قالت وكالة بلومبيرغ، اليوم الأربعاء، إن أكثر من مائة سفينة حاويات غيرت مسار إبحارها من البحر الأحمر إلى رأس الرجاء الصالح لتجنب هجمات جماعة الحوثي في اليمن، الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع التضخم وعرقلة خطط البنوك المركزية لخفض أسعار الفائدة والتضخم في إسرائيل وأوروبا.
وحسب تقرير الوكالة الأميركية، فإن تكاليف الشحن البحري سترتفع وسيتأخر وصول البضائع إلى إسرائيل والعديد من الدول الأوروبية.
ووفقاً لشركة الخدمات اللوجستية العملاقة Kuehne+Nagel، فإن 103 من سفن الحاويات تم تغيير مسارها من البحر الأحمر إلى رأس الرجاء الصالح حول أفريقيا.
كما بدأت الشركات أيضًا في النظر في استخدام السكك الحديدية والخطوط الجوية بدلاً من مرور السفن عبر البحر الأحمر، حيث بات الممر المائي الذي يحمل 12% من التجارة العالمية محفوفًا بالمخاطر للغاية بحيث لا يمكن عبوره.
وتعتبر الهجمات على السفن التجارية من قبل المسلحين الحوثيين المتمركزين في اليمن أحد أبرز تداعيات الحرب الإسرائيلية على غزة، ولم يكن ذلك ضمن توقعات معظم المحللين.
وتعكف الولايات المتحدة وحلفاؤها على إيجاد أفضل السبل لحماية السفن دون توسيع نطاق الحرب على غزة.
وحتى الآن رفعت الهجمات الحوثية أقساط التأمين لأولئك الذين يعبرون البحر الأحمر، وأدت إلى ارتفاع أسعار الشحن وكذلك أسعار النفط. وهي عوامل من شأنها زيادة التضخم في الوقت الذي تقاتل فيه البنوك المركزية لخفضه ووقف زيادات أسعار الفائدة.
في هذا الصدد، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنتدى لندن لمحامي التأمين، توبي فالانس: "سيشهد كلا الخيارين المتمثلين في زيادة أقساط التأمين وإعادة التوجيه حول أفريقيا تأثيرًا غير مباشر على أسعار السلع".
وتتجه سفن الحاويات المتجهة إلى أوروبا الغربية نحو الطرف الجنوبي لأفريقيا، متجنبة التهديد بشن هجمات، مما يضيف مدة تراوح بين 10 و14 يومًا للرحلة، وفقاً للتقرير.
وتدرس واشنطن أيضًا الضربات العسكرية على الحوثي، لكن الدبلوماسية تظل هي النهج المفضل في الوقت الحالي، وفقًا لمطلعين.