فنزويلا تتحرك دولياً لوقف تهاوي أسعار النفط

16 سبتمبر 2015
الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو (أرشيف/فرانس برس)
+ الخط -

جدّدت فنزويلا، التي تعد واحدة من أكبر منتجي النفط في العالم، تحركاتها لإقناع كبار المنتجين بخفض الإنتاج بهدف وقف النزيف المستمر في أسعار النفط منذ منتصف عام 2014 وحتى الآن.

وأعلن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو مساء الإثنين عن بدء معركة متواصلة بالتعاون مع منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" لتحقيق الاستقرار في أسواق النفط، مجدداً دعواته لعقد اجتماع لزعماء الدول الأعضاء في المنظمة.

وحث مادورو أوبك على عقد الاجتماع، قائلاً إنه سيقدم مقترحات في وقت لاحق لرفع أسعار النفط المتدنية التي تضررت بسببها بلاده في وقت تعاني فيه أصلاً من الكساد.

وقبيل اجتماع أوبك الأخير في يونيو/ حزيران الماضي سعت فنزويلا لتكوين تحالف يضم عدداً من كبار منتجي النفط من بينهم روسيا لخفض الإنتاج بهدف المحافظة على الأسعار، إلا أن محاولاتها باءت بالفشل.

وإذا عُقدت مثل هذه القمة المقترحة فإنها ستكون الرابعة في تاريخ "أوبك"، حيث عقدت آخر قمة لرؤساء الدول الأعضاء بمنظمة "أوبك" في السعودية عام 2007 حين كانت أسعار النفط متجهة صوب مستوى قياسي مرتفع قدره 147 دولاراً للبرميل والذي بلغته بعد ذلك بعام.

وهبط سعر خام "برنت" القياسي العالمي من أعلى مستوياته والذي تجاوز 115 دولاراً للبرميل في يونيو/حزيران 2014 إلى أقل من 47 دولاراً بسبب تخمة المعروض من النفط في الأسواق العالمية والمخاوف بشأن الاقتصاد الصيني.

لكن الأسعار ارتفعت أمس بشكل طفيف مقتربة من 47 دولاراً بدعم من احتمالات تراجع إنتاج الولايات المتحدة ومخزوناتها رغم أن المخاوف من تراجع الطلب في آسيا كبحت الأسعار.

اقرأ أيضاً: فنزويلا تستنجد بروسيا لوقف تهاوي أسعار النفط

وقال الرئيس الفنزويلي، في كلمته خلال فعالية أقيمت بمناسبة الذكرى الـ 55 لتأسيس أوبك في كراكاس الإثنين، "نعلن بدء معركة متواصلة من أجل أسعار النفط، ومن أجل إنشاء تحالف جديد ضروري للاقتصاد العالمي والإنسانية...الوضع الحالي في أسواق النفط يضر بالاقتصاد العالمي واستثمارات العالم".

وجدد مادورو دعواته للتحرك داخل المنظمة العالمية وخارجها، مشيراً إلى آليات تشمل فرض قيود على الإنتاج، بالإضافة إلى حُزم أسعار.

وخفضت أوبك الإثنين تقديراتها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2016 بنحو 50 ألف برميل يومياً إلى 1.29 مليون برميل، في ظل انحسار زخم النمو الاقتصادي في أميركا اللاتينية والصين، وهي دول تعد محركاً للنمو العالمي.

ودعا مادورو في كلمته إلى تحديد أسعار النفط لمناطق العالم وفرض قيود على الإنتاج في خطوة ستؤدي إلى رفع أسعار النفط المتدنية والتي تضررت بسببها بلاده، لافتاً إلى أن اقتراحات بهذا الشأن تعد بهدف مناقشتها في إطار "أوبك" ومع الدول المنتجة للنفط من خارج المنظمة.

ويدعو الرئيس الفنزويلي منذ أشهر إلى اجتماع طارئ والتنسيق مع الدول غير الأعضاء في أوبك، لكن منتجي النفط الخليجيين في أوبك تعهدوا بالحفاظ على إنتاج مرتفع في معركة للدفاع عن حصتهم السوقية في مواجهة المنافسة المتزايدة.

وتأتي دعوات فنزويلا الجديدة في الوقت الذي فاقمت فيه أسعار النفط الفنزويلي والتي بلغت 41.08 دولاراً في المتوسط، أزمة اقتصادية أدت إلى نقص مجموعة من السلع تراوحت بين أدوية علاج الأورام السرطانية وبطاريات السيارات بينما أدت معدلات التضخم الكبيرة إلى تراجع القوة الشرائية قبيل انتخابات برلمانية مهمة.

من جانبه، توقع الرئيس التنفيذي لمجموعة البركة المصرفية،عدنان يوسف، أمس، أن يؤثر تراجع النفط إذا استمر على أرباح المصارف العربية بالعامين المقبلين، مضيفاً أن دول الخليج قد تواجه ظروفاً ضاغطة تتطلب وقف دعم بعض السلع في حال تراجع النفط دون 50 دولاراً للبرميل.


اقرأ أيضاً: فنزويلا تطالب باجتماع طارئ لأوبك لوقف نزيف أسعار النفط

المساهمون