ناقشت مجموعة رجال أعمال قطريين في الجزائر مشاريع استثمارية في قطاعات حيوية، كالزراعة والصناعة والسياحة، يُرتقب بدء تنفيذها قريبا، وكان قد اتُفق عليها خلال زيارة الرئيس عبد المجيد تبون إلى للدوحة في فبراير/ شباط الماضي.
واستقبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الخميس، رئيس مجلس إدارة رابطة رجال الأعمال القطريين الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني ووفداً من رجال الأعمال مرافقاً له.
وقال الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني، في تصريح صحافي، إن "الفرص المتاحة للاستثمار اليوم في الجزائر مختلفة تماما عن السابق.. هناك قانون استثمار جديد سيصدر قريبا ويوفر امتيازات كبيرة للمستثمرين، وهذا سيسمح بالتوقيع على اتفاقيات مع عدة وزارات في قطاعات الزراعة والتعليم والصناعة".
وقال المسؤول القطري إن "الرئيس الجزائري أبدى اهتمامه بأن تكون الاستثمارات خاصة في قطاعات الزراعة والسياحة والنقل، حيث إن هناك شبكة قطارات تربط شمال الجزائر بجنوبه، وتتوجه إلى دول الجوار، وهذه نظرة طموحة في الجزائر كدولة من أكبر الدول العربية والبلدان الموجودة في المنطقة، وموقعها الاستراتيجي يؤهلها لتكون دولة مهمة لدول الجوار".
وأبدى رئيس مجلس إدارة رابطة رجال الأعمال القطريين اهتماما لافتا بخطة مهمة لتطوير الموانئ، وقال: "نحن مهتمون بذلك في بلد يضم كتلة سكانية تقترب من 50 مليونا، وفيه مدن مهمة تضم كثافة سكانية كبيرة بحاجة إلى عدة خدمات".
وتأتي هذه الزيارة تنفيذا لاتفاقات وتفاهمات قطرية جزائرية جرت خلال الزيارة الأخيرة للرئيس تبون إلى قطر في فبراير/شباط الماضي، والتي أعلن فيها عن تفاهمات لتنفيذ مشاريع استثمارية قطرية، تشمل مشروع مد خطوط السكة الحديدية، وتوسيع شبكتها من الشمال إلى الجنوب الكبير، بين العاصمة ومدن الشمال، إلى تمنراست وأدرار في عمق الصحراء، على مسافة تقارب ألفي كيلومتر، وتمتد إلى خارج الوطن باتجاه دول الساحل كالنيجر.
هذا إضافة إلى استثمارات قطرية كبيرة في مجال تجديد واجهات المدن وتجديد ميناء جن جن بجيجل شرقي الجزائر، وهو المشروع الذي يهدف لجعله أحد أبرز الموانئ في أفريقيا، فضلا عن مشاريع استثمارية كبيرة في قطاع الزراعة لإنتاج الحليب واللحوم الحمراء والزيوت والسكر.
ويشمل ذلك أيضا بناء مستشفى عصري، بشراكة جزائرية قطرية ألمانية، ومشاريع سياحية تشمل تجديد الواجهة البحرية للعاصمة، وتحديث النسيج العمراني لأربع مدن جزائرية هي سكيكدة وعنابة وقسنطينة ووهران، وهي مشاريع تعهدت قطر بتقديم وضخ استثمارات بشأنها، إضافة إلى مشاريع في قطاع الزراعة.
وكلف تبون الحكومة بإنشاء لجنة تحضير ومتابعة يومية لمشاريع استثمارية ضخمة مع الشركاء في دولتي قطر والكويت، تتولى رفع العراقيل الإدارية وتوفير مناخ مرافق لتنفيذ المشاريع التي جرى الاتفاق عليها.