حذر وزير المالية القطري علي الكواري، في تصريح لـ"رويترز"، من أن حرب غزة ستلحق ضررا باقتصادات الشرق الأوسط في حال لم تتوقف، معتبراً أن الوضع بحاجة ماسة إلى حل غير عسكري.
وقال الوزير، على هامش منتدى دافوس العالمي، إن "الحل هو في الحقيقة البحث عن حل دائم للقضية الرئيسية في الشرق الأوسط وهي المشكلة الفلسطينية.. هذا لا يمكن حله بالعمل العسكري".
وأضاف أنه "إذا تركتم هذه المشكلات على المدى الطويل من دون حل، فسنمر دائما بدورات من العنف ودوامات من الاضطرابات، والتي ستؤدي دائما إلى إبطاء المنطقة".
وقطر أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال، وهي أيضا من أكبر المستثمرين في العالم من خلال صندوق الثروة السيادي التابع لجهاز قطر للاستثمار، وتقييمها للمخاطر له آثار على استثماراتها.
وقال الكواري في مقابلة إن قطر ستحقق فائضا ماليا مرة أخرى هذا العام، وإن كان أقل، لأنها توقعت سعرا متحفظا للغاية للنفط عند 60 دولارا للبرميل. وسيكون الفائض أكبر إذا ظلت الأسعار عند المستويات الحالية البالغة 78 دولارا.
ويتوقع الكواري أن تسجل قطر فائضا ماليا رغم الانخفاض المتوقع في الإيرادات بنسبة 11% وارتفاع النفقات بنسبة 1%.
وقال: "نود دائما أن نتخذ وجهة نظر متحفظة بشأن سعر النفط عندما يتعلق الأمر بحساب الإيرادات"، مشيرا إلى أن أي فائض يجرى تقسيمه بين سداد ديون الدولة واحتياطيات البنك المركزي وجهاز قطر للاستثمار.
وشهدت قطر إيرادات قياسية من صادرات الغاز في عام 2022، عندما ارتفعت الأسعار العالمية بعد غزو روسيا لأوكرانيا. ويقدر "معهد الثروة السيادية" أن قطر زادت أصولها الخاضعة للإدارة إلى 475 مليار دولار خلال السنوات الماضية.
وردا على سؤال عما إذا كان جهاز قطر للاستثمار يستطيع زيادة هذا المبلغ إلى تريليون دولار، قال الكواري إن مهمة الصندوق هي تنمية الأصول، مضيفا: "تريليون، تريليونان، وحتى ثلاثة تريليونات أفضل من واحد".
وأضاف أن جهاز قطر للاستثمار يتطلع إلى الاستثمار في شركات الذكاء الاصطناعي إلى جانب التكنولوجيا والبنية التحتية والأدوية، وخاصة الطب الحيوي.
وعلى الرغم من خفض حصته في "بنك باركليز" البريطاني الشهر الماضي، فإن جهاز قطر للاستثمار لا يزال متفائلاً بشأن اقتصاد المملكة المتحدة، الذي وصفه الكواري بأنه "قوي ومرن".
وتعتزم قطر إطلاق أول سنداتها الخضراء السيادية "قريبا جدا"، والتي قال الكواري إنها ستكون أول إصدار للدين الخارجي في 4 سنوات. وقال: "لسنا متعطشين للحصول على المال. الهدف فقط هو الإدلاء ببيان. السوق متعطشة للإصدار، وقد اتصل بنا العديد من المستثمرين".
وقطر، التي استضافت بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، تحاول تنويع اقتصادها بعيدا عن النفط والغاز مع جذب الاستثمارات الأجنبية. واعتبر الكواري أن كأس العالم لا يزال لها تأثير إيجابي على الدولة، حيث ارتفع عدد الزوار إلى 4 ملايين عام 2023، بعدما تجاوز 2.3 مليون في عام 2022 خلال البطولة.
(رويترز، العربي الجديد)
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
