قالت وكالة الطاقة الدولية إن العالم يقترب من "بداية النهاية" لعصر الوقود الأحفوري، موضحة أن الطلب على النفط والغاز الطبيعي والفحم سيصل إلى ذروته قبل عام 2030. وتوقعت وكالة الطاقة الدولية أن يبدأ استهلاك أنواع الوقود الأحفوري الثلاثة الرئيسية في الانخفاض هذا العقد بسبب النمو السريع للطاقة المتجددة وانتشار السيارات الكهربائية.
ونقلت صحيفة "فايننشيال تايمز" في تقرير اليوم الثلاثاء، عن رئيس وكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول، قوله في تقريرآفاق الطاقة العالمية الذي تصدره الوكالة: "إننا نشهد بداية النهاية لعصر الوقود الأحفوري وعلينا أن نعد أنفسنا للحقبة التالية". وأضاف: "يبدو أن سياسات المناخ التي تنفذ حالياً ناجحة".
وفي مقال افتتاحي بالصحيفة أشاد بيرول بـ"نقطة التحول التاريخية"، لكنه دعا صناع السياسات إلى بذل المزيد من الجهد لتسريع التحول في مجال الطاقة وخفض الانبعاثات، على الرغم من العقبات السياسية التي تحول دون إزالة الكربون.
وزادت الحكومات في جميع أنحاء العالم استثماراتها في مصادر الطاقة المتجددة استجابة لتغير المناخ وأزمة الطاقة التي أججها الغزو الروسي لأوكرانيا، لكن الكثير منها واجه ردة فعل عنيفة بسبب النفقات خلال أزمة تكلفة المعيشة. وقالت وكالة الطاقة الدولية، التي تمولها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في المقام الأول، في العام الماضي إن الطلب على الوقود الأحفوري بشكل إجمالي قد يصل إلى ذروته في عام 2030 تقريبًا.
وشدد بيرول على "التحولات الهيكلية" في الاقتصاد الصيني مع انتقاله من الصناعات الثقيلة إلى الصناعات والخدمات الأقل استهلاكًا للطاقة، قائلاً: "في السنوات العشر الماضية، شكلت الصين حوالي ثلث النمو في الطلب على الغاز الطبيعي على مستوى العالم وثلثي النمو في الطلب على النفط". وأشار إلى أن الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة النووية سوف تلتهم النمو المحتمل للفحم في الصين.
وقال رئيس وكالة الطاقة الدولية، إن صناع السياسات يجب أن يكونوا "أذكياء" للتكيف مع التحول في مجال الطاقة، وجادل بأنه يمكن تسريعه من خلال "سياسات مناخية أقوى"، على الرغم من المخاوف في العواصم الغربية بشأن معارضة الناخبين للتغير السريع في استهلاك الطاقة. وأطلقت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي برامج طموحة لدعم نمو الطاقة المتجددة، لكنها واجهت انتقادات من المعارضين السياسيين بشأن التكاليف.
وحذرت رئيسة البرلمان الأوروبي، روبرتا ميتسولا، هذا الشهر من أن سياسات المناخ في بروكسل تخاطر بدفع الناخبين نحو الأحزاب الشعبوية، بينما في المملكة المتحدة، دعمت الحكومة عمليات التنقيب الجديدة عن النفط والغاز وانتقدت توسيع منطقة الانبعاثات المنخفضة للغاية في لندن.
وقال بيرول إن مشاريع الوقود الأحفوري الجديدة الكبيرة تواجه خطر التحول إلى ما يسمى بالأصول العالقة، مع الاعتراف بأن بعض الاستثمارات في إمدادات النفط والغاز ستكون ضرورية لتعويض الانخفاض المحتمل في إنتاج الحقول الحالية. ولقد سبق أن صدرت توقعات بنضوب النفط وثبت عدم صحتها، كما أن هنالك تحذيرات من أن نقص الاستثمار في إمدادات النفط والغاز يهدد بحدوث أزمات طاقة في المستقبل. ويرى خبراء أن ثمار الطاقة المتجددة لا تزال بعيدة عن النضوج وأن حاجة العالم للنفط والغاز الطبيعي ربما ستستمر لعقود مقبلة.
واتهمت منظمة أوبك، وهي منظمة منتجي النفط، وكالة الطاقة الدولية في إبريل/نيسان بإذكاء "التقلبات" في الأسواق من خلال دعواتها لوقف الاستثمار في تطوير النفط الجديد.