يانغ هويان.. سقوط سريع للمليارديرة الصينية بسبب ركود العقارات

16 اغسطس 2023
يانغ هويان (إنترنت)
+ الخط -

تكشف نتائج شركة التطوير العقاري "كاونتري غاردن" التي تتولى المليارديرة يانغ هويان رئاستها بعدما ورثتها عن والدها، عن خسائر ضخمة بسبب الركود العقاري.

سيكون على "كاونتري غاردن" إحدى أكبر شركات التطوير العقاري في الصين، السعي لتخفيف مديونيتها، حيث منحت ثلاثين يوما قبل الإعلان عن العجز عن السداد، الذي يمكن أن يساهم في تراجع ثروة رئيستها يانغ هويان.

لم توفر الأزمة في قطاع العقارات في الصين، أي فرصة لحماية ثروة المليارديرة يانغ هويان Yang Huiyan، التي لم تتحسن منذ عامين. وتكشف نتائج شركة التطوير العقاري "كاونتري غاردن" التي تتولى رئاستها بعدما ورثتها عن والدها، عن خسائر ضخمة تكبدتها بسبب حالة الركود الكبيرة في القطاع.

فقدت 84% من ثروتها
لاحظت وكالة بلومبيرغ، أن يانغ هويان، التي كانت تُعتبر المرأة الأكثر ثراء في آسيا، قد فقدت منذ شهر يونيو/ حزيران 2021 حوالي 84 في المائة من ثروتها الشخصية.

وقبل حوالي عام، كانت الوكالة ذاتها سجلت أن ثروة المليارديرة الشابة البالغة من العمر 42 عاما تراجعت بحوالي النصف. ويتجلى أن ثروتها تراجعت بحوالي 28.6 مليار دولار منذ شهر يونيو/ حزيران من العام قبل الماضي، كي تصل حاليا إلى 5.5 مليارات دولار، وهو أقوى انخفاض تسجله ثروة أحد أثرياء العالم خلال هذه الفترة.

وقد تبوأت بفعل ذلك المركز 475، حسب مؤشر بلومبيرغ، الذي رصد أنها فقدت يوم الثلاثاء ما قبل الماضي فقط 490 مليون دولار. تلك وضعية لم تتحسن إلى حدود اليوم، على اعتبار أن الشركة التي تملك 57 في المائة من أسهمها، حسب "فوربس"، تعاني من الأزمة التي طاولت قطاع العقارات في العملاق الآسيوي.

نجاح كبير في البداية
تولت يانغ هويان منذ خمسة عشر عاما، أمر الشركة التي أسست قبل ثلاثين عاما بغوانزو، كي تحقق نجاحا كبيرا بعد إدراجها في بورصة هونغ كونغ والحصول من تلك السوق المالية على 1.6 مليار دولار. تُعرف يانغ هويان بتكتمها، إلا أنها وجدت نفسها في الكثير من المناسبات في بؤرة الضوء، خاصة قبل خمسة أعوام عندما تأكد حصولها على الجنسية القبرصية، رغم منع الصين للجنسية المزدوجة.

ويلاحظ من اهتموا بتلك الشركة أنها لم تتمكن من سداد سندي دين بالدولار، ما يدفع البعض إلى التعبير عن الخوف من الإعلان عن العجز عن السداد، حيث تتوفر على ثلاثين يوما كي تتفادى ذلك، حسب "بلومبيرغ".

الشركة التي تؤكد أنها لم تقدر جيدا التباطؤ الذي عرفه سوق العقارات في الصين، تتوقع تكبد خسائر تتراوح بين 6.2 و7.6 مليارات دولار في النصف الأول من العام الحالي، بعدما خسرت 800 مليون دولار في العام الماضي، التي تلت أرباحا بنحو 3.5 مليارات دولار في 2021.

مديونية ثقيلة
لم تتمكن الشركة، التي ترزح تحت مديونية ثقيلة من معالجة الصعوبات التي تعاني منها في العام الحالي، ما دام سهمها هوى بنسبة 60 في المائة، في سياق أزمة عقارات مرتبطة بتشديد شروط الحصول على العقارات من قبل المستثمرين، ما أفضى إلى تعثر العديد من الشركات وتأخر حصول المشترين على مساكنهم.

ودأب المحللون منذ أكثر من عامين على التنبيه إلى أن يان هويان بدأت تترنح في ترتيب أثرياء الصين، خاصة في ظل عدم وضوح الرؤية حول مستقبل قطاع العقارات.

وستتوجب على المليارديرة الصينية الشابة تعبئة السيولة الكافية بهدف سداد الديون، إذا ما أرادت الحفاظ على الأمل في مواصلة تدبير ثروة والدها يانغ كيوكيانغ Yang Guoqiang، وهي التي درست منذ شبابها في الولايات المتحدة الأميركية، حيث حصلت على إجازة في الفنون والعلوم من جامعة ولاية أوهايو.

وقد عُرف عنها تفوقها في عالم الأعمال، غير أن إنقاذ شركتها لا يرتهن لخبرتها، بل يبقى مرتبطا بالوضعية الاقتصادية في الصين، التي تعرف ركود قطاع العقارات، بسبب سعي السلطات في العملاق الآسيوي إلى كبح مديونيته.

يتعرض قطاع العقارات المتعثر في الصين لمزيد من التشققات، بعد عامين من الصدع الكبير الذي أحدثه تخلف "إيفرغراند" عن سداد ديونها

ويتعرض قطاع العقارات المتعثر في الصين لمزيد من التشققات، بعد عامين من الصدع الكبير الذي أحدثه تخلف شركة "إيفرغراند" العملاقة عن سداد ديونها ودخولها في دوامة من الخسائر السنوية الضخمة التي توازي حجم موازنات عدة دول نامية مجتمعة.

ووفق وكالة بلومبيرغ، فإن شركة "كاونتري غاردن" العملاقة التي تتعرض لخسائر باهظة اقترحت، أول من أمس الاثنين، جدولة سداد سندات بالعملة المحلية تستحق في الثاني من سبتمبر/ أيلول المقبل، على مدار 3 سنوات.

المساهمون