وليد ناصيف: الأوضاع السياسية ستوقف الاستثمار في الفن

14 سبتمبر 2014
الأعمال الفنية اللبنانية تأثرت سلبا بالأوضاع السياسية (Getty)
+ الخط -
- كيف تصف لنا الأعمال الفنية في ظل هذا التباطؤ الاقتصادي؟
ترجعت الأعمال الفنية بشكل لافت في لبنان وخارج لبنان، بصفة عامة، فإن الأوضاع السياسية منذ فترة أثرت بشكل واضح على جميع الأعمال، وخاصة الأعمال الفنية التي تتطلب إنتاجاً ضخماً حيث تراجعت الأعمال الفنية سواءً تصوير الكليبات، أو حتى إحياء الحفلات، وهذا التراجع في إحياء الحفلات، ينعكس سلباً على الحركة الفنية.
- هل أنّ هذا التراجع أصاب لبنان بشكل محدد؟ أم على نطاق أوسع يشمل الدول العربية؟
التراجع في إنتاج الأعمال الفنية، وتصوير الأغاني وإحياء الحفلات أصاب جميع الدول العربية، خاصة الدول التي تشتهر بالفن، مثل مصر و لبنان و سورية، وتونس، المهرجانات شبه متوقفة في هذه الدول، حتى أن الفنانين لم يصوروا أي أعمال فنية بالشكل المطلوب، بل اكتفوا بتصوير بعض الأعمال، وفي لبنان الحركة ضعيفة إجمالاً، خاصة في ظل الأوضاع الأمنية، والأحداث التي جرت في أكثر من منطقة داخل لبنان، وبالعموم فإن الحركة الفنية تراجعت منذ سنوات في لبنان وخارج لبنان.
- كيف أثرت الأوضاع السياسية في الدول العربية على إنتاج الأعمال الفنية؟
عندما نتحدث عن إنتاج أعمال فنية، فإننا نتحدث عن استثمار في هذه الأعمال، وفي حال توترت الأوضاع السياسية والأمنية، فإن الحركة الاستثمارية ستقف هي الأخرى، وبالتالي تتوقف الأعمال الفنية الجديدة، لأن أيّ مستثمر يبحث دوما عن الأمن لضخ أمواله في أي مشروع اقتصادي، والأعمال الفنية من أكثر المشاريع الاقتصادية التي تتطلب وجود مستثمرين كبار، نظراً لارتفاع التكلفة الإنتاجية لأي عمل، وما تتطلبه من رؤوس أموال ضخمة، فإن أي تشنج سياسي يؤثر على الحركة الفنية في أي بلد.
هل يمكن القول إنه لا يوجد على الساحة الفنية أي أعمال جديدة نظراً للأوضاع السياسية والأمنية؟
لا يمكن القول إنه لا توجد أعمال بالمطلق، هناك العديد من الأعمال التي صورت وإنتجت خلال الفترة الماضية، ولكن المشكلة تكمن في عدم الثبات، والاستمرار في إنتاج الأعمال الفنية، ومشكلة عدم الثبات في إنتاج الأعمال تؤثر بشكل أكبر على حجم الأعمال الفنية أكثر من الأوضاع السياسية والاقتصادية، وبالتالي فإن عدم الثبات، واللاستقرار يعد مشكلة خطيرة في عالمنا، خاصة وأن جميع الأعمال الفنية تحتاج إلى رصد مبالغ مالية ضخمة، وتحتاج إلى تخطيط مسبق، لذا فإن عدم الثبات يؤثر على الأعمال الفنية.
- هل تعرضت أعمالك الفنية إلى مشاكل من هذا القبيل، تتعلق بالتخطيط والإنتاج؟
الحمدالله حتى اليوم نجحت جميع الأعمال التي خططنا لها، ولم نتعرض لأي مشلكة في ما خص إنتاج الأعمال، بل على العكس من ذلك، حققت جميع أعمالي نجاحات واضحة، ولكنني أردت القول إن إنتاج الأعمال الفنية يتطلب جواً من الأمن والأمان، لاستمرارية العمل.
- بعيداً عن الأعمال الفنية، كيف تقرأ ارتفاع أعداد العاطلين عن العمل في لبنان، وتحديات البطالة؟ وما هي أسباب هذه الظاهرة برأيك؟
البطالة في لبنان من أصعب المشاكل التي يتعرض لها الاقتصاد اللبناني، وارتفاع أعداد العاطلين عن العمل من الشباب اللبناني ينذر بكارثة كبيرة، وانا اعتقد ان مشكلة البطالة في لبنان تتعلق بالأنظمة التعليمية، حيث لا يوجد نظام تعليمي قادر على توجيه الطلاب للأعمال التي يحتاجها الاقتصاد، وغياب التخطيط العلمي أدى إلى ارتفاع نسب البطالة، اضف إلى ذلك فإن غياب المشاريع الاستثمارية ساهم أيضا في ارتفاع أعداد العاطلين عن العمل منذ سنوات، ولذا يجب على الدولة الاهتمام بتوجيه الطلاب إلى اختصاصات يحتاجها الاقتصاد اللبناني، للحد من هذه الظاهرة.
برأيك، كيف تحل هذه الأزمة ؟
أعتقد انه من الصعب الحديث عن حل أزمة، دون حل المشاكل الاقتصادية جميعها في لبنان، كون جميع المشاكل الاقتصادية باتت مرتبطة بعضها بعضاً، ولذا اعتقد أنه من الضروري إيجاد حلول للمنظومة الاقتصادية في لبنان، بدلاً من اللجوء إلى الحلول القصيرة المدى والتي تتعلق بوضع ما، أو أمر ما.
- يقال إن لبنان بات منقسماً بين طبقتين، الأولى غنية والثانية فقيرة، أين أصبحت الطبقة المتوسطة برأيك؟
أعتقد أننا متوجهون نحو اضمحلال الطبقة الاجتماعية المتوسطة، وفي حال غياب هذه الطبقة فإن ذلك يعني أننا فعلا أمام مشكلة حقيقية لأن وجود طبقتين فقط، يعني انهيار الاقتصاد اللبناني، خاصة وأن نسب الفقراء في لبنان في تزايد مستمر منذ أعوام، وبالتالي يجب المحافظة على الطبقة الوسطى لأنها أساس بناء المجتمع اللبناني.
المساهمون