نقص الوقود في روسيا يؤخر حصاد الإنتاج الزراعي

08 سبتمبر 2023
حصاد القمح في روستوف الصيف الماضي (فرانس برس)
+ الخط -

شهدت بعض المناطق في روسيا، وتحديداً سمارة وساراتوف وروستوف وفولغوغراد وأستراخان ونوفوسيبيرسك وريازان، وكذلك في شبه جزيرة القرم المحتلة من أوكرانيا، وكراسنودار وستافروبول وكاريليا، نقصاً في البنزين ووقود الديزل، ما أربك بعض الأنشطة الاقتصادية، بما فيها عمليات حصاد الإنتاج الزراعي.

وسجلت بعض أوجه القصور في الأراضي التي أعلنت روسيا ضمّها أخيراً من أوكرانيا بعد احتلالها، حيث ارتفعت أسعار البنزين في دونيتسك، إلى 61 روبلاً للتر، ولم تكن كل محطات الوقود متاحة، وذلك وفقاً لما أوردته صحيفة "موسكوفسكي كومسوموليتس" (إم كا) الروسية، اليوم الجمعة. (الدولار = 97.8 روبلاً).

ولتسوية الوضع، اقترح وزير الزراعة الروسي دميتري باتروشيف وقف تصدير المنتجات النفطية الرمادية بشكل كامل لحين استقرار السوق المحلية.

وبصورة عامة، يحتاج المزارعون الروس إلى حوالي 500 ألف طن من الوقود ومواد التشحيم لإكمال العمل الميداني في الخريف بنجاح.

ووعدت وزارة الطاقة الروسية، قبل أسبوع، باستعادة النظام في الصناعة خلال 14 يوماً. وقال النائب الأول لوزير الطاقة بافيل سوروكين إنّ مشروع قانون وزارة الطاقة بشأن حظر الصادرات الرمادية تم تقديمه إلى الحكومة والإدارة الرئاسية، ومن المتوقع الموافقة على الوثيقة في أي يوم.

وفقاً لصحيفة "إم كا"، فإنّ الوزارة اكتشفت أنّ التجار كانوا يشترون الوقود في البورصة بأسعار محلية رخيصة، ويبيعون كميات كبيرة منها في الخارج بالأسعار العالمية باهظة الثمن. وبموجب القواعد الجديدة، فمن المقرر أن يتم منعهم ومستودعات النفط من نقل المنتجات النفطية إلى الخارج.

في السياق نفسه، يقول مدير الاتحاد الوطني للأرز ميخائيل رادشينكو من كراسنودار، لصحيفة "إم كا"، إنّ "نقص الوقود يحدث في المنطقة، إلا أنّ الأمور لم تصل إلى مرحلة حرجة بعد، رغم ارتفاع أسعار الديزل بشكل كبير"، مضيفاً "السعر هو 75 روبلاً للتر الواحد، بعد أن كان حتى وقت قريب 50 روبلاً فقط. سيكون لدينا اجتماع حول هذا الأمر، وعلينا أن نقرر كيف نحل هذه المشكلة".

ووفقاً للمنتجين، فإنّ الوضع الحالي مع الأسعار وانقطاع الإمدادات سيأتيان بنتائج عكسية على تكلفة المنتجات الزراعية، حيث ترتفع التكلفة بالنسبة للفلاحين بنسبة 10-15%.

ويقول نائب رئيس مجلس الدوما، وعضو لجنة الدوما المعنية بالقضايا الزراعية، سيرغي ليسوفسكي، لصحيفة "إم كا"، إنّ "الوضع مثير للقلق، فعلى سبيل المثال، في كورغان، يبلغ سعر لتر وقود الديزل 68-69 روبلاً، وهو كثير بالنسبة للمنطقة. لقد تحدثت مع المزارعين في منطقة روستوف، والأسعار هناك عموماً تصل إلى 120 روبلاً، وهذا يؤدي بالتأكيد إلى ارتفاع حاد في أسعار الحبوب، وبالتالي يضع عبئاً ثقيلاً على تربية الماشية والأعلاف".

وأوضح ليسوفسكي أنه "يتم نقل وقود الديزل الخاص بنا مباشرة من الموانئ المحلية، 3-5 آلاف طن لكل منهما، إلى تركيا ثم للتصدير".

وشدد على "ضرورة الحد من الصادرات وتغيير المناورة الضريبية التي ابتكرتها وزارة المالية قبل فترة، حين بدأوا بإلغاء رسوم التصدير وزيادة ضريبة استخراج المعادن، فاتضح أن نفطنا باهظ الثمن بالضرائب، لكن الروس يدفعونها. وإذا كانت هناك رسوم، كما كان الوضع من قبل، فسيدفعها مشترو وقودنا في الغرب. الآن تقع الضرائب على عاتق مواطنينا، ومن الضروري فرض رسوم التصدير وخفض ضريبة استخراج المعادن".

وبحسب ليسوفسكي، فإنّ "الوضع الحالي لن يحل من تلقاء نفسه، بل على الأرجح سيستمر في بعض صوره حتى نهاية موسم الحصاد"، والتي تمنى عدم فشلها بسبب نقص الوقود.

المساهمون