هذه أسباب خسائر شركات النفط خلال عام 2020

11 فبراير 2021
أعلنت أكبر 5 شركات خسائر صافية تراكمية بلغت 77 مليار دولار لعام 2020 (Getty)
+ الخط -

تواجه شركات النفط الكبرى تحديات متزايدة إذ عانت من الضغوط من أجل التصدي لتغير المناخ وتعرضت لصدمة تاريخية مع أزمة وباء كوفيد-19 التي كبدتها خسائر تاريخية في 2020.

وأعلنت أكبر 5 شركات خاصة في العالم، هي "بي.بي" و"شيفرون" و"شل" و"توتال"، خسائر صافية تراكمية بلغت 77 مليار دولار لعام 2020، عند نشر نتائجها. وذلك بدون احتساب 5.5 مليارات دولار خسرها العملاق النرويجي أكينور.

وقال بن فان بيردن المدير العام لشركة شل "كان عام 2020 استثنائيا"، فيما قال مدير عام شركة توتال باتريك بويانيه "سنتذكر جميعا عام 2020 باعتباره عاما مفصليا جلب تحديات غير متوقعة وأدى إلى تغييرات كبرى".

والشركات الكبرى سجلت خسائر بالطبع السنة الماضية لكنها تضررت أيضا بفعل أزمة هبوط أسعار المحروقات.

وأدى وباء كوفيد-19 الى خفض الطلب بشكل كبير عبر توقف الأنشطة الاقتصادية لقطاعات بأكملها مثل النقل الجوي. وخلال هذه الفترة، تأخرت الدول المنتجة في تعديل عرضها. وهذا أدى إلى هبوط الأسعار التي كانت سلبية لفترة قصيرة في الربيع الماضي.

تضاف هذه الأزمة الى التساؤلات حول نموذج شركات النفط التي تتعرض لضغوط متزايدة لبذل جهود أكثر في مجال مكافحة التغير المناخي.

وقالت وكالة التصنيف الائتماني ستاندرد أند بورز في نهاية يناير/ كانون الثاني إن "تحول الطاقة وهشاشة الأسعار وانخفاض الربحية تزيد من مخاطر منتجي النفط والغاز". وتستعد لخفض علامات تصنيف كل من "شيفرون" و"اكسون موبيل" و"رويال داتش شل" و"توتال" والصينية "سنوك".

تزايد الضغوط

وأكدت الوكالة الدولية للطاقة هذا الاتجاه في تقرير نشر الخميس، معتبرة أن إعادة التوازن الى السوق النفطية "تبقى هشة" في مطلع السنة في مواجهة انتشار النسخ المتحورة من الفيروس لكنها تبقى متفائلة بالنسبة للعام 2021.

وقالت الوكالة في تقريرها الشهري "إعادة التوازن إلى السوق النفطية تبقى هشة في مطلع العام 2021 فيما تلقي إجراءات احتواء انتشار كوفيد-19 مع نسخه المتحورة الأكثر عدوى، بثقلها بقوة على استئناف الطلب على النفط العالمي على المدى القصير".

لكن السوق تشجعت في الآونة الأخيرة بآفاق اقتصادية أكثر إيجابية للنصف الثاني من العام، مع مراجعة صندوق النقد الدولي في نهاية كانون الثاني/يناير آفاقه للنمو العالمي هذه السنة الى 5.5% مقابل 5.2% سابقا.

يقول ديفيد إلمس الأستاذ في "كلية وورويك للأعمال" إن شركات النفط "تقف على أرض خطرة بشكل متزايد، حيث تتحد تأثيرات تغير المناخ مع أحداث أخرى مثل وباء كوفيد-19"، مضيفاً أن "الضغط يتزايد عليهم من أجل التنويع".

تحاول المجموعات الأوروبية بشكل خاص الاتجاه نحو تحويل الطاقة عبر الاستثمار بشكل متزايد في الكهرباء من مصادر طاقة متجددة. وهذه الدينامية تتناقض مع برامج الادخار والتخلي عن مشاريع في مجال المحروقات.

من أجل الابتعاد عن النفط، ستطلق توتال رمزيا على نفسها اسم "توتال إنرجيز" لكي تعكس أنشطتها التي باتت "متعددة الطاقات". وقبلها غيرت شركة ستاتويل النرويجية اسمها لتصبح "أكينور".

توفر مصادر الطاقة المتجددة خصوصا عائدات أكثر استقرارا من تلك المتأتية من المحروقات والتي هي متقلبة بطبيعتها. رغم أن التقلب في سعر البرميل ليس بالضرورة العامل الأساسي، كما يرى بعض المراقبين.

وقال فرنسوا ليفيك الأستاذ في مين-باريس تيك إن "أسباب التنويع اليوم تكمن في السياسات ضد تغير المناخ والضغط من الممولين والمساهمين وحتى الزبائن الذين يلقون بثقلهم على شركات النفط لكي تكون خالية من الكربون".

على الجانب الآخر من الأطلسي، أنشأت شركة "إكسون موبيل" للتو مركزا مخصصا للحلول "منخفضة الكربون". لكن شركات النفط الأميركية لا تزال بمجملها ملتزمة بصلب مهنتها ولا تغامر كثيرا في تحولات جديدة.

يقول فرنسوا ليفيك "لديهم منطق ربحية قصير المدى والأسواق الأميركية لا تحب كثيرا الشركات التي تلجأ إلى التنويع".

وتحت الضغط سعى العملاقان الأميركيان في هذا القطاع إلى مخرج آخر في ذروة الأزمة: فقد بحثت "إكسون موبيل" و"شيفرون" السنة الماضية احتمال الاندماج بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" ما كان ليخلق قوة عالمية.

(فرانس برس)

المساهمون