نقص السلع ينغص فرحة الإسرائيليين بالأعياد

27 مارس 2024
المستهلكون يشكون من نقص الأجهزة الكهربائية وعدم القدرة على تلبية الطلب (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- الأسواق الإسرائيلية تواجه أزمة نقص في السلع الكهربائية وارتفاع الأسعار بسبب هجمات الحوثيين على السفن المتجهة إلى إسرائيل، مما أثر على خطط الأسر لتحديث أجهزتها.
- العوامل المؤثرة تشمل إلغاء رحلات الشحن، تغيير مسار السفن، نقص قطع الغيار، وإجراءات الجمارك المشددة، مما أدى إلى نقص حاد في المتاجر وارتفاع الأسعار.
- الوضع الاقتصادي يتأثر بشكل كبير بتأخر وصول السلع وارتفاع تكاليف الشحن، مما يؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع الكهربائية وشلل في الموانئ الإسرائيلية، وتأثير سلبي على الاقتصاد الإسرائيلي.

تشهد الأسواق الإسرائيلية نقصاً لافتاً في السلع الكهربائية، وسط أزمة الواردات التي سببتها هجمات الحوثيين في اليمن على السفن المتجهة إلى إسرائيل، ما دفع الأسعار إلى الصعود إلى مستويات تفوق كثيراً مستوياتها في الأسواق العالمية، ما أزعج الكثير من الأسر التي كانت تخطط لشراء أجهزة جديدة أو تحديث مقتنياتها قبيل عيد الفصح اليهودي نهاية مارس/آذار الجاري.

وواجه مستوردو السلع الكهربائية صعوبة في ملء المستودعات في الفترة السابقة لعيد الفصح، مؤكدين أن هناك نقصاً ملحوظاً في المكانس الكهربائية والثلاجات والخلاطات وشاشات التلفاز وغسالات الأطباق.

ووفق مجموعة "مامان" للخدمات اللوجستية الإسرائيلية، التي تدير مستودعات للعديد من المستوردين في مجال المنتجات الكهربائية، فإن حجم الحاويات التي تصل إلى إسرائيل حالياً تعادل نصف ما كان يصل في الفترة المقابلة من العام الماضي، لذلك لا يمكن ملء المستودعات بالمخزون لعيد الفصح، مشيرة إلى أنه كان من المفترض أن تصل 900 حاوية في ديسمبر/ كانون الأول ويناير/كانون الثاني لكن ذلك لم يحدث.

تأخر وصول السلع عبر البحر الأحمر

وقال ليرون كاتز، نائب رئيس تطوير الأعمال في المجموعة في تصريحات لصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، أمس الثلاثاء: "لدينا الكثير من التأخير.. كل شحنة تُسلَّم على الفور إلى المتاجر أو العملاء النهائيين.. ولا توجد أيام تخزين تقريباً في المستودعات".

ويمثل استهداف الحوثيين السفن الإسرائيلية وتلك المتوجهة إلى كيان الاحتلال ضغطاً كبيراً على الأسواق الإسرائيلية، بسبب طول الرحلات وارتفاع كلفة التأمين، ما يرفع الأسعار في الأسواق الإسرائيلية.

وبحسب كاتز، هناك أربعة أسباب رئيسية لتأخير السلع، تتمثل في إلغاء بعض شركات الشحن القادمة من الشرق رحلاتها إلى إسرائيل، كما أن أولئك الذين يصلون إلى إسرائيل يغيرون مسار رحلاتهم بعيداً عن البحر الأحمر وبالتالي قناة السويس لذلك يسلكون طريق رأس الرجاء الصالح مع تغيير الطرق بشكل متكرر، بالإضافة إلى ذلك فإن المصنعين الأوروبيين، الذين تعتمد مصانعهم على قطع الغيار القادمة من الشرق، يتأخرون في إنتاج السلع.

وأشار إلى أنه فضلا عن هذه العوامل الثلاثة فإن هناك سببا رابعا يتمثل في قيام الجمارك الإسرائيلية بتمرير كل شحنة من خلال فحصين ماديين أخيراً، موضحا: "إنهم يقومون بفحص محتويات الحاويات التي تصل إلى إسرائيل ولا يمررون الشحنات عبر المسار الآلي العادي حسب إقرار المستورد، مما يزيد من تأخير الحاويات بالفعل لمدة شهرين، ومع اقترابنا من عيد الفصح، سنرى المزيد من النقص في المتاجر". وأضاف كاتز: "من أجل تقصير العمليات، نقوم بنقل بعض السلع جواً بدلاً من البحر".

وخلال الأيام الماضية شهدت متاجر الأزياء في إسرائيل نقصاً في المنتجات قبيل ما يعرف بعيد المساخر (البوريم) الذي حل يومي الأحد والاثنين الماضيين، لأن المستوردين لم يقدروا وقت وصول الحاويات بشكل صحيح، وفق رئيس تطوير الأعمال في مجموعة "مامان"، مشيرا إلى أنه لهذا السبب يجري اللجوء باطّراد إلى النقل الجوي.

وأضاف: "لقد أجرينا أيضاً اتصالات مع الشركات المصنعة العالمية التي يمكنها تزويدنا على الفور بالمنتجات التي يرتفع الطلب عليها وقمنا بتخزينها أكثر من المعتاد".

ورغم مرور نحو ستة أشهر على اندلاع الحرب على غزة ومرور نحو خمسة أشهر على بدء استهداف السفن الإسرائيلية وغيرها التي تبحر نحو إسرائيل، لا يزال الإسرائيليون يدفعون أكثر للحصول على المنتجات، وفق كاتز، مشيرا إلى أن أسعار الثلاجات ارتفعت بما يتراوح بين 250 شيكلا (حوالي 70 دولارا) إلى 2000 شيكل (556 دولارا) حسب حجم الثلاجة.

بدوره، قال يانيف بورات، الذي يدير صفحة لتسويق المنتجات عبر "فيسبوك" إن هناك فجوات في الأسعار بين المنتجات التي تباع في إسرائيل ومثيلاتها في الخارج، مشيرا إلى أن سماعات الرأس اللاسلكية "Xiaomi Redmi Pro 5" تباع على موقع "علي إكسبريس" مقابل 36.59 دولاراً بينما في إسرائيل مقابل ما يتروح بين 439 و469 شيكلا (بين 122 و130 دولارا) دون سبب واضح.

وقال رونان بيركوفيتش، من إحدى الشركات التي تستورد لوحات المفاتيح الكهربائية: "نعيش في سوق مجنون"، مشيرا إلى أن المشكلة الرئيسية تتمثل في تكلفة الشحن المرتفعة وتأخر السفن بسبب هجمات الحوثيين.

وشهدت تكاليف الشحن عبر البحر الأحمر ارتفاعاً حاداً منذ أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، حيث كشف مؤشر الحاويات العالمي "دروري" في يناير/ كانون الثاني الماضي عن زيادة مذهلة بلغت نسبتها 248% في تكاليف شحن حاوية بطول 40 قدماً من الصين إلى أوروبا على سبيل المثال، لتصل تكلفتها إلى 4 آلاف دولار في الوقت الحاضر. ويمرّ بالبحر الأحمر ما يقرب من ثلث حركة الحاويات العالمية.

وتعتمد إسرائيل بنسبة كبيرة في تجارتها مع الجنوب. ووفق بيانات البنك الدولي، فإن التجارة السلعية لإسرائيل مثلت 34.6% من ناتجها المحلي خلال عام 2022، والذي بلغ نحو 522 مليار دولار.

وبلغت قيمة الصادرات السلعية الإسرائيلية حوالي 73.8 مليار دولار، فيما وصلت الواردات إلى 107.2 مليارات دولار.

وبخلاف تضرر الأسواق الإسرائيلية من تأخر وصول السفن المحملة بالبضائع تعرضت الكثير من الموانئ الإسرائيلية للشلل وسط استمرار الحرب.

وكانت موانئ إسرائيل قد فرغت في 2022 بضائع حمولتها 40.6 مليون طن، فيما حملت للخارج بضائع بلغت حمولتها 18.2 مليون طن، وفق بيانات دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية.

المساهمون