هبوط إمدادات النفط الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا وسط تبادل اتهامات

11 مايو 2022
لا اتفاق أوروبياً حتى الآن على حظر نفط روسيا (Getty)
+ الخط -

انخفض حجم الغاز الروسي الذي يمرّ عبر أوكرانيا إلى أوروبا يوم الأربعاء، بعد أن قالت كييف إنها علقت التدفقات على طول طريق رئيسي بينما تستمر موسكو في السيطرة على المنطقة التي توجد فيها الأنابيب. وتغذي هذه الخطوة مخاوف من أن تؤدي حرب الكرملين على أوكرانيا إلى قطع إمدادات الغاز إلى أوروبا عبر كييف في وقت ارتفعت فيه الأسعار بالفعل.

وقالت شركة تشغيل خط الأنابيب الأوكرانية GTSOU يوم الثلاثاء إنها أوقفت نقل الغاز عند نقطة عبور سوخرانيفكا حيث توجد القوات الروسية. ووعدت الشركة بإعادة توجيه جميع الإمدادات مؤقتاً عبر نقطة عبور أخرى "للوفاء بالتزامات النقل تجاه الشركاء الأوروبيين بالكامل".

وأظهرت الأرقام الصادرة عن الشركة يوم الأربعاء أن التدفقات في سوخرانيفكا انخفضت إلى الصفر، وكان من المقرر أن ترتفع عند نقطة ثانية، لكنها ليست كافية لتعويض الانخفاض. وقالت "جتسو" إن كمية الغاز التي تمرّ عبر أوكرانيا عبر هذه الطرق يوم الأربعاء قد تنخفض بنسبة 18 في المائة، أو 16 مليون متر مكعب، مقارنة بالثلاثاء.

ونفت شركة الغاز الروسية العملاقة غازبروم وجود قضية للشركة الأوكرانية لإعلان "قوة قاهرة"، وقالت إنّ من المستحيل إعادة توجيه كل الإمدادات. وقالت غازبروم لوكالة تاس للأنباء إن الإمدادات التي تمرّ عبر أوكرانيا يوم الأربعاء بلغت 72 مليون متر مكعب في المجمل، مقارنة بـ 95.8 مليون متر مكعب في اليوم السابق.

وأوكرانيا طريق إمداد رئيسي للغاز الروسي إلى أوروبا، وقد استمر الجانبان في توفير التدفق. ويسعى الاتحاد الأوروبي لحشد التأييد لحظر النفط الروسي تزامناً مع توقف إمدادات الغاز الروسي لأوروبا عبر نقطة عبور رئيسية في أوكرانيا.

واقترح الاتحاد الأوروبي حظر واردات النفط الروسي، وهو ما يقول محللون إنه سيفاقم نقص الإمدادات إلى السوق ويغير اتجاهات التجارة.

وتأجل التصويت الذي يتعين أن يكون بالإجماع، إذ تتمسك المجر بموقفها المعارض للحظر.

رفض مجري

وقال وزير خارجية المجر يوم الأربعاء إنه ينبغي إعفاء الشحنات الروسية عبر خطوط الأنابيب من عقوبات نفطية من جانب الاتحاد الأوروبي ضد موسكو، التي في شكلها الحالي "ستدمر اقتصاد المجر".
وشرح بيتر زيجارتو أنه بعد محادثات مع مسؤولي الاتحاد الأوروبي، لا يزال من غير المحتمل التوصل إلى اتفاق بين بودابست وبروكسل بشأن الحظر المقترح. وأضاف: "بروكسل ليس لديها اقتراح لحل يمكن أن يتعامل مع القنبلة الذرية مثل آثار هذا الحظر النفطي المحتمل ضد روسيا على اقتصاد المجر".

تدعم معظم دول الاتحاد الأوروبي الأخرى حظر النفط الروسي بموجب حزمة سادسة جديدة من العقوبات تهدف إلى معاقبة موسكو لشنّها حرباً على أوكرانيا، والإجماع مطلوب لمثل هذا القرار.

وقال متحدث باسم رئيس الوزراء المجري، فيكتور أوربان، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين يوم الاثنين إنهما ناقشا الاستثمار في تحديث البنية التحتية النفطية المجرية.

لكن زيجارتو قال إن السبيل الوحيد للتوصل إلى اتفاق سيكون إذا كان الحظر ينطبق على شحنات النفط البحرية فقط، وإنه سيكون من الواقعي العودة إلى اقتراح المجر الأصلي بإعفاء شحنات خطوط الأنابيب. وتمثل شحنات النفط الروسي عبر خط أنابيب دروجبا حوالى 65% من النفط الذي تحتاجه المجر.

من جهتها، قالت وزارة الاقتصاد الألمانية إن إمدادات الغاز الألمانية لا تزال آمنة في الوقت الحالي بعد جفاف تدفق الغاز الروسي إلى أوروبا عبر نقطة عبور رئيسية في أوكرانيا.

الإمدادات إلى ألمانيا

وأوضحت وزارة الاقتصاد الألمانية: "نحن نراقب الوضع من كثب. فريق أزمة الغاز ومشغلو شبكات الأنابيب يراقبون الوضع". وأضافت أن "الإمدادات في ألمانيا لا تزال آمنة في الوقت الحالي".

وقال اتحاد صناعة الغاز الألماني إنه لا يمكنه تقييم تأثير إغلاق نقطة العبور إلا بعد أن يرى كيف أثرت هذه الخطوة في التدفقات.

وألمانيا أكبر مستهلك للغاز الطبيعي في أوروبا، وبصرف النظر عن روسيا، تتلقى الغاز عبر خطوط الأنابيب من النرويج وهولندا وبريطانيا والدنمارك. كذلك فإنها تستورد الغاز الطبيعي المسال (LNG) عبر محطات الغاز الطبيعي المسال بشكل رئيسي على السواحل الأوروبية الشمالية الغربية.

قالت دراسة من معهد IMK هذا الأسبوع إن التوقف المفاجئ في تسليم الغاز الروسي يمكن أن يؤدي إلى ركود في ألمانيا يمكن مقارنته بما حدث في عامي 2009 و2020، إن لم يكن أسوأ.

وتحاول ألمانيا التحول بسرعة إلى محطات الغاز الطبيعي المسال العائمة الخاصة بها، لملء مخزون الغاز في الصيف، ومحاولة إيجاد طرق لتحديد أولويات توزيع الغاز في حالة حدوث أزمة، في سياق أوروبي.

(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون