هجمات الحوثيين ضد مصالح إسرائيل تستنفر أباطرة السفن

06 ديسمبر 2023
أصحاب السفن يخشون توسيع الحوثيين استهدافهم للسفن في البحر الأحمر (Getty)
+ الخط -

استنفرت الهجمات التي شنها الحوثيون على سفن إسرائيلية خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة، ملاك الناقلات العالمية، الذين يخشون حدوث اضطرابات جديدة في التجارة العالمية، بما في ذلك إمدادات الطاقة، وطالبوا بمزيد من الحماية العسكرية على الممرات البحرية في الشرق الأوسط، فيما تجري الولايات المتحدة الداعم الأكبر لإسرائيل محادثات مع دول أخرى حول تشكيل قوة بحرية لضمان "المرور الآمن للسفن في البحر الأحمر".

يوم الأحد الماضي، شن الحوثيون في اليمن في تسع ساعات فقط، هجمات ضد سفن إسرائيلية أو مرتبطة بتعاملات تجارية مع دول الاحتلال، تعادل تقريباً ما تعرضت له المصالح الإسرائيلية العابرة للشريان التجاري الحيوي على مدار أكثر من أسبوعين، مما أثار مخاوف من أن الحوثيين، الذين شرعوا في استهدف السفن الإسرائيلية الشهر الماضي يوسعون حملتهم تضامناً مع المقاومة الفلسطينية في الرد على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وقال جاكوب لارسن، رئيس السلامة البحرية والأمن في رابطة بيمكو، التي تمثل مالكي السفن العالميين، إن الهجمات أظهرت الحاجة إلى نشر "المزيد من الحماية العسكرية"، مضيفا وفق ما نقلت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية: "عندما ترى ثلاث سفن تتعرض للهجوم (في اليوم نفسه) في نفس المنطقة الجغرافية، فهذا يعني أن لدينا نقصاً في موارد الحماية".

وبحسب مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، يوم الاثنين الماضي، فإن الهجمات "غير مقبولة إطلاقا"، مضيفاً أن الولايات المتحدة تجري محادثات مع دول أخرى حول تشكيل قوة عمل بحرية لضمان "المرور الآمن للسفن في البحر الأحمر".

التهديد الجديد للشحن والذي يمكن أن يؤثر في التجارة في كل شيء من النفط الخام إلى السيارات، وفق الصحيفة البريطانية، يأتي بعد وقت قصير من انقلاب سلاسل التوريد بسبب جائحة فيروس كورونا في 2022 والغزو الروسي لأوكرانيا في 2022، مما أدى إلى زيادة التضخم وتباطؤ الاقتصاد العالمي.

وقال بوب ماكنالي، مؤسس شركة رابيدان للطاقة ومستشار الرئيس الأميركي الأسبق جورج دبليو بوش: "أصبحت سوق النفط متهاونة للغاية بشأن المخاطر المتمثلة في توسع الصراع في غزة على المستوى الإقليمي وتهديد البنية التحتية للنفط والغاز والشحن في البحر الأحمر والخليج".

ومنذ عام 2019، هاجم الحوثيون وغيرهم ممن وصفتهم فايننشال تايمز بـ"وكلاء إيران" سفناً متعددة في الشرق الأوسط، واستولوا على ناقلات النفط وشنوا هجمات سرية باستخدام ألغام لاصقة مثبتة على أجسامها. وتزيد الهجمات الأخيرة أيضاً من المخاوف بشأن التهديد الذي تشكله إيران على مضيق هرمز، وهو الممر المائي الضيق الذي يفصل إيران عن دول الخليج والذي يعد نقطة عبور لصادرات النفط والغاز.

وقدر ماكنالي احتمالات حدوث "انقطاع في تدفقات الطاقة الإقليمية" بنسبة تصل إلى 30%. لكنه أضاف أن "طهران وواشنطن قد لا ترغبان في صراع مباشر، إلا أنهما قد لا يتمكنان أيضاً من تجنب الاشتباكات غير المقصودة أو وقف الهجمات الانتقامية المتصاعدة".

ويمر نحو 40% من تجارة النفط المنقولة بحراً عبر مضيق هرمز يومياً، إلى جانب شحنات الغاز الطبيعي المسال من قطر، والتي ساعدت أوروبا على استبدال الغاز الروسي. ويحمل طريق البحر الأحمر نفسه ما يقرب من عُشر إمدادات النفط المنقولة بحراً، وفقًا لإدارة معلومات الطاقة الأميركية، وهو أيضاً ممر للبضائع القادمة من آسيا. ويعتبر مضيق باب المندب، الذي يفصل خليج عدن عن البحر الأحمر، أكثر عرضة للهجوم من مضيق هرمز.

وقال هينينغ غلوستاين من مجموعة أوراسيا الاستشارية إن "طريق البحر الأحمر مهم.. الأمر أكثر أهمية بالنسبة للأوروبيين الذين يحصلون على كل ما يحتاجونه من نفط الشرق الأوسط والغاز الطبيعي المسال عبر البحر الأحمر".

وفي هجوم على حاملة سيارات مملوكة لإسرائيل في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، صعد الحوثيون على متن السفينة بطائرة مروحية هو تكتيك "أكثر شيوعاً تستخدمه إيران"، وفقاً لغابرييل ريد من شركة الاستشارات الأمنية " S-RM". وأضافت أن الأمر "يشير إلى قدرة أكبر على تعطيل الشحن التجاري في المنطقة".

ويستكشف مالكو السفن الآن طرقاً بديلة أكثر أماناً، ولكن أكثر تكلفة. وقالت شركة "زيم" الإسرائيلية لشحن البضائع، الأسبوع الماضي، إنها ستغير مسار بعض سفنها، وحذرت العملاء من فترات عبور أطول. والمسار البديل يتضمن الالتفاف حول رأس الرجاء الصالح، بالقرب من كيب تاون في جنوب أفريقيا، والإبحار على طول غرب أفريقيا، وهو طريق أطول بكثير وأكثر تكلفة.

ويتعين على مالكي السفن بالفعل دفع المزيد مقابل التأمين، فضلا عن تحويل السفن والاستثمار في تدابير أمنية إضافية. وقال ماركوس بيكر، رئيس الشؤون البحرية في شركة مارش للتأمين، إن بعض شركات التأمين قامت بالفعل بزيادة الأسعار خلال الأسبوع الذي سبق الهجمات الحوثية الأخيرة، يوم الأحد، بنسبة تصل إلى 300% في إحدى الحالات. وأضاف أن السوق "سيتعين عليها الرد" على الأحداث الأخيرة.

وأشار إلى أنه مع ذلك، لم يكن أمام مالكي السفن من خيار سوى الالتزام بالمسار الحالي، مضيفا "إذا كنت تحاول الحصول على بضائع حول العالم، فيتعين عليك تقريباً المرور عبر منطقة البحر الأحمر.

وقال ديميتريس مانياتيس، الرئيس التنفيذي للعمليات في شركة "Seagull Maritime"، إن المجموعة الأمنية تتلقى "المزيد والمزيد" من طلبات الحراس المسلحين من مالكي السفن في جميع أنحاء العالم.

لكنه أضاف أن الجماعات الأمنية الخاصة، التي تم تشكيل الكثير منها لمواجهة التهديد الذي يشكله القراصنة الصوماليون في السابق، لا يمكنها الآن أن تفعل إلا "القليل للغاية" ضد الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار المدعومة من الدولة، في إشارة إلى هجمات الحوثيين.

المساهمون