حذر وزير الطاقة السعودي من الأزمة التي تضرب أسواق العالم حالياً، مشيراً إلى أنها قد تكون أسوأ أزمة للطاقة، ومحذراً من تبعات استخدام بعض الدول احتياطيات النفط لديها للتأثير في الأسعار.
وفي كلمته التي ألقاها أمام مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار في الرياض يوم الثلاثاء، قال وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان إن شركة أرامكو السعودية كانت تزود أوروبا العام الماضي بنحو 490 ألف برميل، لكن الكمية بلغت في سبتمبر/أيلول الماضي 950 ألف برميل.
ونقلت وكالة "رويترز" عن الوزير السعودي إشارته إلى أن بعض الدول تستخدم مخزوناتها من الاحتياطي النفطي الاستراتيجي كورقة للتلاعب بالأسواق، في حين أن الغرض الأساسي منها هو تخفيف أي نقص في الإمدادات، مضيفاً: "من واجبي أن أوضح أن خسارة مخزونات الطوارئ قد تكون مؤلمة في الأشهر المقبلة".
وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن الأسبوع الماضي خطة لبيع ما بقي من كميات سُحبَت من الاحتياطي النفطي الاستراتيجي في البلاد خلال شهر ديسمبر، والبدء بتجديد المخزون عند انخفاض السعر تحت مستوى 80 دولاراً للبرميل، في إطار مساعيه لخفض أسعار البنزين المرتفعة قبل انتخابات التجديد النصفي للكونغرس في الثامن من نوفمبر/ تشرين الثاني القادم.
وعلى نحو متصل، نقلت رويترز عن وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح، قوله إن السعودية والولايات المتحدة ستتجاوزان خلافاتهما "غير المبررة" بشأن إمدادات النفط، مسلطاً الأضواء على العلاقات طويلة الأمد على مستوى الشركات والمؤسسات في البلدين.
وتشير كلمات الوزير السعودي إلى قرار تحالف أوبك+ بقيادة السعودية هذا الشهر، بخفض المعدل المستهدف لإنتاج النفط، الذي سبّب إطلاق شرارة حرب كلامية بين البيت الأبيض والرياض قبل انعقاد مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار في السعودية، الذي جذب مرة أخرى مشاركة كبار المسؤولين التنفيذيين للشركات الأميركية.
وأضاف الفالح: "إذا نظرت إلى العلاقات على المستوى الشعبي وعلى مستوى المؤسسات والتعليم، فإنك ستجد مؤسساتنا تعمل معاً بشكل وثيق، ونحن سنتجاوز هذا الخلاف الأخير الذي أعتقد أنه غير مبرر".
وبينما أشار إلى أن السعودية والولايات المتحدة "حليفتان وثيقتان" على المدى الطويل، شدد كذلك على أن المملكة على علاقة "قوية للغاية" مع شركائها الآسيويين، بما في ذلك الصين، باعتبارها أكبر مستورد للهيدروكربونات من السعودية.
ومثلما حدث في السنوات السابقة، شهد منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار الذي يستمر ثلاثة أيام وافتتح يوم الثلاثاء مشاركة كبيرة من كبار مسؤولي الشركات الأميركية المدرجة في وول ستريت، بالإضافة إلى الصناعات الأخرى التي لها مصالح استراتيجية في السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم.
(رويترز، العربي الجديد)