملاحقة ومطاردة معارضي النظام، ما جعل المناخ مواتيًا أمام الفاسدين والمتاجرين بصحة المصريين.

 وقال بيان للوزارة اليوم "الأحد" إن تلك اللحوم تشمل أكثرها لحوم حمير، فضلاً عن لحوم منتهية الصلاحية، وذبح حيوانات مريضة يجب إعدامها، ولحوم تصدير دخلت البلاد بأوراق مزورة، وأضاف البيان أن أطباء الإدارة العامة للتفتيش قاموا بحملة على الكافتيريات والمطاعم والمستشفيات والفنادق بالمحافظات وتم ضبط تلك الكمية من خلال تلك الحملة.



المساهمون