وكالة الطاقة الدولية تخفض توقعاتها لنمو الطلب على النفط في 2024

15 مايو 2024
مصفاة نفط في إيران/أصفهان 8 نوفمبر 2023 (الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- وكالة الطاقة الدولية خفضت توقعاتها لنمو الطلب على النفط في 2024، مبرزة الفجوة مع توقعات "أوبك" بسبب ضعف الطلب في الدول المتقدمة وتحول نحو الوقود النظيف.
- ضعف النشاط الصناعي واعتدال الشتاء في أوروبا، وتراجع شحنات الوقود في الولايات المتحدة، أثر سلباً على الطلب، مع تعويض جزئي من الطلب القوي في دول خارج منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بقيادة الصين.
- "أوبك" متفائلة بزيادة الطلب العالمي على النفط بـ2.25 مليون برميل يوميا في 2024، مقابل توقعات أكثر تحفظاً من وكالة الطاقة الدولية، مما يعكس تحديات لتحالف أوبك+ في تمديد تخفيضات الإنتاج.

قلصت وكالة الطاقة الدولية اليوم الأربعاء توقعاتها لنمو الطلب على النفط في العام 2024، ما أدى إلى توسيع الفارق بينها وبين منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) في ما يتعلق بتوقعات الطلب العالمي على النفط هذا العام.

والفارق الواسع بين توقعات الوكالة التي تمثل الدول الصناعية وتوقعات منظمة أوبك يرسل إشارات متباينة على قوة سوق النفط خلال العام الجاري وسرعة التحول إلى الوقود النظيف عالميا على المدى البعيد. وخفضت وكالة الطاقة الدولية، ومقرها باريس، توقعاتها للنمو لهذا العام بمقدار 140 ألف برميل يوميا إلى 1.1 مليون برميل يوميا،‭‭‭‭ ‬‬‬‬وأرجعت ذلك بقدر كبير إلى ضعف الطلب في الدول المتقدمة في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

وقالت الوكالة في تقريرها الشهري عن النفط، إن توقعاتها المنخفضة للطلب على النفط في 2024 مرتبطة بضعف النشاط الصناعي واعتدال درجات الحرارة في فصل الشتاء ما يقوض استهلاك الوقود، خاصة في أوروبا حيث يؤدي انخفاض عدد السيارات التي تعمل بالوقود التقليدي إلى تقليص الاستهلاك بالفعل. وأوضحت الوكالة وفقا لوكالة رويترز، أنه "إلى جانب تراجع شحنات الوقود في الولايات المتحدة في بداية العام، كان هذا كافيا لدفع الطلب على النفط في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في الربع الأول إلى الانكماش مرة أخرى".

وأشارت إلى أن انكماش الطلب في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية عوضه إلى حد ما الطلب القوي في دول من خارج المنظمة بقيادة الصين. في المقابل، أبقت "أوبك" أمس الثلاثاء، على توقعاتها بارتفاع الطلب العالمي على النفط بمقدار 2.25 مليون برميل يوميا في العام 2024. ويمثل الفارق بين التوقعين البالغ 1.15 مليون برميل يوميا نحو 1% من الطلب العالمي.

واتسع الفارق بين تقديرات الجانبين مقارنة بمطلع العام، حينما خلص تحليل لوكالة رويترز إلى أن الفارق الذي بلغ 1.03 مليون برميل يوميا في فبراير /شباط كان الأكبر منذ عام 2008 على الأقل.

ويضيق الفارق في تقديراتهما للعام المقبل إذ تتوقع وكالة الطاقة الدولية نمو الطلب على النفط لعام 2025 إلى 1.2 مليون برميل يوميا بارتفاع طفيف عن تقديراتها السابقة. وتقدر "أوبك" نمو الطلب على النفط بمقدار 1.85 مليون برميل يوميا في العام المقبل. 

الطلب على النفط

أبدت "أوبك" أمس الثلاثاء، تفاؤلا في ما يتعلق بآفاق الاقتصاد العالمي بينما بدت وكالة الطاقة الدولية أكثر حذرا اليوم الأربعاء. وذكرت الوكالة أنه رغم تحسن توقعات الطلب العالمي منذ نهاية العام الماضي، فاستمرار وتيرة التضخم الحالية في الاقتصادات الغربية الكبرى يدفع المستثمرين إلى التراجع عن توقعاتهم تجاه خفض أسعار الفائدة من البنوك المركزية.

وتؤدي تكاليف الاقتراض عند المستويات المرتفعة القائمة منذ أشهر في الولايات المتحدة وأوروبا إلى تثبيط النمو الاقتصادي والطلب على النفط.

ومن المقرر أن تؤثر توقعات الطلب العالمي على النفط في عملية صنع القرار في تحالف أوبك+، الذي يضم "أوبك" وحلفاء بقيادة روسيا، عندما يجتمع في يونيو/ حزيران لبحث تمديد تخفيضات إنتاج النفط الطوعية إلى النصف الثاني من العام.

وتوقعت وكالة الطاقة الدولية مزيدا من الاستقرار في السوق خلال العام المقبل مع ارتفاع الإمدادات من خارج "أوبك". وتوقعت الوكالة أن تقفز إمدادات النفط العالمية بنحو 1.8 مليون برميل يوميا خلال العام المقبل حتى مع استمرار تخفيضات "أوبك+"، وذلك مقارنة بتوقعات بزيادة قدرها 580 ألف برميل يوميا خلال العام الحالي. ويرجع ذلك إلى حد كبير لقوة نمو الإنتاج من خارج "أوبك+".

وتختلف توقعات الوكالة و"أوبك" أيضا حول الطلب على المدى المتوسط والطويل.

وتتوقع وكالة الطاقة الدولية أن يصل الطلب على النفط إلى ذروته بحلول عام 2030، فيما ترى أوبك أنه سيستمر في الارتفاع خلال العقدين المقبلين، كما لم تتوقع ذروة للطلب. 

(رويترز)

المساهمون