"فايننشال تايمز": تشكيل حكومة آخر فرص ليبيا لإنقاذ اقتصادها

11 يناير 2016
اتفاق الصخيرات بارقة أمل للاقتصاد الليبي (Getty)
+ الخط -
 قالت صحيفة "فايننشال تايمز" الأميركية إن تدهور الأوضاع الأمنية أدخل ليبيا في مرحلة عصيبة، تعتبر الأصعب منذ سقوط نظام معمر القذافي. لكنها أكدت في الوقت نفسه أن فرص نجاح الحل السياسي في ليبيا في تصاعد مستمر في حال توافق الليبيون على تشكيل حكومة وحدة وطنية.

وذكرت الصحيفة، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، أن "حالة عدم الاستقرار، المستمرة في البلاد منذ 18 شهراً، تسببت في تراجع كبير للإنتاج النفطي من ذروته البالغة 1.4 مليون برميل يوميّاً إلى أقل من 400 ألف برميل يوميّاً حالياً".

لكنها أكدت في الوقت نفسه أنه "في حال توافق الليبيون على حكومة جديدة في غضون 30 يوماً من توقيع اتفاق الصخيرات، فسيكون ذلك الخطوة الأولى نحو ضبط الأمن في طرابلس وترسيخ الاستقرار في البلاد، وبالتالي رفع إنتاج النفط.. يتطلب النجاح في هذا الأمر عملا منسقا وحاسما للتصدي لتهديدات تنظيم (الدولة الإسلامية) وباقي الجماعات المسلحة المعارضة للحل السياسي".

وتابعت الصحيفة في تقريرها القول إن "الاضطرابات امتدت أيضاً إلى الدينار الليبي، الذي تراجع خلال الأشهر الـ18 الأخيرة بنحو 60% في السوق السوداء في العاصمة طرابلس.. كما أصبحت أزمات الوقود وانقطاعات الكهرباء أمرا شائعا في البلاد".

وتابعت: "نجاح الحل السياسي في ليبيا في تصاعد مستمر.. غير أن هذا لا ينفي وجود سيناريو بديل يتمثل في عدم حصول توافق بشأن الحكومة الجديدة، في ظل المعارضة التي يلقاها الحل السياسي من الجماعات المسلحة ومحدودية الدعم الدولي".

وبحسب التقرير، فقد توقعت وحدة الاستخبارات الاقتصادية، وهي وحدة عمل مستقلة ضمن مجموعة "الإيكونوميست" توفر خدمات التنبؤ والاستشارات من خلال البحث والتحليل، أن ينكمش الناتج الإجمالي لليبيا خلال العام الجاري بنسبة 8%، مما يجعل من الاقتصاد الليبي الأسوأ أداء عالمياً.

اقرأ أيضاً: النيران تلتهم 4 صهاريج نفط بميناءين ليبيين بعد اشتباكات

ورغم هذه الصورة القاتمة، قالت "فايننشال تايمز" إنه "طفت على سطح الأحداث خلال الأسابيع الأخيرة تطورات جعلت المستثمرين يلتفتون مجددا إلى السوق الليبية.. فالمستثمرون يدركون جيدا أن ليبيا تجتاز أسوأ مرحلة منذ إسقاط نظام القذافي في 2011، لكنهم يعرفون جيدا، أيضا، الفرص التي يمكن أن تتاح في حال رفعت ليبيا إنتاجها النفطي إلى مليون برميل يوميا خلال الأمد القصير".

وتابعت: "ربما حلت ساعة الحسم في ليبيا خلال الشهر الماضي، قال وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، خلال المؤتمر الذي حضره ممثلون عن 17 دولة والمبعوث الأممي إلى ليبيا، مارتين كوبلر، وممثلو الحكومتين المتنازعتين في ليبيا: لا يمكننا أن نترك الوضع كما هو حاليا في ليبيا.. إنه خطر على ليبيا وعلى الليبيين، والآن صار، بفعل تنامي الهجرة غير الشرعية، خطرا على الجميع".

ووقع الليبيون اتفاقا في مدينة الصخيرات المغربية، برعاية أممية، يوم 17 ديسمبر/كانون الأول الماضي، وجاء بعد محاولات عسيرة للأمم المتحدة وجهود دولية مضنية لتقريب وجهات المتنازعين في ليبيا.

وعلى الفور، صادق مجلس الأمن الدولي بالإجماع على قرار يقضي بتبني اتفاق الصخيرات، ويعتبر حكومة الوحدة الوطنية الحكومة الشرعية الوحيدة في ليبيا، وفي تلك الأثناء، كثف الوزير الأول الليبي المعين لقاءاته مع العديد من العواصم العالمية.

وبحسب "فايننشال تايمز"، فإنه: "يتعين على الحكومة الجديدة أن تستوعب المليشيات المسلحة، التي تشل الحقول النفطية وموانئ التصدير، أو أن تقضي عليها بالقوة وتنتزع منها الحقول النفطية الواقعة جنوب غرب وشرق البلاد.. كما أن الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية النفطية الليبية قليلة نسبيا رغم تهديدات (داعش) والمواجهات، التي دارت بين المليشيات المسلحة خلال السنوات الأخيرة".

وأكدت أنه "يمكن أن ترفع ليبيا إنتاجها النفطي إلى مليون برميل يوميّاً، في وقت وجيز، إذا وضع حد لتدهور الأوضاع الأمنية".

ويعرقل استمرار المواجهات بين الجماعات المسلحة جميع محاولات إنعاش إنتاج النفط في ليبيا، كما أن توسع "داعش" يشكل تهديدا حقيقيا لقطاع النفط الليبي، إنتاجا وتصديراً، بحسب "فايننشال تايمز".

 


اقرأ أيضاً:
ليبيا تهوّن من تهديدات "داعش" النفطية
اقتصاد ليبيا يراهن على اتفاق الصخيرات

المساهمون