وثائق أوبر: سياسيون ساهموا في دخول الشركة دولاً عربية

12 يوليو 2022
تنوعت الأساليب التي استخدمتها أوبر خلال سنوات توسعها الأولى (فرانس برس)
+ الخط -

كشفت "وثائق أوبر" أن الوسائل التي اتبعتها الشركة لاختراق أسواق بعينها عبر إنفاق مئات الآلاف من الدولارات لم تتعلق فقط بسياسيين غربيين، على غرار الرئيس الفرنسي الحالي إيمانويل ماكرون عندما كان وزيرا للاقتصاد، بل امتدت أيضا إلى علاقات مع مسؤولين ونافذين في دول عربية.
ووفقا للوثائق التي نشرها الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين بالتعاون مع عشرات الصحف والمواقع العالمية، فقد تودّدت المجموعة للمستهلكين والسائقين ووجدت حلفاء لها في دوائر السلطة في دول مختلفة.

وتنوعت هذه الأساليب التي استخدمتها أوبر خلال سنوات توسعها الأولى، وفقا للوثائق المنشورة بين تقديم أسهم في الشركة هدايا لسياسيين أو ممارسة الضغط عليهم، أو دفع أموال لباحثين لترويج نموذجها الاقتصادي.
وأشارت الوثائق إلى إنفاق مئات الآلاف من الدولارات على المستشارين وجماعات الضغط في دول مثل الإمارات ومصر وغانا وكينيا والأردن ونيجيريا.
ففي مصر، اتخذت أوبر رجل الأعمال محمد شفيق جبر جسرا للتواصل مع المسؤولين لإقناعهم بدخول السوق المصري رغم اعتراضات سائقي التاكسي، وهو ما تم فعلا عام 2014، وهو العام الأول لوصول الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى السلطة في مصر.
ونقلت وسائل الإعلام عن ديفيد بلوف، عضو مجلس إدارة الشركة، على هامش ندوة لغرفة التجارة الأميركية التي يقودها جبر، عام 2016، أنه طلب من السلطات المصرية أن تمنح تسهيلات أكثر للمستثمرين حتى يمكنهم النهوض بالسوق المصري، مؤكدا أن السوق بالقاهرة ناجح تماما.
واستضافت قنوات شهيرة بلوف خلال زيارته القاهرة، ومن بينها "سي بي سي" في برنامج هنا العاصمة الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي ذات العلاقات القوية وزوجها الإعلامي عمرو أديب مع النظام الحاكم. ووفقا للوثائق، فإن بلوف عقد اجتماعات ناجحة مع وزير الاستثمار والنقل وقتها.
وكان السيسي قد التقى عام 2018 بالرئيس التنفيذي للشركة دارا خسروشاهي، الذي تولى المنصب خلفا للمؤسس والرئيس السابق ترافيس كالانيك، الذي ركزت الوثائق على فترة رئاسته.
وتعددت اللقاءات بين السيسي وخسروشاهي بعد ذلك، وترتب عليها في النهاية منح ترخيص كامل لأوبر للعمل في مصر عام 2020، وفي قطاعات عدة وليس سيارات الأجرة فقط.
لم تقتصر زيارة بلوف على مصر فقط، بل قام خلال نفس الجولة بزيارة السعودية والإمارات، وعقد اجتماعات مع المسؤولين في تلك الدول حول عمل أوبر فيها.
أما في الإمارات، فقد حاولت الوصول إلى حاكم دبي ورئيس الوزراء الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وذلك عبر محاولات لعقد اجتماعات أولا بين قياداتها والوزير محمد عبد الله القرقاوي.

وقالت جوان كوبا، المتخصصة في السياسة العامة في أوبر، في رسالة بالبريد الإلكتروني في الوثائق المسربة، إنه في الإمارات لجأت الشركة إلى بلوف "لتلطيف صورة أوبر".
وفي السعودية، قامت شركة أوبر بجهود تسويق عبر الوزير توفيق الربيعة الذي كان وزيرا للتجارة والصناعة ثم للصحة وحاليا للحج والعمرة. وفي لبنان، قامت أوبر بحملة طرق أبواب واسعة على سياسيين ومسؤولين نافذين من كل الاتجاهات السياسية.

المساهمون