مخاوف من تراجع الاستثمارات العربية في فرنسا

20 نوفمبر 2015
رجال شرطة فرنسيون يحرسون أحد الفنادق في باريس (Getty)
+ الخط -
قال خبراء اقتصاد أردنيون إن التفجيرات التي شهدتها العاصمة الفرنسية الأسبوع الماضي، ستترك آثارًا سلبية متعددة على استثمارات العرب والمسلمين في فرنسا بشكل خاص والاتحاد الأوروبي بشكل عام وخاصة المشاريع التي ستنشأ لاحقاً.
وأضاف الخبراء في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد" أن تلك التفجيرات أدّت إلى تزايد النظرة السوداوية للعرب والمسلمين في الدول الغربية رغم الإدانات الواسعة التي صدرت عن الدول العربية والإسلامية وهيئات العلماء فيها برفض مثل هذه الأعمال التي تتنافى مع الدين الإسلامي الحنيف ولا تقبلها العقيدة الإسلامية على الإطلاق.
ولم يستبعد الخبراء أن تتعرض الاستثمارات العربية في فرنسا منذ عقود للمضايقات رغم أنها استثمارات طويلة الأمد وليست عابرة وتتركز في قطاعات الصناعة والعقارات والتجارة وغيرها.
ولكن في أوروبا لا توجد مؤشرات حتى الآن تدعم مثل هذا التوجه.
وبالنسبة للأردن، قال الخبراء إن الأضرار ستكون أقل على بلادهم كون الاستثمارات الأردنية في فرنسا متواضعة ولا تتعدى عدة ملايين، بعكس الاستثمارات العربية الأخرى وخاصة الخليجية منها. إلّا أن الخبراء أشاروا إلى إمكانية تأثر جهود استقطاب استثمارات فرنسية جديدة للبلاد بسبب مخاوف رجال الأعمال الأجانب، وخاصة في هذه المرحلة التي أعقبت تفجيرات باريس. 
وبحسب تقديرات غرفة تجارة عمان، فقد بلغت قيمة الاستثمارات الفرنسية في الأردن حوالي 4.3 مليارات دولار في قطاعات الاتصالات والصناعات التحويلية والطاقة والتجارة والسياحة والقطاع المصرفي والمطار المدني.
وقال رئيس الوزراء الأردني عبدالله النسور مؤخراً، إن فرنسا تحتل المرتبة الأولى بالنسبة للدول غير العربية المستثمرة في الأردن.
ويرتبط الأردن مع فرنسا بمجموعة من الاتفاقيات، أهمها اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، إلى جانب اتفاقيتين ثنائيتين، الأولى لتعزيز وحماية الاستثمارات المتبادلة والثانية لتجنب الازدواج الضريبي ومنع التهرب من ضريبة الدخل.
فمن جانبه، قال رئيس لجنة الطاقة في مجلس النواب الأردني النائب جمال قموه لـ"العربي الجديد" إن الأعمال الإرهابية التي تعرضت لها فرنسا الأسبوع الماضي لا شك أنها خلفت نتائج سلبية على العرب والمسلمين. وأضاف أن الاستثمارات العربية في فرنسا ستتأثر وخاصة مع تزايد النظرة السوداوية للعرب والمسلمين، مشيراً إلى أن المشاريع التي قد تنشأ في فرنسا حديثا ستواجه بعض الإشكالات.
وبيّن أن الأردن يرتبط بعلاقات طيبة مع فرنسا حيث توجد استثمارات فرنسية ضخمة في البلاد، وهناك تعاون مشترك في كثير من المجالات، فيما الاستثمارات الأردنية في فرنسا متواضعة جدًا.
وفي ذات الصدد، قال رئيس جمعية رجال الأعمال الأردنيين، حمدي الطباع، لـ"العربي الجديد"، إن الاستثمارات العربية في فرنسا بشكل عام هي استثمارات طويلة الأمد وتخص مشاريع إنتاجية في غالبها، ما يقلل فرص تأثرها بما جرى في باريس الأسبوع الماضي من تفجيرات وأعمال إرهابية، مشيرًا إلى أن تلك الاستثمارات ليست في مجالات يسهل تسييلها كالأسهم والأمور المالية.
وبتقديره فإن تلك الاستثمارات لن تتأثر باعتبار أن رأس المال لا موطن له وبالتالي موطن هذه المشاريع هو فرنسا.
وقال الطباع، الذي يرأس أيضا اتحاد رجال الأعمال العرب، إنه لا توجد استثمارات أردنية بأحجام كبيرة في فرنسا.
ويبدي رئيس غرفة صناعة الزرقاء، ثاني أكبر غرف الصناعة البلاد، ثابت الور أكثر قلقاً من سابقيه على الاستثمارات العربية في فرنسا من ناحية، وكذلك الاستثمارات الفرنسية في الأردن من الناحية الأخرى.
وقال الور لـ"العربي الجديد" إن ما حدث شكل هزة كبيرة ليس فقط على صعيد النتائج المباشرة وإنما على التداعيات مستقبلاً، وخصوصاً من النواحي الاقتصادية حيث نخشى تراجع حركة الاستثمارات الفرنسية في الأردن والتي تشكل أهمية استراتيجية كبيرة للبلاد كونها استثمارات نوعية، وفي قطاعات حساسة مثل الاتصالات والمطارات والتعدين وغيرها.
وأضاف أن حركة رجال الأعمال العرب ورؤوس الأموال العربية ستكون مقيدة في فرنسا وعلى الأقل في المستقبل القريب.

اقرأ أيضا: العقود الضخمة تحمي استثمارات السعودية في فرنسا
المساهمون