"بلح" غزة بأسواق الضفة لأول مرة منذ 2007

22 أكتوبر 2015
فلاحو غزة يجنون البلح (العربي الجديد/عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
يأمل مزارع النخيل في غزة، فتحي عياش، أن يسهم قرار السماح بتصدير كميات من محصول البلح إلى أسواق الضفة الغربية، لأول مرة منذ ثماني سنوات، في تعويض جزء من خسائره المالية التي تكبدها في الماضي، نتيجة بيع ما تنتج أرضه بأسعار زهيدة داخل أسواق غزة رغم ارتفاع تكلفة الإنتاج.
وبدأ مزارعو النخيل، وتحديداً في المناطق الوسطى والجنوبية من قطاع غزة التي تكثر فيها حقول النخيل، مطلع الشهر الجاري جني المحصول، استعدادا لبيع كميات منه في أسواق غزة، وأخرى سيجري تصديرها إلى الضفة من خلال معبر كرم أبو سالم التجاري الخاضع للسيطرة الإسرائيلية.
ويعاون عياش في مهمة جني ثمار البلح من أرضه الممتدة على مساحة 6 دونمات (الدونم يعادل 1000 متر مربع)، شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع، 15 عاملا، الأمر الذي يجعل من موسم جني محصول النخيل مصدر رزق موسمي لمئات المزارعين والعمال.
ووصف المزارع فتحي (50 عاماً) إنتاج الموسم الحالي بـ "الوفير" رغم انتشار "سوسة النخيل الحمراء" التي قضت على مئات الأشجار طوال السنوات القليلة الماضية، في ظل فشل مختلف الوسائل التي سعت لمكافحتها والحد من تأثيرها.
وأوضح عياش لـ "العربي الجديد" أن حجم إقبال المواطنين على شراء محصول البلح منخفض حتى اللحظة مقارنة بالسنوات الماضية، مرجعا ذلك إلى حدوث ارتفاع طفيف في أسعار البيع بعدما سمح بتصدير كميات إلى الخارج، بالإضافة إلى تردي الأوضاع الاقتصادية للمواطنين.
وذكر أنّ ثمار البلح المعروضة في الأسواق المحلية جيدة وبجودة عالية، بسبب ارتفاع درجات الحرارة، مشيراً إلى أنّ كميات كبيرة من البلح يتم تخزينها في ثلاجات لتحويلها إلى "رُطب".

ويُزرع في القطاع العديد من أصناف النخل، مثل: البلح الأصفر، وجعبوري، وبنت عيش، وأصبع العروس، والبلح الحياني "الأحمر"، ولكن الأخير يسيطر على غالبية المساحات المزروعة التي تقدر بحوالي 7660 دونما، نظرا لمذاقه الرفيع ولتناسب مناخ وتربة غزة مع احتياجات ثمرته.
من جانبه، قال مدير عام التسويق والمعابر في وزارة الزراعة بغزة، تحسين السقا، لـ"العربي الجديد"، إنّ الاحتلال سمح بداية الشهر الجاري بتسويق 70 طناً من البلح الأحمر في أسواق الضفة الغربية، متوقعا أن يبلغ إنتاج أشجار النخيل خلال الموسم الجاري قرابة ثمانية آلاف طن بزيادة طفيفة عن العام الماضي.
وأوضح السقا أنّ الاحتلال منع منذ منتصف عام 2007 تسويق منتجات نخيل غزة إلى الخارج، ولكنه سمح في نهاية العام الماضي 2014 بتسويق نحو 42 طنا في أسواق الضفة، بالتزامن مع فرض شروط جديدة على عمليات التصدير.
ونبه السقا إلى أنّ أوضاع مزارعي النخيل ستصبح أفضل في حال استمرار الاحتلال بالسماح بتسويق محصول البلح الأحمر إلى الخارج، والذي وصل منذ سنوات إلى حالة الاكتفاء الذاتي، مبيناً أنّ أكبر مشكلة تواجه المزارعين هي انتشار سوسة النخل الحمراء في مزارعهم.
ويباع الكيلوغرام من البلح الأحمر في أسواق غزة، بنصف دولار بينما تباع ذات الكمية من الرطب بدولار واحد، في المقابل سيباع الصنفان في أسواق الضفة الغربية بارتفاع طفيف، نظرا لوضع الاحتلال قيودا مشددة على معبر كرم أبو سالم، الذي يعد المنفذ التجاري الوحيد للقطاع مع العالم الخارجي.
وبلغت نسبة الصادرات من غزة خلال الفترة من 199 إلى 1999، ما يزيد عن 80 مليون دولار، إلا أن النسبة أخذت بالتراجع بشكل تدريجي بعد اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000، وفرض الحصار على غزة منتصف عام 2007، وما أعقبه من تدمير لعدد كبير من المنشآت الاقتصادية ووضع قيود على عمليات التبادل التجاري.

اقرأ أيضا: السلطة الفلسطينية تقلّص كميات الغاز المخصصة لغزة
المساهمون