بدأ عمليا العد العكسي لانتهاء أجل اتفاقية الحبوب أو "صفقة الحبوب" يوم الاثنين المقبل، ومع ذلك، لم يبرز جديد حتى الساعة يشي بتجديده مع تصاعد الحملات العسكرية على الجبهة الروسية الأوكرانية، فيما حاول الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالتجديد، مقدما إليه اقتراحا بإزالة العقبات من أمام عمليات "البنك الزراعي الروسي" مقابل ضمان زيادة تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود.
ورغم رسالة غوتيريس، برز تصريح لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم الخميس، قال فيه إنه لم يسمع أي مقترحات جديدة بخصوص اتفاق البحر الأسود لتصدير الحبوب الذي ينتهي العمل به في 17 يوليو/تموز الجاري، لكنه يبحث مع تركيا سُبل ضمان صادرات الحبوب الروسية بغض النظر عن أي اتفاق.
ونقلت "رويترز" عن مصادر لرويترز إن غوتيريس اقترح على بوتين تمديد الاتفاق مقابل ربط شركة تابعة لـ"البنك الزراعي الروسي" بنظام "سويفت" الدولي للمدفوعات، وذلك بعدما هددت روسيا مرارا بالخروج من الاتفاق بسبب عدم تلبية مطالبها بضمان تصدير شحنات الحبوب والأسمدة الروسية.
ويجرى تحميل آخر سفينتين تنطلقان بموجب اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود حاليا في ميناء أوديسا الأوكراني قبل انتهاء العمل بالاتفاق.
وردا على سؤال حول تصريحات للرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال فيها إن بوتين قدم بعض الاقتراحات بشأن اتفاق الحبوب، قال لافروف: "لست على علم بأي مقترحات جديدة"، مضيفا أن بوتين وأردوغان يناقشان منذ مدة طويلة خططا لضمان استمرار إمدادات القمح للدول النامية بشكل مستقل عن أي طرف آخر.
ويهدف الاتفاق، الذي توسطت فيه الأمم المتحدة وتركيا في يوليو/تموز الماضي، إلى الحيلولة دون وقوع أزمة غذاء عالمية، إذ يسمح بالتصدير الآمن للحبوب الأوكرانية المحاصرة بسبب الصراع مع روسيا.
مبادرة غوتيريس كان أعلنها الناطق باسمه ستيفان دوجاريك، الذي قال في تصريحات صحافية: "كجزء من جهوده المستمرة في هذا الصدد (صفقة الحبوب)، أرسل الأمين العام رسالة إلى الرئيس الروسي، يحدد فيها اقتراحا يهدف إلى مواءمة تنفيذ مزيد من مذكرة التفاهم، مع ضرورة الحفاظ على مبادرة البحر الأسود الحالية".
وأشار الناطق باسم الأمين العام إلى أن الأمم المتحدة تعلم أن روسيا تسلمت الرسالة وتقوم بدراستها، وفي الوقت نفسه، أشار إلى أن غوتيريس مستعد لإجراء اتصالات مع موسكو.
النينيو يفاقم أزمة الحبوب العالمية مهدداً محاصيل الأرز
وتزامنا مع هذه التطورات، من المتوقع أن يؤدي الطقس الأكثر دفئا وجفافا بسبب ظهور ظاهرة النينيو في وقت أبكر من المعتاد إلى إعاقة إنتاج الأرز في جميع أنحاء آسيا، ما يضر بالأمن الغذائي العالمي في عالم لا يزال يعاني من آثار الحرب في أوكرانيا، حسب ما أوردت "أسوشييتد برس".
والنينيو هي ظاهرة الاحترار الطبيعي والمؤقت والعرضي لجزء من المحيط الهادئ الذي يغير أنماط الطقس العالمي، ويؤدي تغير المناخ إلى جعلها أقوى. وقد أعلنت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي عن هذا في يونيو/حزيران، أي قبل شهر أو شهرين من موعدها المعتاد. وهذا يعطيها الوقت لتنمو، فيما يقول العلماء أن هناك احتمالا واحدا من كل 4 أن يتوسع إلى مستويات فائقة.
وهذه أخبار سيئة لمزارعي الأرز، لا سيما في آسيا حيث يُزرع ويؤكل 90% من أرز العالم، لأن ظاهرة النينيو القوية عادة ما تعني هطول أمطار أقل للمحصول المتعطش للمياه. وقد أدى عصر موجات النينيو في الماضي إلى طقس شديد القسوة، يتراوح من الجفاف إلى الفيضانات.
محلل الأبحاث في المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية عبد الله مأمون قال إن هناك بالفعل "أجراس إنذار"، مشيرا إلى ارتفاع أسعار الأرز بسبب النقص في الإنتاج. وكان متوسط سعر الأرز الأبيض المكسور بنسبة 5% في يونيو/حزيران في تايلاند أعلى بنحو 16% من متوسط العام الماضي.
وانخفضت المخزونات العالمية منذ العام الماضي، ويرجع ذلك جزئيًا إلى الفيضانات المدمرة في باكستان، وهي مصدر رئيسي للأرز.
وقد يؤدي النينيو هذا العام إلى تضخيم مشاكل أخرى للبلدان المنتجة للأرز، مثل انخفاض توفر الأسمدة بسبب الحرب وقيود بعض البلدان على تصدير الأرز. وحذر تقرير حديث صادر عن شركة الأبحاث "بي إم آي" بشأن الوضع في ميانمار وكمبوديا ونيبال بشكل خاص.