قال وزير المالية القطري، علي بن أحمد الكواري، إن العالم يشهد نقصاً في إمدادات الغاز والتي تحتاج إلى سنوات لزيادة رفع مستوياتها، مشيراً إلى أن دولة قطر ترتبط بعقود طويلة الأجل وأن رفع قدراتها الإنتاجية بنحو 60% يحتاج إلى أربع أو خمس سنوات.
وشدد على ضرورة أن تكون أسعار الطاقة عادلة لكل من المنتجين والمستهلكين.
وأضاف الكواري، في جلسة "الأزمات الاقتصادية وتنسيق الجهود العالمية من أجل التعافي: نحو تعددية شاملة" التي عقدها منتدى الدوحة اليوم الأحد: "نحتاج إلى أسعار مستقرة وعادلة يمكن أن يدعمها المورد والمشتري. هذا يصب في مصلحتنا على الأمد الطويل".
وبشأن الأزمة الحالية والحرب الروسية على أوكرانيا أشار الكواري إلى أن الحل يكمن في إنهاء الأزمة من خلال الحلول السلمية، لافتاً إلى أن كل الجهود يجب أن تصب في هذا الإطار.
ونبه الوزير القطري إلى أن وضع المزيد من الضغوط والعقوبات على روسيا يجب أن يأخذ في عين الاعتبار الأهداف والغايات التي فرضت من أجلها، وهو تحقيق السلام والذي يمكن تحقيقه من خلال لعب دور الوساطة وتقريب وجهات النظر، قائلاً "هذا ما تريد أن تفعله قطر، وهو تيسير الحلول السلمية".
International organizations can help a nation navigate a crisis, but the onus remains on the country to achieve stability through collective action. H.E. Ali bin Ahmed Al-Kuwari, Minister of Finance and Former Minister of Commerce and Industry, at the #DohaForum. @MoF_Qatar pic.twitter.com/PLncl10alM
— Doha Forum (@DohaForum) March 27, 2022
أزمات عالمية متتالية
وتحدثت في الجلسة المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا، لافتة إلى أن التعددية الشاملة هي المنهج لتعامل مع الأزمات، مشيرة إلى الصدمة التي تعرض لها العالم الذي لا يزال يتعافى من انعكاسات كورونا، جراء الحرب في أوكرانيا والتي عصفت بمختلف التوقعات الاقتصادية، إذ كان العالم يأمل في خفض نسب التضخم وزيادة النمو، ليجد نفسه أمام وضعية معاكسة تماماً.
Civil unrest can arise in one place, but it will not stay isolated, it will spread. As the international community, we need coordinated action. says Kristalina Georgieva, Managing Director of the International Monetary Fund, at the #DohaForum. @KGeorgieva @IMFNews pic.twitter.com/fqxsiiaWxm
— Doha Forum (@DohaForum) March 27, 2022
وقالت جورجيفا إن التوترات الجيوسياسية تخلق ضغطاً كبيراً على جهود التعافي، لذلك من المهم عدم التغافل عن الفئة التي ستدفع الثمن وهم الفقراء، مشيرة إلى أن العقوبات هي المنهجية الصحيحة.
وأكدت أن العالم سيدفع ثمن هذه الحرب، خاصة في ظل التدفقات الكبيرة للمهاجرين الأوكرانيين، إذ بلغ عدد النازحين من أوكرانيا 3 ملايين شخص، لذلك يجب أن تنتهي هذه الحرب.
وأشار إلى أن الهيئة تركز على خلق الوظائف، وتساهم في تنويع الاقتصاد القطري بعيداً عن الاقتصاد القائم على النفط والغاز.
في هذا الإطار، أوضح أن مساهمات قطاع المعلومات والاتصالات في الناتج الإجمالي القطري تضاعف ليصل إلى نحو 5%، موضحاً أن قطر بدأت بجني فوائد ومزايا تنويع الاستثمار، بعد إحداث نقلة نوعية وخاصة في قطاع اللوجيستك وغيره نظراً للموقع الاستراتيجي لقطر بين الشرق والغرب، وما يتوفر من البنية التحتية كمطار حمد الدولي، وميناء حمد الذي يضم أسطولاً كبيراً من الحاويات البحرية، إضافة إلى التكنولوجيا الزراعية التي تتفق مع مفهوم التعافي.
ولفت إلى أن رواد الأعمال أصحاب المشاريع الصغيرة أصبحوا ظاهرة عالمية، تدفع قدماً في الاستثمار المباشر، ثم أضاف: "خلال المراحل الأولى من الاستثمار لدينا 3 مليارات دولار قيمة مشاريع ريادة الأعمال ونتوقع الزيادة مستقبلاً".