هدوء أسواق المال بعد الفوز الكاسح للعمال في بريطانيا... ما الأسباب؟

05 يوليو 2024
كير ستارمر يدخل 10 داوننغ ستريت بأغلبية مريحة، 5 يوليو 2024 (ليون نيل/ Getty)
+ الخط -

استقبلت أسواق المال الفوز الساحق لحزب العمال في الانتخابات البريطانية بهدوء كبير، فقد ارتفع مؤشر FTSE 100 بنسبة 0.45% بعد وقت قصير من افتتاح الأسواق، ولكنه تراجع منذ ذلك الحين، وهو الآن في المستوى نفسه إلى حد كبير مع ما كان عليه عند الإغلاق أمس. كما حقق مؤشر FTSE 250 مكاسب أكبر، إذ ارتفع بنسبة 1.10% حتى الآن اليوم الجمعة. ولم تتحرك الأسواق إلا بصعوبة بعد الفوز الساحق وإعلان نتائج الانتخابات. ووفق تقرير موقع "موني ويك" الجمعة، يشعر حي المال بالارتياح لنتيجة الانتخابات التي من المتوقع أن تحقق تغييرًا متواضعًا فقط مع تحسن التوقعات الاقتصادية.

ووفق بيانات سوق لندن المالي، لم يتزحزح الجنيه إلا بصعوبة في أسواق العملات، ولم يكن هناك نقص في الطلب على السندات الحكومية البريطانية، ولكن، لماذا هذا الهدوء في الأسواق؟ 

يرى تحليل في صحيفة "ذا غارديان" أن هنالك ثلاثة أسباب كبيرة لهذا الهدوء، الأول هو أن "النصر الساحق الذي حققه حزب العمال كان متوقعاً منذ أشهر. لقد كان الأمر مدروساً بالكامل عند المستثمرين، وتم تسعيره في معاملاتهم المالية". وبمجرد إعلان نتائج استطلاعات الرأي بعد خروجهم من مراكز الاقتراع، لم تكن النتيجة موضع شك.

ويشعر المستثمرون الدوليون بقلق أكبر بكثير بشأن ما قد يحدث في الجولة الثانية من الانتخابات الفرنسية يوم الأحد، مقارنة بنتيجة الانتخابات البرلمانية في المملكة المتحدة التي كانت شبه معروفة لديهم.

أما السبب الثاني وراء وجود أدنى رد فعل على أكبر هزيمة للمحافظين في التاريخ، هو أن الأسواق تعتقد أنه لن يتغير سوى القليل في السياسة المالية البريطانية. وحدث الارتفاع الافتتاحي البسيط في مؤشر FTSE 100 للأسهم في لندن بسبب شركات بناء المنازل تحسباً لتغييرات في قانون التخطيط، لكن الخطط الاقتصادية لحزب العمال متواضعة وحذرة. واستبعد الحزب زيادات كبيرة في الإنفاق، كما أن الضرائب ستخضع لقواعد تحكم مقدار ما يمكنها اقتراضه.

وترى صحيفة "ذا غارديان" في تحليلها أن فوز حزب العمال في هذه الانتخابات يختلف عن العام 1945، عندما وصلت حكومة حزب العمال إلى السلطة بناءً على بيان اشتراكي راديكالي، كما يختلف عن العام 2017، عندما كان فوز جيريمي كوربين ليسبّب بالتأكيد إثارة ضجة في الأسواق. وفي المقابل، أمضت راشيل ريف، المرشحة لوزارة الخزانة، الكثير من الوقت في إقناع حي المال البريطاني ببرنامج الحزب المالي وبأنها بأنها ستكون وزيرة خزانة حريصة على الاستقرار المالي.

أما السبب الأخير وراء الاستجابة الهادئة في الأسواق لفوز حزب العمال، هو الاعتقاد بأن الأسوأ للاقتصاد البريطاني قد انتهى، فقد انتهت أزمة أزمات كورونا والطاقة الناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا.

ويلاحظ أن الناخبين عاقبوا حزب المحافظين بشدة بسبب سياساته التي أدت إلى أعلى معدل تضخم منذ أربعين عاماً، ورفعت معدلات الرهن العقاري نتيجة للفترة التي حكمت فيها ليز تروس، ولأن مستويات المعيشة كانت أقل في نهاية الدورة البرلمانية الأخيرة عما كانت عليه في بدايتها. ومما لا شك فيه أن الانتخابات كانت بمثابة رفض للمحافظين وليس تأييداً قوياً لحزب العمال.

المساهمون