وزير الصحة اللبناني: أزمة الدواء على طريق الحل

20 اغسطس 2021
اعتمادات بقيمة 100 مليون دولار تفتح الباب إمام استيراد الدواء من الخارج (حسين بيضون)
+ الخط -

أعلن وزير الصحة اللبناني في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن أن "أزمة الدواء على طريق الحلّ، وسنكون بتوجيهات من الرئيس ميشال عون ابتداءً من يوم الاثنين المقبل على الأرض، بعدما أصبحت هناك تحويلات وموافقات قيمتها تقريباً 100 مليون دولار، ما يستوجب من الشركات المستوردة أن تبادر إلى استيراد الدواء".

وشدد حسن على أن "كل دواء سيفقد من السوق، من واجبنا في وزارة الصحة العامة، لا بل من مسؤوليتنا، أن نؤمن البديل له"، داعياً الشركات إلى "تحمّل مسؤولياتها والبدء باستيراد الدواء خلال الأيام المقبلة، لا أن تخلق حججاً لنا كي نفتح المزيد من الأذونات الطارئة".

من جهة ثانية، أوضح حسن في تصريحٍ وزّع مضمونه إعلام الرئاسة اللبنانية بعد الاجتماع الذي عقده وزير الصحة مع الرئيس ميشال عون، اليوم الجمعة، أنه "بالنسبة إلى أدوية الأمراض المزمنة، فإنّ الأمر متعلّق بالتحويلات المالية لمصرف لبنان، الذي من خلال الاستراتيجية الجديدة التي وضعها وتخفيضه الدعم إلى 50 مليون دولار دفعنا لوضع أولوياتنا، وقد جهزنا اللوائح ذات الصلة، وقدمناها إلى المصرف، وفي الأسبوع المنصرم، حوّل مصرف لبنان ما يلزم وأعطى موافقاته، ويجب خلال أيام معدودة أن تبدأ هذه الأدوية بالتوفر".

وشكّلت الأزمة الاقتصادية وانقطاع الدولار في السوق المحلي عائقاً أمام المواطنين في الوصول إلى الادوية التي يحتاجونها بمختلف أصنافها وأنواعها والأمراض المرتبطة بها، وبات اللبنانيون يعتمدون على المغتربين لإحضار الأدوية التي يجب تناولها بانتظام، خصوصاً المزمنة، وقد ظهر الكثير من المبادرات الفردية التي هدفت إلى تأمين الأدوية من الخارج لكل مريض ضمن آلية تواصل معينة.

واستغل الكثير من أصحاب الصيدليات والتجار الأزمة، حيث إنّ هناك الكثير من الأدوية المفقودة من السوق يمكن إيجادها في بعض المستشفيات التي عمدت إلى تخزينها سابقاً وحرمان المريض منها، وبدأت اليوم تبيعها بأسعار مرتفعة جداً، أحياناً 4 أضعاف، مستفيدةً في الوقت نفسه من غياب الرقابة المشددة والموسّعة.

وكحال محطات المحروقات، تعمد الصيدليات إلى اقفال أبوابها باكراً لشح الأدوية لديها، كما تشهد طوابير مواطنين من كلّ مكان يبحثون عن أدويتهم، في حين أن أصحاب بعض الصيدليات أغلق نهائياً ريثما يتوفر الدواء، وتخوفاً من الحوادث الأمنية والسرقات التي تتزايد في لبنان في الفترة الأخيرة.

ويفقد المواطن اللبناني الثقة بالمعنيين، وكذلك بوزارة الصحة التي سبق أن خرجت أكثر من مرة بموقف مماثل حول حلول مرتقبة لأزمة انقطاع الأدوية، كما زادت الأسعار أضعافاً بعد رفع الدعم عن قسم كبير من الأدوية، ومع ذلك، ساءت الأوضاع أكثر وتفاقمت المشكلة لحدّ الكارثة الصحية، وما يزال الاحتكار قائماً، والتخزين والتهريب من أسياد المشهد اللبناني.

أزمة الدواء في لبنان حسين بيضون

من ناحية أخرى، أكد حسن أن "وزارة الصحة حصلت على موافقة استثنائية من رئيس الجمهورية لإطلاق عملية التعاقد مع المختصين في المستشفى التركي، بعد تذليل كافة العقبات اللوجستية والبيروقراطية والإدارية، وقد تم نقل المستشفى إلى ملاك وزارة الصحة العامة، وأصبح بالإمكان قريباً، وبعد التعاقد، من افتتاحه وإطلاق الأعمال فيه ليكون جاهزاً لخدمة المواطنين".

كذلك، وقّع الرئيس عون موافقة استثنائية بخصوص الهبة الكويتية الخاصة التي تأمنت من الصندوق الكويتي للتنمية لإنشاء مستشفيين، واحد في عكار- أكروم شمالاً وآخر في حربتا في البقاع الشمالي، إضافة إلى استكمال مستشفى دير القمر الحكومي، وذلك وفق ما أعلن الوزير حسن بعد الاجتماع الذي خصص للبحث في الواقع الصحي في البلاد وأوضاع المستشفيات الحكومية.

ولفت حسن إلى أن "تجهيز المستشفيات الحكومية في ظل هذه الأزمة هو أيضاً هدف نسعى إلى تحقيقه عبر القروض المتوفرة، حيث خصصنا 30 مليون دولار من البنك الإسلامي لتجهيز المستشفيات الحكومية بالتنسيق مع مجلس الإنماء والإعمار، وقد تلقينا رسالة من أجل تحضير الأماكن لوجستياً لاستقبال الأجهزة خلال فترة وجيزة".

وأضاف "تمكنا أيضاً من تخصيص 25 مليون دولار من البنك الدولي كتمويل إضافي لاستكمال تجهيزات وأقسام حديثة في المستشفيات الحكومية، ضمن خطة الخريطة الصحية الاستشفائية التي قامت بها وزارة الصحة العامة".

وعلى صعيد الأزمة التي يمرّ بها القطاع الصحي، نُظِّمت اليوم وقفة تضامنية مع مرضى السرطان في نقابة الأطباء في بيروت، حيث جرى التداول في أزمة انقطاع الأدوية وخصوصاً المرتبطة بعلاج السرطان.

وكرّر نقيب الأطباء شرف أبو شرف تحذيراته من خطورة انقطاع الأدوية على صحة المريض، ولا سيما على صعيد الأمراض المزمنة، وناشد المعنيين إيجاد حل سريع للأزمة متوجهاً للخارج أيضاً بمساعدة القطاع الذي يعاني من أسوأ أزمة في تاريخه.

كذلك، نبّه من ارتدادات أزمة المحروقات على الطاقم الطبي والتمريضي والاستشفائي، داعياً المعنيين إلى تأمين الحاجة من البنزين والمازوت للعاملين في القطاع وضمن الصفوف الأمامية حتى يواصلوا عملهم بالطريقة المطلوبة.

المساهمون