هجمات الحوثيين تجبر أوروبا على زيادة الاعتماد على النفط الأميركي

09 يناير 2024
النفط الصخري يحول الولايات المتحدة إلى قوة نفطية كبرى (Getty)
+ الخط -

أفادت تقارير غربية اليوم الثلاثاء، بأن هجمات جماعة الحوثيين على الناقلات النفطية في البحر الأحمر أدت إلى زيادة صادرات النفط الأميركية إلى أوروبا.

وحسب تقرير بوكالة رويترز اليوم الثلاثاء، فقد قال المحلل في شركة كيبلر لتتبع السفن، مات سميث، إن التوتر في البحر الأحمر دفع المزيد من مشتري النفط إلى التطلع للولايات المتحدة للعب دور أكبر في زيادة صادرات النفط الخام إلى أوروبا إلى 2.3 مليون برميل يومياً في ديسمبر/كانون الأول. وأضاف "حالة عدم اليقين المستمرة في البحر الأحمر من المرجح أن تحفز بعض الشراء الأوروبي للخام الأميركي". 

وتساعد الزيادة المفاجئة في إنتاج وصادرات النفط والغاز الأميركية في الحفاظ على مخزون العالم من النفط والغاز، مما يخفف من تأثير الصراع المتسع في الشرق الأوسط الذي أدى إلى إعاقة ممرات الشحن الرئيسية.

وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" قد ذكرت، أنه عندما بدأ المسلحون الحوثيون في إطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار على السفن التي تعبر البحر الأحمر بالقرب من اليمن في أكتوبر/تشرين الأول، خشي الكثيرون من أن يؤدي تعطيل خط الشحن الحيوي إلى ارتفاع أسعار الطاقة. لكن أسعار النفط والغاز خلال الشهر الماضي تراجعت بنحو 5% و23% على التوالي. ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى الإنتاج القياسي للوقود الأحفوري في الولايات المتحدة.

وتقول "وول ستريت جورنال"، إن شركات الشحن نقلت في نوفمبر/تشرين الثاني كميات من النفط خارج الولايات المتحدة، تفوق ما تم إنتاجه في العراق، ثاني أكبر عضو في أوبك، وبمعدل قياسي بلغ 4.5 ملايين برميل يومياً.

وبالمثل، من المتوقع أن تصل صادرات الولايات المتحدة من الغاز الطبيعي المسال، أو LNG، إلى أوروبا إلى مستوى قياسي في ديسمبر/كانون الأول حينما تظهر البيانات، وفقًا لشركة معلومات كيبلر الأميركية. واستحوذت الدول الأوروبية على المزيد من الشحنات الأميركية في الأشهر الأخيرة، وأصبحت أقل اعتماداً على الشحنات التي تنقل عبر قناة السويس، الشريان الرئيسي للنقل البحري عبرالبحر الأحمر.

وتكثفت الهجمات على السفن، التي يقول الحوثيون إنها جاءت رداً على الحرب الإسرائيلية على غزة. ومن المتوقع أن تؤدي أزمة الشحن البحري في البحر الأحمر إلى رفع أسعار التضخم، خاصة بالنسبة للسلع التي تعبر البحر الأحمر، حيث اضطرت مئات السفن إلى تغيير مسارها إلى رأس الرجاء الصالح في جنوب أفريقيا.

ورغم ارتفاع إنتاج النفط الأميركي فوق 13 مليون برميل يومياً في المتوسط خلال العام الماضي، لكن حتى الآن، ليس من الواضح إلى متى يمكن لشركات النفط الصخري الاستمرار في زيادة الإنتاج بنفس السرعة. ونشرت شركات حفر الخامات الصخرية، وخاصة الشركات المملوكة للقطاع الخاص، المزيد من الحفارات في أواخر عام 2022 استجابة لارتفاع أسعارالنفط  بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا. وتم تشغيل جزء كبير من الآبار التي قاموا بحفرها مؤخرًا، لكن عدد منصات الحفر الأميركية تراجع قليلاً في  نهاية العام  الماضي 2023.

المساهمون