الحرب تدمّر الصناعات التراثيّة في إدلب

05 ديسمبر 2014
الصناعة اليدوية السورية كانت ذائعة الصيت عالميا (أرشيف/Getty)
+ الخط -
تعرّضت الصناعات اليدوية في محافظة إدلب بشمال سورية، إلى ضربات موجعة جراء تصاعد المعارك في البلاد.
وكانت مدينة أرمناز بإدلب، تشتهر بالصناعات التراثية القديمة والنادرة، كصناعة الفخار والزجاج المزيّن بالنقوش، وتمتلك صيتاً عالمياً في هذا المجال، وكانت تصدّر منتجاتها للعديد من الدول، كما أنها شاركت في السابق بمعرضين في فرنسا، ونالت منتجاتها إعجاباً كبيراً من زوار المعرض.
وتسبّبت الأزمة الاقتصادية والقصف الذي تتعرّض له المدينة، في انخفاض عدد المصانع المنتجة للزجاج والفخار اليدوي في المدينة، من 50 مصنعاً إلى واحد فقط، كما توقف التصدير بسبب صعوبة وصول المواد الأولية وغلاء أسعارها، نظراً للظروف الأمنية وهجرة اليد العاملة.
وأوضح صاحب مصنع الزجاج والفخار الوحيد في المدينة، محمد الناعس، أنه ورث الحرفة من والده، ولفت إلى أن هذه الصناعة تراجعت، بسبب انقطاع الكهرباء وغلاء أسعار الوقود والمواد الأولية، مضيفاً: "كنا نشتري
المواد الأولية من دمشق بأسعار زهيدة، أما الآن فقد تضاعفت الأسعار عدة مرات عن السعر السابق، ولم يعد بإمكاننا شراؤها".
وتعدّ صناعة الفخار والزجاج المزين بالنقوش، واحدة من أعرق الصناعات اليدوية في سورية، يقوم الحرفيون بتصنيعها على أشكال وأحجام مختلفة، لتتناسب مع جميع الأذواق، ويشتريها الناس في العادة بغرض الزينة وإضفاء مظهر مميّز على بيوتهم.
وكانت سورية تصدّر العديد من المنتجات اليدوية منها أو المصنّعة آلياً، قبل الحرب، مستفيدةً من انخفاض أسعار المواد الأولية والنفط، وتوافر اليد العاملة الماهرة والرخيصة، لكن العمليات العسكرية في البلاد وفقدان الأمن، وحالات النزوح، أوقفت تصدير عدد كبير من المنتجات، التي كانت تشكل مصدراً جيداً للدخل لكثير من الناس، ودعامة لاقتصاد البلاد.
وتعاظمت الخسائر التي مني بها القطاع الصناعي الخاص خلال الفترة التي أعقبت اندلاع الثورة السورية عام 2011، حيث انهار نحو 80% من الصناعة السورية، حسب تصريحات سابقة لرئيس غرفة صناعة دمشق، باسل حموي.
وكانت أكثر القطاعات الصناعية تضرراً، الصناعات النسيجية وأقلها الكيميائية، ويوجد في الغرف الصناعية الأربع (دمشق وريفها، حلب، حمص، حماه) نحو 1350 منشأة صناعية متضررة، وزادت معاناة الصناعيين بسورية، في ظل تصاعد المعارك العسكرية بين التحالف الذي تقوده أميركا وتنظيم الدولة الإسلامية، "داعش".
المساهمون