2.5 مليار دولار حجم انفاق تركيا على اللاجئين السوريين

26 سبتمبر 2014
مخيم للاجئين السوريين في تركيا (أرشيف/getty)
+ الخط -
تتأهب موازنة تركيا لتحمل أعباء إضافية جرّاء لجوء أعداد جديدة من النازحين السوريين لأراضيها جراء الحرب على داعش.
وقال الناشط السوري عمر الرقاوي المساهم في إيواء اللاجئين في مدينة أورفا التركية: ضاقت الشوارع والحدائق بأعداد اللاجئين الجدد، فمنذ الإثنين الفائت، دخل تركيا نحو 200 ألف سوري، معظمهم أكراد من مدينة عين العرب التابعة لحلب، وجلهم بحالة اقتصادية وصحية يرثى لها.
ويضيف الرقاوي لـ "العربي الجديد": بدأت الأمور تنحو نحو استيعاب الهاربين من الموت، بعد تدخل السلطات التركية وبدء توزيع سلل غذايئة وتأمين بعض مراكز الإيواء، لكن الخوف بدأ من تزايد الهاربين من القتل والقصف.
ودعا الرقاوي الائتلاف والمنظمات الدولية إلى مزيد من التدخل والمساعدة بعد تشرد سكان 64 قرية من ريف عين العرب لأن "المساعدة التي قالت عنها المفوضية السامية لشؤون اللاجئين لم يلمس المهجرون نتائجها".
* أحوال اللاجئين السوريين في تركيا تفتح تركيا حدودها للسوريين منذ أغسطس/آب 2011، حتى بلغ عدد اللاجئين المسجلين على أراضيها نحو 1.2 مليون شخص، ورغم تدفق هذه الأعداد الهائلة، واستمرار الهروب من جحيم وبراميل طائرات الأسد، ما زالت تركيا تفتح حدودها للسوريين، بل وتقبل بجوازات سفر منتهية الصلاحية، وسمحت خلال عامي 2012 و2013 بدخول السوريين الذين لا يحملون جوازات سفر.
وأنفقت تركيا على اللاجئين السوريين في المخيمات فقط نحو 2.5 مليار دولار، بحسب إدارة الكوارث التركية.
وما زالت تركيا تتوسع ببناء المخيمات على المناطق الحدودية، لكل سوري لا يستطيع تحمل أعباء المعيشة على أراضيها.
ويقول أحمد خيرو، في مخيم نصيبين على الحدود التركية السورية القريب من مدينة الرقة السورية: منحتنا إدارة المخيم خيمتين لي ولأولادي، وإضافة لتوزيع الطعام تمنحنا إدارة المخيم بطاقات بقيمة 150 ليرة تركية "75 دولارا" شهرياً لشراء اللوازم الخاصة.
وأضاف خيرو لـ "العربي الجديد": تهدم بيتي في مدينة حلب، حي الأنصاري، ولم نجد غير تركيا تستقبلنا نتيجة هروبنا من قصف مدافع وطائرات النظام.
ويقول صلاح يوسف من مخيم الإصلاحية على الحدود التركية السورية القريب من ريف إدلب الغربي: استقبلتنا إدارة المخيم وأعطتني وأسرتي "كرفانة" (بيتا إسمنتيا مسبق الصنع)، مزود بكهرباء وأدوات كهربائية ووزعوا الطعام علينا إضافة لبطاقات مسبقة الدفع نشتري بها احتياجاتنا الخاصة من المول داخل المخيم.
ويضيف يوسف: حاولت الذهاب للعمل في السعودية لكن التشديد على السوريين وعدم منحنا حتى "كرت زيارة"، دفعنا إلى اللجوء إلى تركيا التي لم تطلب أي شيء، بل فتحت أبوابها لنا "وكانت خيراً من الأشقاء العرب".

 العمالة السورية

وتخوّف الأتراك لعل تأثير السوريين على الاقتصاد التركي جاء ذا حدين، الأول سلبي، كبّد الدولة التركية - التي لم تتسول باسم السوريين مثل بعض الأشقاء- أكثر من 2.5 مليار دولار بحسب تصريحات رسمية تركية، لكن الثاني أن ثمة رأسمال جذبه المناخ والتسهيلات التركية ناهيك عن زيادة دوران عجلة الاقتصاد وتنشيط الأسواق نتيجة دخول أكثر من مليون سوري. ويقول الخبير الاقتصادي، سمير رمان: بدأ تخوف الأتراك من زيادة الأيدي العاملة السورية يتجلى في مؤشرات كثيرة، منها أن البلديات التي لم تشترط في البداية على المحال السورية أية تراخيص، عادت لتطلب جميع الإجراءات القانونية وتغلق المحال التي لا تلتزم.
كما أن حالات تسريح بعض العمالة السورية، وخاصة في المناطق الحدودية، يدل على استجابة بعض أرباب العمل لمطالب المعارضين للوجود السوري في تركيا.
وأضاف رمان لـ "العربي الجديد" ربما مع الأتراك بعض حق في تخوفهم من الأيدي العاملة السورية، وخاصة في مجالات النسيج والغذاء، ففي ولاية قونيا فقط "وسط تركيا" هناك نحو 40 ألف عامل سوري معظمهم لديه خبرة في صناعة النسيج والجلديات، وهم يقبلون بأجور أقل مما يطلبه التركي، ولعل الخوف من المنشآت السورية التي استوطنت في تركيا مستفيدة من التسهيلات الاستثمارية للسوريين.
وقال رئيس غرفة تجارة مرسين، طلعت دينجير، إن زيادة المحال والمطاعم السورية في مرسين بشكل غير قانوني، ساهم في إغلاق نحو 250 محلاً تركياً خلال الأشهر الخمسة الأخيرة، ففي ولاية أورفة التركية الحدودية البالغ عدد سكانها 1.5 مليون نسمة، وتضم 155 ألف لاجئ سوري، قفز معدل البطالة من 6.2% عام 2012، إلى 16.3% عام 2014.

 لاجئون على الورق

قال آخر تقرير للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة: إن عدد السوريين المسجلين لديها أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ موزعين على البلدان المجاورة لسورية، وبيّنت أن الرقم لا يشمل جميع اللاجئين لوجود أعداد كبيرة غير مسجلة لديها.
وقدر تقرير المفوضية أعداد اللاجئين السوريين في لبنان بنحو 1.14 مليون وتركيا 815 ألف لاجئ والأردن 608 آلاف لاجئ، لتبقى الأرقام الحقيقية لغير المسجلين، ربما نصف المسجلة، نتيجة الهروب من ذل ومخاطر المخيمات، وخاصة في الأردن ولبنان.
وحذرت المنظمة من المآسي التي سيعانيها السوريون بحلول الشتاء، لأن 2.4 مليون سوري بحاجة لمساعدات عاجلة قبل حلول البرد والمطر، إذ يعيش نحو 38% من اللاجئين في مخيمات دون حدود الحماية وتوفر الشروط الإنسانية.
ورغم ارتفاع أعداد اللاجئين في تركيا يظل العدد مرشحا للزيادة ما دامت رحى الحرب على "داعش"، التي يقال إنها لن تنتهي قبل ثلاث سنوات، دائرة وأن في سورية نحو 6.5 مليون نازح عن بيوتهم، نصفهم أطفال، في مناطق سورية مهددة بالسخونة والحرب، ولأن تركيا الملاذ الوحيد، في واقع إغلاق حدود الأشقاء وأصدقاء الشعب السوري، فقد يتضاعف العدد إن بقيت ثورة السوريين معلقة وتختصر بالحالات الإنسانية واللاجئين حيناً والسعي لمحاربة الإرهاب بقية الأحايين.
المساهمون