وزير النفط الإيراني يزور حقول الغاز على وقع تهديدات هجوم إسرائيلي

05 أكتوبر 2024
تمتلك إيران احتياطيات ضخمة من النفط والغاز، مصفاة أصفهان، أغسطس 2023 (الأناضول)
+ الخط -

قال وزير النفط الإيراني محسن باك نجاد اليوم السبت، إن بلاده غير قلقة على "أزمات يفتعلها الأعداء"، وذلك على وقع تقارير وتصريحات أميركية وإسرائيلية باحتمال شن إسرائيل هجمات على منشآت نفطية إيرانية رداً على الهجمات الصاروخية المكثفة التي شنتها إيران الثلاثاء الماضي، على قواعد عسكرية وأمنية إسرائيلية.

وأدلى باك نجاد بهذه التصريحات خلال زيارته إلى منطقة عسلوية في محافظة بوشهر الإيرانية المطلة على الخليج حيث تحتضن حقل "بارس الجنوبي" الغازي العملاق المشترك مع دولة قطر والمعروف فيها باسم حقل الشمال، مضيفاً أن زيارته إلى هذه المنطقة "عادية وجاءت لأجل مهمة عمل". ووفق بيانات شركة النفط الوطنية الإيرانية، فإنّ حجم احتياطيات إيران من الغاز الطبيعي يبلغ أكثر من 33.7 تريليون متر مكعب وحجم احتياطيات النفط الإيراني يصل إلى نحو 209 مليارات برميل.

وتحتل إيران المركز الثاني عالمياً بعد روسيا في امتلاك أكبر احتياطيات الغاز. كما أنها ثالث أكبر منتج للغاز الطبيعي في العالم بعد روسيا وقطر، غير أنه بسبب المشاكل التي تواجهها إيران، خاصة العقوبات الأميركية، ظل استخراج الغاز في إيران من احتياطياتها المؤكدة منخفضاً بشكل كبير، إذ إنّ حصة إيران من إنتاج الغاز في العام تبلغ 5% فيما حصتها من احتياطيات الغاز العالمية هي 17%، ما يعني، وفق صحيفة "اعتماد" الإيرانية، أنّ البلاد لم تتمكن بعد من استخراج 70% من احتياطياتها الغازية.

ورداً على التهديدات الإسرائيلية بضرب منشآت النفط الإيراني بعد الهجوم الصاروخي على إسرائيل، توعد نائب القائد العام للحرس الثوري الإيراني العميد علي فدوي أمس الجمعة، بأن إيران ستضرب في آن واحد جميع مصادر الطاقة ومحطاتها والمصافي وحقول الغاز في الأراضي المحتلة "إن ارتكبت إسرائيل أي خطأ" وردت على الهجمات الصاروخية الإيرانية مساء الثلاثاء الماضي، معلناً شروط طهران لوقف إطلاق النار.

وأضاف فدوي في حديث مع وكالة أنباء الطلبة الإيرانية المحافظة أن "إيران بلد واسع وكبير ولديها منشآت اقتصادية كثيرة، لكن إسرائيل لديها فقط ثلاث محطات وعدة مصاف، ونحن نستطيع ضربها جميعاً مرة واحدة". 

كما حضّ الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس الجمعة، إسرائيل على عدم استهداف منشآت النفط الإيراني رداً على هجوم صاروخي نفذته طهران ضد الدولة العبرية، مؤكداً أنه يعمل على حشد دول العالم لتفادي اندلاع حرب شاملة في الشرق الأوسط، فيما قال المرشح الجمهوري دونالد ترامب إن على إسرائيل "ضرب المنشآت النووية الإيرانية". وقال الرئيس الأميركي الذي تقترب ولايته من نهايتها: "لو كنت مكانهم، لفكرتُ ببدائل غير ضرب حقول النفط"، وذلك غداة حديثه عن إجراء "نقاشات" بشأن ضربات إسرائيلية ضد منشآت كهذه عائدة للجمهورية الإسلامية. 

الأسواق الإيرانية تترقب 

إلى ذلك، تشهد الأسواق الإيرانية هدوءاً حذراً بانتظار ما ستؤول إليه التوترات الحالية في ظل التهديدات الإسرائيلية بمهاجمة إيران ووعيد الأخيرة برد "أكثر تدميراً" اذا ما تعرضت لأي هجوم إسرائيلي. وتترقب الأسواق والتجار الإيرانيون الهجوم الإسرائيلي المحتمل وحجمه ونطاقه.

وشهد سوق العملات الأجنبية في إيران تذبذبات خلال الأيام الأخيرة منذ الثلاثاء الماضي عندما شن الحرس الثوري الإيراني هجماته الصاروخية على الاحتلال الإسرائيلي، فبدأ سعر صرف الدولار الأميركي في ارتفاع حيث وصل في تعاملات اليوم السبت إلى نحو 630 ألف ريال، أي بفارق نحو 40 ألف ريال بالمقارنة مع قبل الهجمات.

كما كانت البورصة الإيرانية ثاني سوق إيراني تأثر بالتصعيد الراهن، لتواصل اليوم السبت أيضاً نزيفها المستمر منذ ستة أيام، وسط مخاوف مستمرة من تدهور الأوضاع وغياب أفق لتحسن المؤشرات الاقتصادية. واختتمت بورصة طهران، أمس، معاملاتها بخسارة 8123 نقطة.

إلى ذلك، كلف الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، وزير الاقتصاد عبد الناصر همتي ومحافظ البنك المركزي، محمد رضا فرزين، بمراقبة الأسواق ومتابعة أوضاعها عن كثب في ظل الظروف الراهنة. كذلك، ذكر موقع خبر أونلاين الإيراني أن البنك المركزي الإيراني بصدد تدخل كبير في سوق العملات لدعم الريال الإيراني في مواجهة الدولار الأميركي ومنع ارتفاع سعر الصرف.