تتجه الولايات المتحدة نحو تصعيد وتيرة الحظر الاقتصادي ضد روسيا. وذكرت وكالة بلومبيرغ يوم الخميس أن البيت الأبيض يفكر في فرض حظر كامل على صادرات الألومنيوم الروسي.
وقال أشخاص مطلعون على الأمر، حسب الوكالة الأميركية، إن البيت الأبيض يراجع ثلاثة خيارات بشان الحظر وهي: الحظر التام، وتوسيع التعريفات الجمركية إلى مستويات من شأنها أن تفرض حظراً فعالاً على صادرات الألومنيوم الروسي، أو معاقبة أكبر منتج للمعادن في روسيا، وهو شركة يونايتد روسال إنترناشونال.
ومهما كان المسار الذي يتخذه البيت الأبيض ضد روسيا، فقد تكون له عواقب وخيمة على أسواق المعادن العالمية. ويرى محللون أن حظر الألومنيوم الروسي سيجبر شركات في الولايات المتحدة وأوروبا على البحث عن أماكن أخرى للحصول على الألومنيوم أو اللجوء إلى استخدام معدن بديل.
وحسب بلومبيرغ قفزت أسعار الألومنيوم في بورصة لندن للمعادن بنسبة 7% يوم الخميس على خلفية الإعلان عن مقترح حظر الألومنيوم. وتعد روسيا ثاني أكبر منتج للألومنيوم في العالم بعد الصين.
وتظهر بيانات بلومبيرغ أن روسيا تزود الولايات المتحدة بنحو 10% من وارداتها من الألومنيوم. كما أظهرت البيانات كذلك أن روسيا كانت ثالث أكبر مصدر للولايات المتحدة من معدن الألومنيوم في أغسطس/آب.
ولاحظ موقع "زيرو هيدج" الأميركي المتخصص في البيانات المالية الأسبوع الماضي، أن بورصة لندن للمعادن تدرس خططاً لحظر محتمل على إمدادات المعادن الروسية.
وأرسلت شركة " الكوا كورب" الأميركية، أكبر منتج للألومنيوم في الولايات المتحدة، خطاباً إلى بورصة لندن للمعادن يشير إلى إمكانية أن يقود الحظر إلى سعي روسيا إلى إغراق الأسواق العالمية استباقاً للحظر وخفض الأسعار.
وارتفع سعر سهم شركة "الكوا كورب" أكثر من 8%، كما قفزت أسعار أسهم شركات الألومونيوم الأخرى.
وأوقفت إدارة بايدن فرض عقوبات على الألومنيوم الروسي في الشهور الماضية خوفًا على الأسواق العالمية، ولكن الآن غيرت موقفها بسبب زيادة اشتعال الحرب المستمرة منذ ثمانية أشهر، وبلا نهاية تلوح في الأفق.
وفي الوقت نفسه، أدت العقوبات الأميركية والأوروبية ضد روسيا للحد من تدفق الطاقة إلى الأسواق العالمية إلى نتائج عكسية. وقالت المصادر إن المناقشات رفيعة المستوى بشأن حظر الألومنيوم الروسي مستمرة منذ أسابيع.
من جانبه، يقول "كابيتال. كوم"، تراجعت أسعار الألومنيوم بنحو 40% من مستوياتها القياسية خلال الأسبوع الحالي، متأثرة بضعف آفاق النمو الاقتصادي العالمي وارتفاع الدولار على خلفية دورات التشديد النقدي التي شوهدت في جميع أنحاء العالم.
ويتم تداول أسعار الألومنيوم في الأسواق الفورية حاليًا بالقرب من 2275 دولارًا للطن، وهو أدنى مستوى له منذ أكثر من 17 شهرًا، بعد أن شهدت الأسعار خسائر شهرية بسبب تراجع النمو الاقتصادي في الصين. وتراجعت الأسعار منذ أن بلغت أعلى مستوياتها على الإطلاق أكثر من 4000 دولار للطن في مارس/آذار الماضي.