هل انتهى عهد أسعار الفائدة المرتفعة؟

18 ديسمبر 2023
بورصة وول ستريت تبدأ الاستعداد لأعياد الكريسماس (getty)
+ الخط -

أدى الارتفاع الذي شهدته أسواق السندات العالمية هذا الأسبوع إلى خطأ افتراض المستثمرين الذي دام شهوراً بأن أسعار الفائدة في الولايات المتحدة وأماكن أخرى ستظل أعلى لفترة أطول، حسب تقرير بصحيفة "فاينانشال تايمز"، أمس الأحد.

وانخفض العائد القياسي لسندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات، والذي يُنظر إليه على أنه مؤشر لتكاليف الاقتراض في جميع أنحاء العالم، إلى أقل من 4 في المائة للمرة الأولى منذ أغسطس/آب.

كما انخفض العائد الحساس للسياسة النقدية مدة عامين، والذي يتتبع من كثب توقعات أسعار الفائدة، إلى أدنى مستوى له منذ مايو/ أيار.

وشهدت أسواق السندات الحكومية الأخرى تحولاً كبيراً في الأيام الأخيرة، مع انخفاض عائد السندات الألمانية لأجل 10 سنوات إلى أدنى مستوى له في تسعة أشهر مع ارتفاع سعره.

وجاءت التحركات الحادة بعد أن أعطى مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) أوضح إشارة حتى الآن إلى أنه لن يرفع تكاليف الاقتراض مرة أخرى، وأشار إلى أنه يتوقع تخفيضات بمقدار ربع نقطة مئوية في عام 2024.

وأشار رئيس مجلس الاحتياط الفيدرالي، جيروم باول، إلى أن سعر الفائدة القياسي "من المرجح أن يكون عند هذا المستوى أو قريباً من ذلك".

من جانبها، قالت كبيرة استراتيجيي الأسواق العالمية في شركة إنفيسكو، كريستينا هوبر: "الارتفاع لفترة أطول هو أمر غير وارد".

وحتى أوائل نوفمبر/ تشرين الثاني، كانت الأسواق تستعد لفترة طويلة من ارتفاع تكاليف الاقتراض، مع استمرار البنوك المركزية في معركتها، لترويض التضخم عبر زيادة سعر الفائدة.

وفي الأسابيع الأخيرة، ساعدت علامات تباطؤ الاقتصاد وبيانات نمو الأسعار الضعيفة على تخفيف هذه المخاوف، مما أدى إلى رفع أسواق السندات والأسهم.

لكن توقعات مجلس الاحتياط الفيدرالي التي جرت مراقبتها من كثب يوم الأربعاء، اعتبرها الكثيرون الإشارة الأكثر رسمية حتى الآن إلى أن "الارتفاع لفترة أطول لأسعار الفائدة" قد انتهى.

وبحلول يوم الجمعة، كانت الأسواق تعكس توقعات المستثمرين بشأن تخفيضات أسعار الفائدة الأميركية 6 مرات في عام 2024، بدءاً من مارس/ آذار.

ومن شأن هذه التوقعات أن تخفض تكاليف الاقتراض في أكبر اقتصاد في العالم من النطاق الحالي الذي يتراوح بين 5.25 إلى 5.5 في المائة إلى نحو 3.9 في المائة.

وقال بوب ميشيل، كبير مسؤولي الاستثمار ورئيس مجموعة الدخل الثابت والعملات والسلع العالمية في مصرف "جي بي مورغان"، لإدارة الأصول: "إن المحور الحذر من مجلس الاحتياط الفيدرالي هو إشارة مسبقة بأقصى سرعة لسوق السندات".

وفي حين قال رئيس مجلس الاحتياط الفيدرالي في نيويورك، جون ويليامز، يوم الجمعة، إن الحديث عن تخفيضات أسعار الفائدة في شهر مارس/ آذار "سابق لأوانه"، إلا أن تحذيره لم يكن كافياً لوقف الارتفاع.

واستمر هذا الحديث المتفائل أيضاً في أوروبا والمملكة المتحدة، حيث كان التضخم أكثر عناداً بكثير مما هو عليه في الولايات المتحدة، حتى مع معارضة رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاغارد، ومحافظ بنك إنكلترا، أندرو بيلي، لاحتمال التخفيضات الوشيكة في أسعار الفائدة.

كما أدت معنويات المستثمرين المزدهرة إلى رفع أسواق الأسهم هذا الأسبوع، إذ أنهى مؤشر S&P 500 في "وول ستريت" أسبوعه السابع على التوالي من المكاسب، ويقترب من مستوى قياسي جديد.

المساهمون